نتائج انتخابات موريتانيا تصفع قطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

خيبة جديدة أصيب بها «تنظيم الحمدين»، جاءت هذه المرة من موريتانيا، حيث كان يراهن على فوز كاسح لأتباعه من جماعة الإخوان في الانتخابات البرلمانية والجهوية والبلدية التي انتظمت السبت الماضي، إلا أن النتائج جاءت في مجملها لفائدة الحزب الحاكم التي يتهم قادته، وفي مقدمتهم الرئيس محمد ولد عبدالعزيز، نظام الدوحة بدعم الإرهاب، وتنظيم الإخوان بالمسؤولية عن تخريب دول عربية، وتهديد أمن واستقرار المجتمع الموريتاني.

وأكدت مصادر مطلعة في نواكشوط، أن قطر جيّشت أبواقها وبخاصة قناة «الجزيرة» لدعم حزب «تواصل» الإخواني، وتوجيه الرأي العام الموريتاني، كشكل من أشكال الثأر من النظام القائم، بعد إعلانه في يونيو 2017 قطع علاقاته الدبلوماسية مع نظام الدوحة.

وأشارت المصادر إلى أن الدوحة كانت تراهن على أن يكتسح «الإخوان» انتخابات موريتانيا تحت شعار «غزوة الصناديق»، التي تم الترويج لها منذ أشهر، وأن يحصلوا على أغلبية ساحقة في البرلمان ليقودوا انقلاباً دستورياً كان يخططون لتنفيذه عشية الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في العام القادم.

وتابعت المصادر، إن قطر استنفرت كل مؤسساتها في دعم «إخوان موريتانيا» من أجل إسقاط الحزب الحاكم، وقدّمت لهم مساعدات مالية سخية تم تهريبها عن طريق السنغال.

رسالة للشعب

وهدد «الإخوان» في موريتانيا أو ما يسمى بالتجمع الوطني للإصلاح والتنمية (حزب تواصل)، بالتصدي لما وصفوه بمحاولات التلاعب بالعملية الانتخابية يوم الاقتراع، وقال الرئيس الدوري لمنتدى المعارضة محمد ولد مولود، عشية الانتخابات، إن المنتدى سيواجه أي طارئ يوم الاقتراع بقوة وصرامة، إلا أن الرئيس ولد عبدالعزيز وجه رسالة واضحة لشعبه، دعا خلالها إلى تطهير الطبقة السياسية من «الإخوان» والفاسدين والمتطرفين والممولين من الخارج.

وشدد على أن على الشعب الموريتاني سد الباب أمام الأحزاب المغطاة بغطاء الدين التي هدمت بعض الشعوب العربية، وأهلكت الحرث والنسل وفرضت على تلك الدول التراجع إلى العصور الحجرية.

وبحسب تقارير إعلامية، فإن قطر سعت إلى اختراق مؤسسات الدولة الموريتانية لتنفيذ انقلاب على نظام الرئيس محمد ولد عبدالعزيز لصالح حلفائها من أصحاب الأجندات المرتبطة بالإسلام السياسي، وأن نواكشوط تمتلك من الأدلة والبراهين ما يدين الدوحة سواء بدعم الإرهاب أو التآمر على الأمن القومي لموريتانيا.

ويرى محللون محليون، أن الرهان على القطري على ما وصفها بـ «غزوة الصناديق» قد تعرض لخيبة كبرى، ليتأكد مرة أخرى أن أموال وأبواق «تنظيم الحمدين» لن تفلح في تحديد مصائر الشعوب العربية، بما يخدم أجنداته المشبوهة التي كانت نواكشوط العواصم التي فضحتها واتخذت في شأنها موقفاً واضحاً.

قطريليكس

إلى ذلك،كشف موقع «قطريليكس» الأسبوع الماضي التدخلات القطرية في الانتخابات الموريتانية، وتمويل تنظيم الحمدين لـ «الإخوان» في موريتانيا على أمل الإطاحة بالحكومة الشرعية. ووفق الفيديو الذي بثه موقع «قطريليكس»، فإن تنظيم الحمدين لم ينسَ الصفعة التي وجهها له الرئيس الموريتاني عندما أدان إرهاب قطر وانحاز للمقاطعة العربية، ما دفع الدوحة للسعي لإسقاطه من خلال أذرعها الإرهابية هناك. وأكد الفيديو، أن تنظيم الحمدين يدعم حزب «تواصل» الإخواني مادياً ومعنوياً.

Email