مصر على طريق إعلان سيناء خالية من الإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

«إعلان سيناء خالية من الإرهاب قريباً»، هكذا توقع وزير خارجية مصر الأسبق النائب البرلماني محمد العرابي، في ضوء النجاحات المتواصلة، التي تحققها قوات الأمن المعنيّة في إطار العملية الشاملة «سيناء 2018»، وهي العملية التي يتطلع المصريون كافة بأن تسفر عن انتهاء الإرهاب تماماً على «أرض الفيروز» وتطهيرها، لطي صفحات الدم والإرهاب التي شهدتها سيناء في الأعوام الماضية.

يُتابع المصريون نتائج العملية الشاملة بتفاؤل واسع، ذلك أنها تقود إلى إعلان أرض الفيروز خالية من الإرهاب، وذلك بعد الخسائر الجمّة التي تلحقها بالعناصر الإرهابية (سواء الخسائر البشرية أو المادية)، التي قلصت تماماً من قوام العناصر الإرهابية، والتي كان لها تأثيرها في تراجع أو انحسار الإرهاب بشكل كبير في «أرض الفيروز»، فلم تعد هنالك تلك العمليات الكبرى، التي كانت تهز مصر وتسفر عن خسائر كبيرة، لكن محللين عسكريين رأوا أن القضاء بشكل تام على الإرهاب يتطلب مواجهة شاملة إلى جانب المواجهة الأمنية والعسكرية، لتجفيف منابع الفكر الإرهابي المتطرف.

نتائج

وقال الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء شوقي الحفناوي، في تصريحات لـ«البيان»، إن القوات المسلحة حققت نتائج جيدة وانتصارات عديدة في حربها ضد الإرهاب، منذ بدء العملية الشاملة سيناء 2018، واستطاعت إلى حد كبير تطهير أرض الفيروز من دنس الإرهاب، كما نجحت في تدمير البنية التحتية للتنظيمات الإرهابية وضبط أسلحتهم وذخائرهم، التي تمولها لهم جهات أجنبية، مشيراً إلى أن سبب نجاح القوات المسلحة هو جهودها الدائمة في البحث عن المعلومات الدقيقة عن الجماعات التكفيرية وأعدادهم وأماكن تمركزهم.

ويوضح الحفناوي أن الإرهاب انحسر بشكل كبير في سيناء بفضل جهود القوات المسلحة الباسلة، ولكن ما زالت له بقايا، مضيفاً أن الإرهاب موجود في معظم دول العالم، والدليل على ذلك العمليات التفجيرية التي حدثت في بلدان أوروبية على سبيل المثال، مؤكداً أن الإرهاب لا يمكننا القضاء عليه نهائياً في حين استمرارية وجود الأفكار المتطرفة والأشخاص المتطرفين، الذين ينشرون السم في عقول الشباب وإقناعهم بأن الانضمام إلى تلك الجماعات وتنفيذ الأوامر والعمليات الانتحارية سيكون مصيرهم الجنة في الآخرة.

نجاحات

ومن جهته، يرى الخبير العسكري اللواء طلعت مسلم أن العملية الشاملة سيناء 2018 حققت نجاحات واسعة، وهذا ما أكده البيان السابع والعشرون للقوات المسلحة، والذي تضمن الإعلان عن تدمير جزء كبير من البنية التحتية للعناصر الإرهابية، وإضعافه بشكل كبير وتجفيف منابعها، لافتاً إلى أنه ما زال هناك بعض البقايا من الأسلحة والذخيرة التي يستخدمها العناصر التكفيرية، ولكن القوات الباسلة تستطيع من خلال قدرتها على التنسيق وتبادل المعلومات وسرعة الحركة التعامل مع الأهداف المعادية قبل القيام بأي هجوم إرهابي.

ويضيف مسلم، في تصريحات خاصة لـ«البيان» من العاصمة المصرية «القاهرة»، أن بعض العناصر التكفيرية لم تثبت في مكان واحد في سيناء، وتحاول الفرار من قوات الأمن للاختباء بين الأهالي والمناطق السكنية في أية محافظة مجاورة، ولكن القوات المسلحة والشرطة تقبض عليهم، بفضل المعلومات من جهات الدولة أو المواطنين.

Email