زيارة السيسي للبحرين.. تعاون وعمل مشترك لمواجهة التحديات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تجسد زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لمملكة البحرين ولقائه بالعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، علامة فارقة ومميزة في العلاقات التي تربط البلدين الشقيقين، واستمراراً في التشاور العميق حول الأوضاع والمتغيرات الإقليمية، والدور المهم الذي تضطلع به مصر في الخليج والمنطقة العربية ككل.

ويرتبط البلدان الشقيقان بعلاقات نافذة ومميزة، منذ حقب طويلة، حيث كانت مصر سباقة بإعلان الدعم الرسمي للبحرين في كل المحافل الأممية، بطليعتها تصدرها الدول العربية التي سارعت بالاعتراف باستقلال البحرين العام 1971، لمواجهة الدعاوى الإيرانية الباطلة، وتقديم أول سفير مصري لأوراق اعتماده بالمنامة العام 1973.

تعديلات

كما أقرت مصر رسمياً عام 2002 التعديلات الدستورية التي جاء بها المشروع الإصلاحي لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة والذي تحولت على أثره البحرين من النظام الأميري إلى النظام الملكي، الذي قدم للمجتمع البحريني تجارب ديمقراطية رائدة، منها البرلمان، والمجالس البلدية، وإلغاء قانون أمن الدولة، وإطلاق العنان لحرية الصحافة ووسائل الإعلام.

في المقابل، كانت البحرين من أوائل الدول التي أيدت ثورة 30 يونيو التي عبرت عن إرادة وضمير الشعب المصري، بكافة أطيافه، واعتاد ملك البحرين على مشاركة مصر في جميع مناسباتها المهمة، منها حفل تنصيب الرئيس السيسي، وافتتاح قناة السويس، ومؤتمر مصر الاقتصادي لدعم الاقتصاد الوطني.

وفي سياق ذلك، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب البحريني عبدالله بن حويل، إن العلاقات التاريخية الراسخة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين تقدم أنموذجاً ونواة صلبة في العمل العربي المشترك، الذي يقوم على مواجهة التحديات، وتغذية أواصر القربى.

وبين بن حويل لــ«البيان» من العاصمة البحرينية المنامة، أهمية دور مصر العروبي بتعزيز الهوية العربية، والتضامن العربي المشترك، لا يمكن أن تنساه الذاكرة البحرينية، خصوصاً فيما يتعلق بمواجهة الأطماع الإيرانية، والتصريحات المشينة للساسة الإيرانيين بشأن البحرين، والتي تمس بشكل مباشر سيادة البلد ووحدة أراضيها، متابعاً أن «مصر حاضرة دوماً في التصدي لذلك، كدولة عروبية كبرى، لها كلمتها الفاصلة بالمنطقة».

تعزيز العلاقات

في الأثناء، أكد رئيس جمعية الصحافيين البحرينية، مؤنس المردي، على أهمية هذه الزيارة في تعزيز العلاقات الأخوية المتنامية والدفع بها للمضي قدماً، في مرحلة حرجة تعصف بالمنطقة العربية، مرحلة تتطلب المزيد من اليقظة والحذر والتكاتف.

وأكد المردي على أهمية التنسيق البحريني المصري لمحاربة الإرهاب ووأد التطرف، مع تصاعد العقوبات الأميركية على النظام الإيراني، وتزايد تضييق الخناق على الميليشيا الحوثية، وحزب الله الإرهابي، موضحاً بأن المنطقة تشهد بالشهور الأخيرة منعطفات كبيرة، غيرت موازين القوى، بشكل إيجابي لصالح شعوب المنطقة.

اتفاقيات

وبين بأن الدولتين الشقيقتين مقبلتان على توقيع الكثير من الاتفاقيات والتفاهمات الاقتصادية، التي تعكس طموحات وتطلعات رجال الأعمال في كلا البلدين، بقوله «مصر سوق تجاري عملاق وخصب، للاستثمارات البحرينية والخليجية، والعمالة المصرية هي الأمهر، ولقد جاء اكتشاف حقول الغاز المصرية الجديد في البحر المتوسط، وحقول النفط الصخري البحريني، كبوادر إيجابية يؤمل أن تكون الأرضية المثلى لانطلاقات اقتصادية جديدة نحو العالمية».

تنسيق

قالت سفيرة مصر لدى مملكة البحرين سهى الفار، إن زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للمملكة، تحمل في مضمونها التنسيق والتعاون المشترك، ورفض مصر لأي تدخلات خارجية في شؤون المملكة، موضحة بأن كل الموضوعات والملفات التي تهم مصالح البلدين مطروحة للنقاش، وباهتمام بالغ.

واعتبرت الفار بأن المناورات والتدريبات المشتركة هي تجسيد للتعاون بين البلدين الشقيقين، والحرص على أمن البحرين، والحرص على التعاون لمواجهة أي تحديات إرهابية. وفيما يخص حجم التبادل التجاري أكدت الفار بأنه بلغ 194 مليون دولار في العام 2017، كما بلغت قيمة صادرات مصر إلى البحرين 57 مليون دولار، والواردات المصرية بنحو 74 مليون دولار.

Email