في إطار الغزل المتصاعد بينهما

الدوحة تلجأ لطهران لمساعدتها في تنظيم كأس العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

في سياق الغزل المستمر بين تنظيم الحمدين ونظام الملالي في طهران، قالت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا)، أمس، إن قطر «تحتاج إلى دعم إيراني» من أجل تنظيم كأس العالم عام 2022.

وأجرت الوكالة مقابلة مع مدير وكالة الأنباء القطرية يوسف إبراهيم المالكي، ونقلت عنه القول: «نتوقع أن تساعد وكالة الأنباء الإيرانية كوسيلة إعلام رسمية ووسائل الإعلام الأخرى في بلدكم بأن يخرج تنظيم كأس العالم بصورة أفضل عبر مرافقتنا في نقل الحقائق». واعتبرت الوكالة الإيرانية تصريحات المسؤول الإعلامي القطري بأنه يعبر عن حاجة الدوحة إلى طهران في تنظيم كأس العالم.

وكان المالكي يتحدث عشية حضوره اجتماعات منظمة وكالات أنباء آسيا والمحيط الهادي في طهران.

وبينما تواجه قطر عزلة في محيطها العربي بسبب دعمها الأنشطة الإرهابية في عدد من الدول، وطدت علاقاتها مع إيران التي تواجه عقوبات أميركية بسبب دعم الميليشيات المسلحة وتطوير برامج صاروخية. وتعاني إيران من أزمة اقتصادية دفعت بالريال الإيراني إلى الانهيار، بينما توسعت رقعة الاحتجاجات في البلاد بسبب الغلاء وسوء السياسات الخارجية والداخلية.

قصص مفزعة

ولا تزال القصص المفزعة التي يرويها العمال الذين يعملون في منشآت مونديال 2022 بقطر، تكشف عن حجم الانتهاكات الواسعة التي ترتكبها الدوحة بحق هؤلاء العمال، الذين يصفون حياتهم بأنها تشبه «حياة الكلاب».

وعلى الرغم من الانتقادات الهائلة، التي تعرّضت لها قطر عقب مقتل المئات من العمال الأجانب في ملاعب المونديال ومشاريعه، التي لا تزال قيد الإنشاء، فإن الدوحة لم تفِ بوعودها المتكررة بشأن إصلاح أوضاع العمال المعيشية، بل لا تزال تضرب بقوانين العمل الدولية والمحلية ومطالب مؤسسات حقوق الإنسان عرض الحائط.

ويصف عمال آسيويون ظروف معيشتهم بأنها «الأسوأ على الإطلاق»، وأن «حياة الكلب أفضل من حياتهم»، واشتكوا من الرواتب الزهيدة ورداءة الطعام ومصادرة جوازات سفرهم.

يُذكر أن القناة الألمانية «دويتشه فيله» التقت مؤخراً عدداً من عمال المنشآت في قطر. وقال أحدهم: «نحن نعيش 7 أشخاص في غرفة واحدة، والطعام الذي نحصل عليه قديم وسيئ. لقد صادر صاحب العمل جوازات سفرنا في اللحظة التي وصلنا فيها إلى البلد».

وأعرب أكرم، الذي يعمل كهربائياً في منشآت مترو قطر، عن استغرابه من الإصلاحات التي وعدت بها الحكومة القطرية قبل أكثر من سنتين، قائلاً: «ليس لديَّ أي دراية بأي إصلاحات. لم يتغير شيء حتى الآن».

فيديو

أرسلت «دويتشه فيله» فيديو يشكل دليلاً إلى اللجنة. واعترف الأعضاء في اللجنة القطرية المعنية، فيه أن العمل في هذه الساعات محظور ووعدوا بالتحقيق. وقالوا: «نشعر بالقلق لرؤية الأدلة التي قدمتموها عن العمل والتي يبدو أنها تتعارض مع توجيهات ساعات العمل الصيفية في قطر. إن إدارة رعاية العمال لدينا وفرق الصحة والسلامة، التي تعمل مع الهيئات الحكومية ذات الصلة، تجري الآن تحقيقاً شاملاً، وسنتخذ إجراءات تصحيحية وعقابية إذا حدث أي خرق لمعاييرنا أو للقانون».

 

Email