تقارير البيان

خروقات الحوثي المستمرة تؤكد ضرورة الحسم العسكري

تستخدم الميليشيا ميناء الحديدة لتهريب الأسلحة | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع رفض ميليشيا الحوثي الإيرانية الذهاب إلى جنيف للمشاركة في مشاورات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، وفرض هذه الميليشيا اشتراطات جديدة، عاد القتال إلى مدينة الحديدة ما يشير إلى أن الشرعية في اليمن ومعها التحالف العربي قد أوصلا المجتمع الدولي إلى قناعة كاملة بعدم جدية هذه الميليشيا في الوصول إلى السلام.

ولأن الميليشيا كانت تضمر الخديعة كعادتها، فإن مسلحيها في الحديدة ذهبوا نحو خرق الهدنة التي ضغط المبعوث الدولي مارتن غريفيث من أجل سريانها لإتاحة الفرصة لمشاورات السلام لتجنيب مدينة وميناء الحديدة العمل العسكري، حيث هاجمت الميليشيا الإيرانية مواقع القوات المشتركة في منطقة الدوار بجوار جامعة الحديدة وساحة العروض.

ورغم اكتفاء القوات المشتركة بالرد على مصادر النيران، فإن الميليشيا صعدت من خروقاتها العسكرية بالتزامن مع وضع قادتها اشتراطات جديدة لكي يذهب ممثلوهم إلى جنيف للمشاركة في مشاورات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، ومع انقضاء ثلاثة أيام على الموعد المحدد لبدء المحادثات، وتأكيد وفد الشرعية أن الميليشيا تتحمل كامل المسؤولية عن إفشال هذه الجهود الدولية، تقدمت ألوية العمالقة من محورين نحو ميناء الحديدة والمدخل الشرقي للمدينة.

وفي تأكيد على قدرة هذه القوات على حسم المعركة في الحديدة، فإنها تمكنت من تحرير عدد من القرى والأودية التابعة لمديرية الدريهمي المجاورة لمدينة الحديدة، كما نفذت عملية التفافية من منطقة الجريبة وتقدمت نحو مشروع الأبقار شرق المطار والسيطرة عليه بعد معارك عنيفة مع الحوثيين.

المشروع يقع على الطريق الرئيسي المؤدي إلى منطقة كيلو 16 التي تتحكم بحركة التجارة والتنقل بين مدينة الحديدة ومحافظات الشرق والشمال وحتى محافظات الوسط والجنوب، والسيطرة عليها سيمكن هذا القوات من التحكم بما يدخل المدينة والميناء أو ما يخرج منهما.

وفي اتجاه آخر نحو ميناء الحديدة، تجددت المواجهات والمعارك في منطقة الدوار وكلية الطب جنوب جامعة المدينة، حيث وصلت القوات المشتركة والمسنودة بمروحيات الأباتشي إلى طريق الكورنيش المؤدي إلى الميناء في حين واصلت ميليشيا الحوثي إطلاق القذائف باتجاه منطقة غرب وجنوب المطار.

وعود دولية

ولأن الضغوط والوعود الدولية كانت وراء وقف العملية العسكرية لتحرير مدينة وميناء الحديدة، فإن إصرار ميليشيا الحوثي الإيرانية على إفشال أول مهمة للمبعوث الدولي الجديد.

ووضعها جملة من الشروط بعد أن وافقت على حضور مشاورات جنيف في الموعد المتفق عليها، ورفضها كافة العروض التي اقترحها مارتن غريفيث لإقناعهم بالعدول عن اشتراطاتهم، ومنها الموافقة على أن يتم نقلهم بطائرة إحدى الدول الخليجية بشرط أن يتم تفتيش هذه الطائرة في جيبوتي لضمان ألا ينقل فيها أسلحة أو خبراء أجانب.

وبما أن لليمنيين تجارب مريرة مع الميليشيا التي لا تلتزم بأي اتفاقات وقعتها مع الآخرين، ولأن الصراع بين أجنحتها يتفاقم مع الحديث عن أي تسوية سياسية.

ولأنها في المحصلة أداة لإيران، فإن الآمال التي علقت على مشاورات جنيف تبددت، وظهر للمجتمع الدولي والدول الراعية للسلام في اليمن أن الخيار العسكري هو الوحيد القادر على إخضاع هذه الميليشيا للقبول بالسلام، وتنفيذ القرارات الأممية بهذا الخصوص.

ويعتقد الكثير من المراقبين أن تحرير مدينة وميناء الحديدة سينزع من يد الميليشيا الإيرانية أهم وأكبر مصدر لتمويل حربها ضد اليمنيين، والمنفذ الوحيد الذي عبره يتم تهريب الأسلحة وقطع الصواريخ، وأن المضيّ في تحرير المدينة والميناء هو أقصر السبل لإنهاء معاناة ملايين اليمنيين جراء الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي، وشردت أكثر من ثلاثة ملايين وجعلت 12 مليون يصارعون الجوع.

 

Email