محللون أردنيون لـ« البيان »: مراوغة الحوثي نهج إيراني

ت + ت - الحجم الطبيعي

أجمع محللون سياسيون أردنيون على أن عرقلة محادثات جنيف بين الأطراف اليمنية نابعة من قرار إيراني بحت، لإثبات قدراتها، وأنها لا تزال تسيطر على ميليشيا الحوثي وتسيرها كيفما تشاء.

وقد انتهت محادثات جنيف قبل أن تبدأ نتيجة تغيب وفد الحوثي، وبالرغم من خيبة الأمل، فقد أكد المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث أنه سيتوجه مجدداً إلى صنعاء للقاء الحوثيين بحثاً عن أمل جديد، وأن غيابهم لا يشكل عائقاً لمشاورات مقبلة، ما أثار انتقادات لغريفيث، وبالمقابل فقد أكدت مصادر يمنية أن الحوثيين وضعوا شروطاً لا يمكن قبولها.

خسائر مستمرة

الخبير الاستراتيجي د. عامر السبايلة بين أنه لا نستطيع توقع نجاح العملية السياسية، في ظل الضغط الكبير الذي يواجه إيران على الصعيد الدبلوماسي والدولي، إذ إن الحوثيين في منطق الربح والخسارة قد خسروا كثيراً واستنزفوا في مناطق عديدة، وليس مُجدياً بالنسبة لهم الذهاب إلى المفاوضات، قائلاً: إن حجم الأزمة بالنسبة للميليشيا الحوثية يزداد يوماً بعد يوم، وقدرة إيران على المناورة تقل.

المحلل السياسي محمد العبادي، أكد من جهته، «إن الحوثيين هم أداة من أدوات طهران في المنطقة، وكان من المتوقع إفشال مفاوضات جنيف نتيجة الضغوطات الدولية وخصوصاً الأميركية، التي تتعرض لها طهران، فمن المؤكد أن هنالك تنسيقاً بين الميليشيا وطهران من أجل عرقلة المفاوضات». وأضاف أن «إيران تبحث عن أي طريقة تظهر من خلالها أنها ما زالت قوية، ولم تفقد قدراتها رغم العقوبات الأميركية، والرفض الدولي لمواقف وسياسات طهران».

وأردف العبادي أن «هنالك خلافات عميقة بين الحوثي والشرعية، إذ الانقلاب، وإذا لم يتم كبح جماح المشروع الإيراني ستستمر هذه الخلافات وتتعمق أكثر، وبالتالي تؤثر على المنطقة بكاملها».

سلوك متوقع

من جهته، قال الكاتب الصحفي، جهاد أبو بيدر، إن «ما جرى من تغيّب الميليشيا عن جنيف، لم يكن مستغرباً، ولكن كان هنالك أمل ضئيل بنجاح هذه المفاوضات، فإيران اليوم تحاول أن تثبت للعالم أنها لم تخسر في ملفات عديدة، رغم أنها تواجه أزمات داخلية اقتصادية وسياسية». وأضاف الكاتب الصحفي الأردني: إن إيران «أوعزت بكل تأكيد للحوثيين بعدم الذهاب، وهي ليست المرة الأولى التي أفشلت فيها محادثات دولية أو على الصعيد العربي، من أجل تحقيق المصالحة والسلام، فهذا الخراب الذي يحدث في اليمن يوفر لها عوامل مناسبة للتمدد والتوسع وتنفيذ مشروعها».

Email