« البيان » تكشف خفايا تنسيق الدوحة وطهران في الصفقة

«تنظيم الحمدين» أطلق سراح 48 ضابطاً إيرانياً في سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف مصدر سوري معارض مطلع لـ«البيان» عن الدور الإيراني الخبيث في الإفراج عن ضباط من الحرس الثوري الإيراني، كانت فصائل الغوطة اعتقلتهم بالتنسيق مع أحد سائقي المطار الذي كان يقل الإيرانيين من مطار دمشق الدولي.

وتشير المعلومات بحسب المصدر، إلى أن أحد سائقي المطار ويدعى أبو صياح الحنفي كان يعمل سائقاً لحافلة نقل ركاب، وحضر إلى دوما وتحدث إلى بعض الكتائب حول دوره في نقل ضباط إيرانيين من المطار إلى العاصمة، وهنا استغلت «كتائب شهداء دوما» و«كتيبة البراء» دور أبو صياح وقرّرت تنفيذ عملية الخطف من أجل المساومة المالية لاحقاً برعاية قطرية.

وبالفعل، توجّه المدعو أبو صياح في اليوم التالي بالحافلة إلى الغوطة من مدخل المليحة على طريق مطار دمشق الدولي، حيث كان بانتظاره عند جسر الغيضة عدد من عناصر «شهداء دوما» و«البراء» بينهم نجله الأكبر العامل حينها مع «شهداء دوما» وتم اعتقال كل من في الحافلة وعددهم 48.

وأضاف المصدر لـ«البيان» لم تكن الكتائب والمجموعات الصغيرة تمتلك مقار ضخمة ولا معتقلات، فتدخل المدعو عبدالناصر شمير الذي كان تولى قيادة «كتيبة البراء» حسب تعليمات المدعو أبو صبحي طه وطلب منهم تسليمه الإيرانيين وأنه يمتلك خطة محكمة لإخفائهم وسيكون لهم تأثير كبير في تقدم النظام باتجاه جبهات الغوطة حينها.

تسلل قطري

وبعد اعتقال الضباط الإيرانيين وصل على الفور وفد من تركيا من منظمة «آي اتش اتش» -بالتنسيق مع الجانب القطري الذي تكفل بدفع الفدية في وقت لاحق- والتقوا بعدد من قادة المجموعات بخصوص إطلاق سراح الأسرى الإيرانيين، وتحدثوا عن فدية مالية، لكن لم يتمكنوا من مقابلة المدعو شمير، صاحب الشأن وعلموا أنه صاحب الرأي الأخير.

في الأثناء، اتصل «عبر السكايب» شخص من قطر مع المجلس العسكري لدمشق وريفها وتحدث إلى المدعو خالد الحبوس الذي يحمل رتبة عقيد وكان يرأس المجلس في حينها وعرض عليه فدية مالية مقابل إطلاق سراح الأسرى الإيرانيين، وقال له الحبوس نريد مليار دولار وأسلحة 100 طن ومواد غذائية وانسحاب إيران من سوريا، فقال الشخص القطري: «نحن ليس لنا سلطة على النظام، لكن ممكن أن نضغط عليه عبر الإيرانيين». لكن المدعو خالد الحبوس لم يتمكن من معرفة مكان تواجد الأسرى ولم يكن يعرف شمير بشكل شخصي وحاول الوصول له ولم ينجح.

وبعد أيام، ذهب المدعو «الدكتور البيطري معتصم» شمير شقيق عبدالناصر إلى الدوحة وبدأ التفاوض الجدي، برعاية قطر وحضور شخصيات قطرية، بالإضافة لرجل الأعمال السوري المقيم في قطر رامز خياط أحد داعمي جبهة النصرة في سورياً لاحقاً.

على الفور تم منح معتصم شمير إقامة دائمة في الدوحة ووظيفة في مطارها، للإشراف على صحة الخيول القادمة والمغادرة وراتب 15 ألف دولاروبعدها اجتمع أبو النصر شمير بـ«لواء أبو موسى الأشعري» و«أمهات المؤمنين» و«كتائب عيسى ابن مريم» وعدد كبير من الكتائب، وقال لهم إنه سيتلقى دعماً دولياً كبيراً لكن عليه أن يشكل فيلقاً وكان قد تلقى الدفعات المالية من قطر ولم يعرف حتى الآن تماماً المبلغ النهائي، لكنه يتوقع أن يكون حوالي 50 مليون دولار.

«هلال» قطر

تم الاتفاق مع رامز خياط على إدخال المبالغ إلى الغوطة على شكل إغاثة وتمت التغطية بواسطة الهلال الأحمر القطري وجمعية قطر الخيرية وبدأ الدعم يتدفق لفصيل جيش الإسلام أيضاً بواقع 2 مليون دولار شهرياً وطلب من زهران تشكيل القيادة الموحدة وضم شمير والقادري قائد شباب الهدى الذي كان يتلقى أيضاً دعماً قطرياً.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «البيان» من شخصية رفيعة في المعارضة السورية، ومطلعة على تفاصيل الصفقة القطرية مع الفصائل وإيران، فإن من بين الأسرى كان هناك ضباط في الحرس الثوري وبعض ضباط الاستخبارات الإيرانية.

وتكتم شمير حتى عن نشر كل وثائقهم والتحقيقات معهم وكان هذا أحد شروط القطريين، لتنقذ قطر ضباطاً رفيعي المستوى من الحرس الثوري الإيراني وتتمكن من الإفراج عنهم عبر المال.

Email