مدنيون يحتمون بالكهوف.. ومجلس الأمن يلتئم اليوم لبحث الوضع

موجة نزوح في إدلب عشية قمة «القرار»

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت محافظة ادلب السورية موجة نزوح للمدنيين خشية هجوم وشيك لقوات النظام، عشية قمة ثلاثية حاسمة في طهران من شأنها أن تحدد مصير هذه المنطقة التي تعد آخر معقل للفصائل المقاتلة، في وقت شنت طائرات حربية قصفاً على أطراف ادلب، فيما أعلنت روسيا أنها ستستمر في قتل «الإرهابيين» في إدلب وأماكن أخرى من سوريا لإحلال السلام.

واستهدفت قوات النظام، امس، بالمدفعية قرى وبلدات في الريف الجنوبي الشرقي في إدلب، ما تسبب بمقتل مدني وإصابة ستة آخرين بجروح، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد والدفاع المدني إن ضربات جوية استهدفت أجزاء في منطقة إدلب بشمال غرب البلاد التي تعد آخر معقل رئيسي للمعارضة.

وتبادلت قوات النظام المدعومة بالطيران الروسي من جهة وفصائل المعارضة السورية القصف العنيف في محافظتي حماة وإدلب. وقال قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير المعارضة:«شنت مقاتلات روسية غارات جوية على مدينة كفرزيتا.

كما شنت طائرات حربية سورية من نوع سوخوي 24 أربع غارات على بلدة التمانعة بريف حماة الشمالي مخلفة قتلى وجرحى ودمارا كبيرا طال المناطق التي استهدفتها، كما قصفت المقاتلات الحربية الروسية محيط بلدة تل عاس في ريف إدلب الجنوبي».

وأكد القائد العسكري أن «خطة القوات الحكومية في المرحلة الأولى من الهجوم تشمل مدينة جسر الشغور وسهل الغاب على الجانب الغربي من أراضي المعارضة، وبلدات اللطامنة وخان شيخون ومعرة النعمان في جنوبها وهذه المناطق هي خط القصف الجوي والمدفعي من القوات الحكومية والمقاتلات الروسية».

موجة نزوح

ونزحت عشرات العائلات من الريف الجنوبي الشرقي لإدلب، توجه بعضها الى مزارع مجاورة بينما سلكت عائلات أخرى الطريق الدولي المؤدي إلى مناطق الشمال. وحمل النازحون في سياراتهم والحافلات الصغيرة ما تمكنوا من أخذه من أوان منزلية ومؤن وفرش وحتى خزانات مياه.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس إن «نحو 180 عائلة، أي ما يعادل قرابة ألف شخص» نزحوا منذ مساء أول امس من قراهم الواقعة في جنوب شرق إدلب نحو مناطق تحت سيطرة الفصائل المعارضة في ريف حلب الغربي المجاور ومنطقة عفرين الواقعة على الحدود مع تركيا وتسيطر عليها فصائل سورية موالية لأنقرة.

وحذرت الأمم المتحدة أن من شأن أي هجوم على غدلب أن يؤدي الى نزوح نحو 800 ألف شخص.

وتوجهت العديد من العائلات إلى كهوف وسط تلال على أطراف ادلب تفادياً لهجوم النظام.

وتؤوي إدلب مع جيوب محاذية لها تحت سيطرة الفصائل نحو ثلاثة ملايين شخص، وفق الأمم المتحدة، نصفهم من النازحين. ومن بينهم عشرات الآلاف من مقاتلي المعارضة الذين تم إجلاؤهم مع مدنيين على مراحل من مناطق عدة في البلاد شكلت معاقل سابقة للفصائل المعارضة قبل هجمات واسعة لقوات النظام بدعم روسي انتهت بسيطرتها عليها.

