وثيقة مسرّبة: مطالبات وزارية بالحصول على ضمانات من الدوحة بشأن الصفقة

بريطانيا: عجز قطر قد يمنعها عن سداد «تايفون»

ت + ت - الحجم الطبيعي

دقت تحذيرات بريطانية ناقوس الخطر داخل حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي، بشأن إتمام صفقة عسكرية مع قطر، بعد أن كشفت صحيفة «التليغراف» البريطانية عن وثيقة حكومية تحذر من إتمام صفقة لبيع طائرات مقاتلة «تايفون» إلى قطر، مشيرة إلى أن هذه الصفقة ستتطلب دعمًا غير مسبوق من دافعى الضرائب في بريطانيا.

وكشفت وثيقة بريطانية سرّية عن مخاوف حكوميّة من تعرّض قطر إلى تعثّر مالي يعيقها عن سداد ثمن العقد التسليحي الأخير مع بريطانيا، وذلك جرّاء العبء الاقتصادي الذي ترتّب على قطر نتيجة المقاطعة الرباعية العربية لها، أواسط العام الماضي.

الوثيقة الحكوميّة المسربة عن المخاوف من التعثر المالي القطري، نشرتها أمس صحيفة «تيليغراف» اللندنية، مرفقة بطلب من وزارة الخزينة البريطانية إلى قطر بأن تكون صفقة طائرات «تايفون» التي أبرمت قبل عدة أشهر معزّزة بما يضمن عدم ضياع الأموال العامة البريطانية، كما قالت الصحيفة.

وسربت الوثيقة بالخطأ عن طريق موظف كان ينتظر وزير الخزانة البريطاني، فيليب هاموند، لتحية وزير المالية التركي لتلتقطها عدسات المصورين من داخل ملف كان يحمله الموظف.
وعبر مسؤولو الخزانة البريطانية، عن قلقهم من أن إتمام صفقة قيمتها 6 مليارات جنيه إسترليني، قد تنطوي على مخاطر تمويل المليارات من الخزانة البريطانية، إذا عجزت قطر عن الوفاء بالتزاماتها.

عجز السداد
وذكرت «تيليغراف» إن صفقة «تايفون» بمبلغ 6 مليارات جنيه إسترليني، والتي جرى الاتفاق عليها مع قطر في ديسمبر الماضي، جاءت في ظروف صعبة تمرّ بها الدوحة جرّاء خضوعها للمقاطعة الرباعية العربية، وإنها -بذلك- صفقة استثنائية، كان يتوجب تعزيزها بضمانات مالية تتحوط لاحتمالات عجز قطر عن السداد.

وأظهرت الوثيقة أن أي عجز قطري عن السداد يعني التفريط بحوالي 25% من مخصصات المخاطر التي تمتلكها الوكالة الحكومية المناط بها التأمين المالي على المبيعات الخارجية.

وقالت «تيليغراف» إن الوثيقة المسرّبة، تتضمن مطالبات وزارية بالحصول على ضمانات إضافية من قطر لمواجهة أي تفريط محتمل في المصالح الوطنية البريطانية، جرّاء عدم قدرة قطر على السداد.

وأشار التقرير إلى أن تفاصيل الضمانات الجديدة المطلوبة من قطر سيجري بحثها في وقت لاحق من الشهر الحالي، مع اشتراط أن تُسدد قطر الدفعة الأولى من مبلغ 6 مليارات جنيه إسترليني قبل نهاية العام الحالي.

وتأتي المخاوف البريطانية من عجز قطر على السداد، على الرغم من إعلان الأمير تميم بن حمد آل ثاني، توجيه حزمة من المشاريع الاقتصادية والاستثمارات والودائع بما يقارب 55 مليار ريال قطري (15 مليار دولار) دعمًا للاقتصاد التركي، في اجتماع عقده مع الرئيس التركي بالمجمع الرئاسي في أنقرة.

وتعتزم قطر استثمار مليارات الدولارات في ألمانيا، حسبما أفادت صحيفة «هاندلسبلات» الاقتصادية الألمانية نقلًا عن وزير المالية القطري شريف العمادي، الأمر الذي يثير تساؤلات حول أسباب المخاوف البريطانية من عجز قطر
في ظل كل هذه الاستثمارات.

مزايا ومخاوف
وفي هذا الصدد، قال خبير الاقتصاد الدولي د.رشاد عبده، إن مزايا الإنفاق القطري الهائل هي ذاتها أسباب المخاوف البريطانية، حيث توسعت قطر في مجالات إنفاقاتها منذ بداية المقاطعة العربية، لإيجاد اتجاه عام مؤيد لقطر، وذلك من خلال ضخ استثمارات في الولايات المتحدة وانجلترا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا والعديد من دول العالم.

وأضاف في تصريحات صحافية إن قطر اشترت العديد من الأسلحة، التي لم تستطع تخزينها ما بين غواصات وطائرات اشترتها من 4 دول، شملت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وبالتالي فإن قطر فتحت سبل استثماراتها ودائرة إنفاقها بشكل كبير.

وأشار عبده إلى أنه منذ إعلان فرنسا أن موقف الدول المقاطعة لقطر سليم، ذهب أمير قطر تميم بن حمد، إلى فرنسا وقام بضخ 130 مليار دولار، لافتًا إلى أنه أنفق بشكل كبير وزائد عن الحد، ومن ثم ظهر تخوف بريطاني من أنه نتيجة لكل هذا الإنفاق الهائل لكسب مواقف مؤيدة له، قد تجعله غير قادر على السداد فيما بعد.

وتابع، أنه على الرغم من أن قطر تمتلك الكثير من الغاز، إلا أنها باتت تنفق أكثر من اللازم، وبالتالي قد يأتي الوقت الذي تصبح فيه إنفاقات قطر أكثر من إيراداتها، ولن تستطيع معها الوفاء بالتزاماتها ومن بينها صفقة الطائرات التايفون مع بريطانيا.

صفقة تايفون
وتنبع هذه المخاوف من اتفاق وقعته بريطانيا مع قطر في ديسمبر الماضي، لبيع 24 من طائرات «تايفون»، وقالوا إن الصفقة بلغت مستوى غير مسبوق من الدعم لمشترٍ واحد، وخاطروا بتهديد وكالة ائتمان الحكومة البريطانية من خلال التركيز على نحو 25% من حصة محفظتهم في صفقة واحدة.

ووفقًا للصحيفة البريطانية، فإن الشروط النهائية لم يتم الاتفاق عليها بعد، لكن الوثيقة المسربة كشفت عن المخاوف من إتمام عملية البيع، مشيرة إلى عزلة قطر العربية بعد أن أعلنت الدول العربية المجاورة لها، عن قطع العلاقات الدبلوماسية معها بسبب اتهامها بدعم الإرهاب، الأمر الذي قد يعرض اقتصاد البلاد للخطر. وأوضحت صحيفة «التليغراف»، إن هذه الصفقة المقترحة بين قطر وبريطانيا، ستكون أكبر صفقة تصدير لمشروع المقاتلات «تايفون» خلال عشر سنوات.

وقال ناطق باسم شركة BAE Systems إنه من المتوقع أن تحصل الشركة على الدفعة الأولى من قطر في الربع الثالث من هذا العام.

Email