3 سنوات على «الغدر القطري» في اليمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

يصادف اليوم الذكرى الثالثة لـ«الغدر القطري» ضد التحالف العربي في اليمن، حين أمر تنظيم الحمدين بتسريب إحداثيات أحد معسكرات التحالف لميليشيا الحوثي الإيرانية، وأسفر هذا الغدر عن استشهاد 45 جندياً إماراتياً و5 من أشقائهم البحرينيين في صبيحة الجمعة الموافق 4 سبتمبر 2015، في واحدة من أقذر الأدوار التي قام بها «تنظيم الحمدين» في اليمن، وهو الأمر الذي أثار سخطاً شعبياً واسع النطاق في مختلف أنحاء دول المنطقة.

واتهمت أطراف في الحكومة اليمنية حينها جماعة الإخوان بالتورط في رسم إحداثيات للانقلابيين لاستهداف القوات الإماراتية، وعلى الرغم من مرور ثلاثة أعوام على الحادثة، فإن التمرد القطري كشف عن علاقة الدوحة وجماعة إخوان اليمن بالوقوف وراء الحادثة. وقال ناشطون إن «حادثة صافرة تؤكد خيانة قطر وتورط حزب الإصلاح (الإخوان) في رسم إحداثيات للانقلابيين».

طرد الدوحة

وحين تكشفت خيانة قطر بالتفاصيل، طرد التحالف العربي قطر من التحالف، وهو الأمر الذي عزز فعالية التحالف في اليمن وقدراته، لأن الانقلابيين فقدوا بذلك مصدر حصولهم على معلومات حساسة.

وكان تحالف دعم الشرعية في اليمن قد أعلن، بتاريخ 5 يونيو الماضي، أنه تقرر إنهاء مشاركة دولة قطر في التحالف العربي. وجاء بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس): «تعلن قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن أنها قررت إنهاء مشاركة دولة قطر في التحالف بسبب ممارساتها التي تعزز الإرهاب، ودعمها تنظيماته في اليمن، ومنها القاعدة وداعش، وتعاملها مع الميليشيات الانقلابية في اليمن، مما يتناقض مع أهداف التحالف التي من أهمها محاربة الإرهاب».

وقد كشفت الأزمة القطرية الغطاء حيال كثير من القضايا والمواقف التآمرية للدوحة، ومنها دعمها سراً للانقلابيين في اليمن، فضلاً عن مسائل أخرى تتعلق بالإرهاب ودعم بعض الجماعات.

تحوّل الموقف

وشهد موقف الدوحة تحولاً بعد الأزمة، فبعد انكشاف أوراق تحالفها السري مع الانقلابيين في اليمن، بدأت القيادة القطرية ووسائل الإعلام التابعة لها أو الممولة منها تنتقد التحالف العربي، كما اعترف وزير شؤون الدفاع القطري، خالد العطية، بأن بلاده لم تكن مقتنعة بالدخول في التحالف، وأن بلاده كانت مضطرة إلى ذلك.

وعلى الرغم من المشاركة الرمزية للدوحة في قوات كانت ترابط على الحدود السعودية مع اليمن، فإن الشواهد أثبتت أن الدوحة كانت تنسج علاقات سرية مع الحوثيين، وتمدّهم بالدعم المادي والمعلوماتي منذ الحروب الست مع الجيش اليمني، كذلك أكدت مصادر عسكرية أن القطريين كانوا يزوّدون الحوثيين بإحداثيات لمواقع قوات التحالف، تساعد الانقلابيين في القصف الصاروخي على الأهداف، وهو ما تسبّب في استشهاد عدد من جنود القوات المسلحة الإماراتية في مأرب.

وكان وزير الخارجية البحريني، خالد آل خليفة، أكد تورط الدوحة في نقل إحداثيات وجود قوات التحالف العربي للحوثيين، وأنها تتحمّل المسؤولية عن استشهاد جنود من القوات المسلحة الإماراتية العاملة في اليمن، وأنه لا تراجع عن الإجراءات المتخذة ضد التآمر القطري. ورأى أن قطر أدّت دوراً سلبياً في الملف اليمني، وأن السلاح الإيراني الذي أُدخل للحوثيين في اليمن يمثل تهديداً مباشراً للدول العربية. وقال إنه كان يوجد أفراد قطريون في الموقع العسكري قرب مأرب في مكان قريب من وجود القوات المسلحة الإماراتية، وبعد ذلك بفترة قصيرة سقط صاروخان على الموقع أسفرا عن استشهاد عدد من أبناء الإمارات العربية المتحدة.

Email