حواجز الحوثي تحيل حياة عائلة يمنية إلى مأساة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ذهب ليأتي بحفنة دقيق لأطفاله الجوعى ليعود جثة هامدة جراء طلقة قناص حوثي منعته من رؤيتهم للمرة الأخيرة بسبب الحصار الذي فرضته ميليشيا الحوثي بعد دخولها وادي تبيشعة بمنطقة بلاد الوافي مديرية جبل حبشي، غرب تعز. وأصبح منزل أحمد محمد حسان مهيوب (29 عاماً)، أحد المنازل الأكثر تضرراً جراء الحصار. وبسبب توقفه عن العمل والفلاحة أصبح بيته خاوياً من المحاصيل الزراعية التي كان يتم إعداد الغذاء منها لأولاده.

اضطر أحمد للخروج بحثاً عن دقيق الذرة من أجل الطعام. فذهب إلى قرية الحميراء المجاورة لقريته للبحث عن ما يشبع جوع أفراد أسرته من منزل والده. عاد مستبشراً حاملاً نصف كيس من الدقيق، لكنه خلال سيره وسط الوادي قافلاً لمنزله، باغته قناص حوثي متمركز في تلة «مدعر» ليصاب في الجهة اليمنى من البطن ويتم إسعافه من بعض أهالي قرية الحميراء إلى عيادة طبية بمنطقة مفرق شرعب ومنها تم نقله إلى مستشفى القاعدة بمحافظة إب.

تقول زوجته: «كنت ذلك اليوم في منزلنا، سمعت إطلاق النار وكانوا يستهدفون أي شخص يمر فلم أتمكّن من الوصول إلى مكان إصابة زوجي الذي توفي صباح اليوم التالي بالمستشفى دون أن يرى أولاده للمرة الأخيرة».

تضيف: «عندما أحضروا جثة زوجي إلى قرية الحميراء حيث يقيم والده، حاولت الذهاب إلى هناك ولم يسمح لنا إلا بعد وساطات كثيرة مع الميليشيا، وبعد الانتهاء دفن زوجي، أردنا العودة إلى منزلنا بقرية تبيشعة فقام الحوثيون بمنعي مرة ثانية ووضعوا عدة حواجز بين القريتين التي لا تبعد المسافة بينهما سوى 100 متر، فجلست في قرية الحميراء قرابة أربعة أشهر ثم نزحت مع عدد من الأسر إلى مدينة تعز عبر طريق (الربيعي- الحوبان-الدمنة-المسراخ) وسكنت هناك مع أهلي النازحين في وادي الدحي».

وقتل 1193 طفلاً وطفلة وامرأة، بهجمات عشوائية وقنص مباشر بأسلحة نارية على أيدي الانقلابيين في تعز، ويبلغ مجموع النساء في هذه الحصيلة ما يقارب 800 امرأة، قتيلة أو جريحة، على مدار عامين كاملين.

Email