تغلغل في مفاصل السلطة بمقديشو

«تنظيم الحمدين» وراء اختراق «الشباب» مخابرات الصومال

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاد الإرهاب ليضرب العاصمة الصومالية بعد أن نجحت حركة الشباب الإرهابية المرتبطة بقطر في اختراق الأجهزة الأمنية. ويرى مراقبون أن نظام الدوحة استطاع التغلغل في مفاصل السلطة في مقديشو من خلال حلفائها من قيادات الإسلام السياسي، فيما أعلنت وكالة الاستخبارات والأمن القومي الصومالية فصل نائب مدير الوكالة السابق الجنرال عبدالله عبدالله من العمل فيها.

وأشارت الوكالة في تغريدة لها عبر حسابها في «توتير» إلى أن لجنة شكّلتها لتحليل مقابلة أجراها الجنرال مؤخراً مع إذاعة صوت أميركا، قررت أنه لا يستحق أن يبقى موظفاً في الوكالة.

وكان الجنرال عبدالله أكد مؤخراً أن الإرهابيين تمكنوا من اختراق وكالة الاستخبارات والأمن القومي الصومالية وأجهزة الأمن الوطنية بشكل عام، وانتقد طريقة إيقافه عن العمل ثم إقالته منتصف الشهر الماضي، وذكر أنها كانت غير قانونية.

وأكد الجنرال عبدالله اختراق حركة الشباب للوكالة والأجهزة الأمنية بشكل عام، وأن مكتبه تعرّض للتخريب بعد إيقافه عن العمل من جهات مغرضة تخشى وجود ملفات تكشف عن صلتهم بالإرهابيين فيه، وأبدى استغرابه مباشرة خلفه المعروف بأنه رجل قطر في البلاد، فهد ياسين، عمله دون تسليمه المهام إليه.

ظروف الإيقاف

وشرح عبدالله ظروف إيقافه عن العمل في يوليو الماضي وعزله في وقت سابق من أغسطس، وذكر أنه سمع نبأ إيقافه عن العمل وعزله عبر وسائل الإعلام، موضحاً أنه لم يتصل به أحد من المسؤولين المعنيين حتى الآن. وأشار إلى أنه منذ إيقافه عن العمل منع من الدخول إلى مقر الوكالة، لافتاً إلى اعتقال عدد من مساعديه من دون محاكمة.

وكان الجنرال عبدالله عبدالله عزل من منصبه، ليحل محله فهد ياسين حاج طاهر، الذي عرف مراسلاً لقناة «الجزيرة» قبل أن تكلفه المخابرات القطرية بمهام عدة، كان آخرها إدارته ديوان الرئاسة. وفي أواسط أغسطس الماضي عين نائباً لرئيس جهاز المخابرات والأمن القومي الصومالي، رغم أنه غير متخصص في الشؤون الأمنية والعسكرية.

منصب ومهمّة

وربط مراقبون بين تسلّم حاج طاهر منصبه الجديد، وما وصفه الجنرال عبدالله باختراق حركة الشباب الإرهابية المدعومة قطرياً لجهاز المخابرات، ما ساعدها على تنفيذ عمليات نوعية في مقديشو، آخرها الهجوم الانتحاري الذي استهدفت من خلاله، أمس الأحد، مكتب مديرية هولوداغ، ما تسبب في قتل ما لا يقل عن ستة أشخاص

وفي يوليو الماضي، أكدت تقارير أمنية أميركية أن قطر ضالعة في تمويل حركة «الشباب»، وجاءت تلك المعلومات متزامنة مع ما كشفت عنه تسريبات «ويكيليكس» بشأن مطالبة الولايات المتحدة في وقت سابق قطر، بوقف تمويل هذه الحركة الإرهابية، حيث لعب ممولون للإرهاب معروفون يعيشون في قطر، دوراً محورياً في تمويل الحركة المرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش، وعلى رأس هؤلاء القطري عبد الرحمن بن عمير النعيمي، الذي تربطه حسب تقرير لوزارة الخزانة الأميركية علاقة وثيقة بزعيم حركة الشباب حسن عويس.

ويعد محمد سعيد آتوم، الذي يعيش حالياً في قطر، من أخطر الإرهابيين المطلوبين دولياً، وهو الرجل الثاني في حركة «الشباب» بشمال شرق الصومال، وهو متورط في تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية بولاية بونتالند ذاتية الحكم بالصومال، وشارك في تأسيس فرع «الشباب» في تلال جالجالا، وشنّ تمرداً دامياً لسنوات في بونتلاند عام 2014، وفرضت عليه الأمم المتحدة عقوبات لضلوعه في «أعمال خطف وقرصنة وإرهاب».

واستطاعت قطر التغلغل في مفاصل السلطة في مقديشو من خلال عملائها هناك، إلا أن الدور الأهم كان من نصيب فهد ياسين حاج طاهر الذي أسهم بشكل كبير في إيصال محمد عبدالله فرماجو إلى الرئاسة.

تمكين «القاعدة»

رجحت المصادر أن تشهد الصومال اتساعاً لرقعة العنف، وفق ما تخططه له قطر عبر أدواتها في البلاد، وما تنفذه حركة الشباب، فهدف نظام الدوحة تحقيق ما فشلت في تحقيقه في دول أخرى، وهو إيصال تنظيم القاعدة إلى الحكم عبر تحالفه مع جماعة الإخوان الإرهابية، كما حدث في ليبيا في العام 2012 عندما تحالف «الإخوان» مع الجماعة المقاتلة، وكما كان منتظراً أن يحصل في سوريا من خلال تحالف الإخوان مع جبهة النصرة.

 

Email