قتيل في تجدد الاحتجاجات بالمحافظة وطهران تطالب رعاياها بالمغادرة فوراً

محتجون يضرمون النار في مقر القنصلية الإيرانية بالبصرة

المتظاهرون العراقيون يتجمعون خارج مقر القنصلية الإيرانية في البصرة أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

اقتحم محتجون غاضبون في البصرة مقر القنصلية الإيرانية وسط المحافظة، في وقت أعلن البرلمان العراقي الجديد عقد جلسة استثنائية اليوم السبت، لبحث الأزمة، ودخلت الاحتجاجات مرحلة جديدة من التصعيد، بعد إعلان الهيئة التنسيقية للمظاهرات بدء اعتصام مفتوح.

وقالت مصادر أمنية إن محتجين اقتحموا القنصلية الإيرانية في وسط المحافظة، وأضرموا النيران بها، وذلك احتجاجاً على التدخلات الإيرانية في البلاد، ورددوا عدداً من الهتافات ضد النظام الإيراني، ومنها: «إيران برا برا والبصرة حرة حرة»، يأتي ذلك بعد أقل من 24 ساعة من حرق مقرات الأحزاب والحركات المدعومة من إيران.

وطالبت طهران رعاياها إلى سرعة مغادرة المحافظة في وقت أعلنت عمليات المحافظة إعادة حظر التجوال إلى إشعار أخر، بعد أن سقط قتيل جديد وإصابة ما لا يقل عن 11 آخرين خلال تجدد التظاهرات أمس. كما أحرق متظاهرون بنايات تابعة للحشد في مجمع القصور الرئاسية.

وحاصر 20 ألفا من المتظاهرين الغاضبين مقر القنصلية الإيرانية لساعات عدة، قبل أن يقتحمها المئات منهم ويضرموا فيها النيران.في الأثناء قال بيان صادر عن مجلس النواب، إنه سيعقد جلسة استثنائية لمناقشة المشاكل والحلول والتطورات الأخيرة في البصرة، التي تشهد أزمة اجتماعية وصحية.

مشيراً إلى أن الجلسة ستعقد بحضور رئيس الوزراء، والوزراء المعنيين. جاء ذلك عقب ساعات من تحذير زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، المجلس، بسرعة عقد جلسة في موعد غايته غداً الأحد، مهدداً باتخاذ موقف حازم ما لم يتم حل مشكلة البصرة.

وأعلنت الهيئة التنسيقية للمظاهرات في المحافظة اعتصاماً مفتوحاً، في ساحة الطيران، بالتنسيق مع هيئة المواكب الحسينية، حيث يشارك مواطنون وناشطون مدنيون وأكاديميون وشيوخ عشائر ووجهاء في الاعتصام للمطالبة بتوفير الماء الصالح للاستخدام والشرب، فضلاً عن الخدمات وفرص العمل.

وقال رئيس تنسيقية الشؤون العشائرية هشام البدران، إن الاعتصام سيبقى مستمرا ومفتوحا لحين تحقيق مطالبهم المشروعة، فيما أشار إلى أن عدداً من النساء سيشاركن في وقفة احتجاجية للمطالبة بحقوق الضحايا من القتلى، والجرحى الذين وقعوا خلال التظاهرات التي تشهدها المحافظة.

في الأثناء، علق رئيس مجلس الوزراء العراقي، على تطورات الأحداث في المحافظة، وأورد بيان مكتبه الإعلامي نقلاً عن حيدر العبادي، مرفقا بمقطع فيديو يظهر شباب أحد شوارع المدينة بعد التظاهرات: «أحيي أبنائي شباب البصرة الحبيبة والعراقيين المسالمين الذين وقفوا مع قواتنا الأمنية لحماية البصرة وهم يتطوعون الآن لتنظيفها».

رتل عسكري

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعا مصورا يوثق رتلا عسكريا للجيش العراقي يشق طريقه بين المتظاهرين في محافظة البصرة، وسط هتافات مؤيدة للجيش من قبل المتظاهرين، وتظهر في المقطع عجلات تابعة للجيش العراقي يعتليها جنود يحملون أعلاماً عراقية ويلوحون بها للمتظاهرين، الذين يهتفون «الجيش ويانا.. موتوا يا أحزاب»، وصعد أحدهم على إحدى عجلات الرتل ليلتقط صوراً تذكارية مع الجنود.

في موازاة ذلك، عززت قوات الأمن حماية المصارف، التي لم يقترب منها المتظاهرون، ما يعكس أنها انتفاضة غضب «نظيفة»، ولم تشهد أي اعتداء على الممتلكات، واقتصرت على حرق مقار الأحزاب والميليشيات الموالية لإيران، والمتهمة بقتل المتظاهرين، واستشراء الفساد الذي تسبب في جوع وعطش البصرة.

إلى ذلك، أكد نشطاء وقادة الحراك المدني بالمحافظة، أن محاولات فرض حظر التجوال على المدينة وسيلة جديدة لقمع المظاهرات، وقال الناطق باسم الحراك المدني، كاظم السهلاني، إن عناصر في عمليات البصرة تحاول قمع المظاهرات بعد أن أعلنت حظراً فاشلاً للتجوال، مضيفاً أن هذه الخطوة تصعيدية وتستهدف جميع حقوق الإنسان.

وأضاف أن حظر التجوال «خطوة بائسة» وتحدٍ استفزازي، لكن الحظر لم ينجح، لأن المتظاهرين يرومون الاستمرار في الاحتجاجات.

وأكد السهلاني، أن المتظاهرين رفعوا سقف المطالب عقب المطالبة بإقالة قائد عمليات البصرة جميل الشمري، وتقديمه للعدالة بعد ارتكابه «جرائم بشعة» بحق المتظاهرين.

حكومة طوارئ

أعلن مجلس محافظة البصرة، أن لديه معلومات بوجود مخطط لإعلان حكومة طوارئ بالعراق تبدأ بأحداث البصرة، مبيناً أن تصعيد الحادث ليس وليد صدفة، وإنما مخطط له. وقال عضو المجلس أحمد عبد الحسين، إن تظاهرات أهالي البصرة مشروعة، بعد أن نفد صبرهم من عدم تنفيذ الحكومة المركزية وعودها.

لافتا إلى أن التصعيد لم يأت من قبل المتظاهرين، وإنما كان مخططا له مسبقاً، وأنه ليس وليد الصدفة، وهدفه إدخال المحافظة بفوضى عارمة.

Email