أقنعة وكهوف

ويستعد المدنيون بتخزين الغذاء وحفر المخابئ قبل الهجوم العسكري على المدينة. وثبت حذيفة الشحاد كوبا ورقيا زاهي الألوان يمتلئ بالقطن والفحم على وجه طفل وأحكم ربط كيس بلاستيكي حول رأسه فكان قناعا مرتجلا للوقاية من الغاز في حالة استخدام الكيماويات مرة أخرى في إدلب السورية.

ويتباهى شقيقه أحمد عبد الكريم الشحاد عامل البناء (35 عاما) بالمخبأ الذي تحفره الأسرة في كهف تحت فناء ذي هواء منعش تغطيه الكروم للاختباء به من القصف منذ 2012.

وقال وهو يعرض قوارير تمتلئ بالخضروات المخللة على جدران الكهف الرطبة إن الاستعدادات العسكرية تجري على قدم وساق وإن المدنيين يعملون على تجهيز المخابئ.

اجتماع دولي

ودعت واشنطن مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع لبحث الوضع في إدلب، اليوم، يتزامن مع قمة طهران الحاسمة التي تجمع الرئيس الإيراني حسن روحاني مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وهما أبرز حلفاء دمشق، والتركي رجب طيب اردوغان الداعم للفصائل المعارضة. وتتناول القمة الوضع في سوريا، وتركز بشكل خاص على التطورات في ادلب.

في الأثناء، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن روسيا ستستمر في قتل «الإرهابيين» في إدلب وأماكن أخرى من سوريا لإحلال السلام. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا في تصريحات نشرتها وكالات الأنباء الروسية «قتلنا ونقتل وسنقتل الإرهابيين، إن كان في حلب أو إدلب أو في أماكن أخرى في سوريا. يجب أن يعود السلام إلى سوريا». وأضافت «هذه مسألة تتعلق بأمننا».

ويرجح محللون أن تقتصر العملية العسكرية في مرحلة أولى على مناطق محدودة ولكن استراتيجية على غرار مدينة جسر الشغور المحاذية لمحافظة اللاذقية، بالإضافة إلى مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة في محافظات مجاورة.

استعداد فرنسي

قال قائد الجيش الفرنسي إن قواته على استعداد لتنفيذ ضربات على أهداف للنظام السوري إذا استُخدمت أسلحة كيماوية في هجوم متوقع لاستعادة محافظة إدلب في شمال البلاد.

وفي كلمة أمام مجموعة صغيرة من الصحفيين قال قائد القوات المسلحة فرانسوا لوكوانتر: «نحن على استعداد لتنفيذ ضربات إذا استخدمت أسلحة كيماوية مرة أخرى.. يمكن تنفيذ ذلك على المستوى الوطني، لكن من مصلحتنا القيام بذلك مع أكبر عدد ممكن من الشركاء». وقال لوكوانتر إنه يتوقع القضاء على فلول تنظيم داعش الإرهابي بنهاية نوفمبر المقبل. باريس - رويترز

تحذير ألماني

دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى تجنب وقوع كارثة إنسانية في منطقة إدلب السورية في حالة شنّ هجوم ضد المعارضة المسلحة التي تسيطر على المنطقة.

وقالت ميركل في مقابلة تلفزيونية إنه يجب أن يكون الهدف من الهجوم هو محاربة القوى المتطرفة مع حماية السكان المدنيين «وستكون هذه مهمة كبيرة». وأشارت ميركل إلى أنها تحدثت بهذا الشأن أيضاً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. برلين - د.ب.أ

مقترح نمساوي

أكدت وزير خارجية النمسا، كارين كنيسل، ضرورة إجراء حوار بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا بشأن مستجدات الأوضاع في سوريا، وقالت «يجب علينا الدخول في حوار مع الولايات المتحدة وروسيا بشأن التطورات في سوريا».

وعبّرت الوزيرة عن سعادتها لقبول مقترحها بعقد اجتماع مشترك يجمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا على هامش أعمال الجمعية العامة المقبلة للأمم المتحدة في نيويورك.

Email