أزهريون: الحوثيون جماعة مارقة والإسلام بريء من جرائمها

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعددت جرائم جماعة الحوثي الإيرانية، ولم تقتصر على الشعب اليمني، لكنها امتدت للاعتداء على الأراضي السعودية، التي استهدفتها الميليشيا الإرهابية عبر الدعم الإيراني بقرابة 181 صاروخاً.

ويرى علماء أزهريون، بحسب ما نقلت عنهم «العين الإخبارية»، أن أكبر جُرم ارتكبته ميليشيا الحوثي هو الاعتداء على قلب المسلمين وقبلتهم في صلاتهم وأول بيت وضعه الله للناس، مشددين في الوقت نفسه على أن الإسلام بريء من أعمال جماعة الحوثي التي تدعمها إيران.

واستنكر علماء الأزهر «الفتاوى المضللة» التي تصدرها جماعة الحوثي بين حين وآخر بغرض نهب والاستيلاء على مواد الإغاثة، كما نددوا بجرائم الميليشيا الإيرانية المستمرة بحق اليمنيين، لا سيما الأطفال الذين يقومون بتجنيدهم دون رحمة أو شفقة.

جابر طايع وكيل وزارة الأوقاف المصرية وأحد علماء الأزهر الشريف قال إن الإسلام بريء من جرائم جماعة الحوثي التي سعت إلى ترويع أرض الحرمين علی مدار الشهور الماضية، مشدداً علی أن الإسلام أقر بأن إشارة المسلم لأخيه المسلم بحديدة هي أذی لله ورسوله وللمؤمنين فما بال الأمر عندما يصل إلى الحرمين.

جرم أكبر

واعتبر طايع محاولة الحوثي استهداف الأراضي السعودية بصواريخ باليستية من آن إلى آخر بمثابة جرم أكبر لا يمكن التهاون معه، خاصة أن الجماعات المتطرفة مثل الحوثي تتحرك من منطلق أجندات سياسية. وأضاف: أرض الحرمين محفوظة بحفظ الله لها وهذه الجماعة ستنتهي كما انتهت جماعات مثلها من مصر.. مآلها إلی زوال سواء في اليمن أو أي دولة عربية شقيقة.

ووصف عبدالفتاح العواري عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر انتهاكات الحوثي باتجاه الأراضي المقدسة بالجريمة الكبرى التي لا يمكن التعاون معها، مفسراً إطلاق الحوثي للصواريخ الباليستية بـ«استشعارهم قرب نهايتهم، من خلال محاصرتهم في بؤرة ما، فيفعلون فعلتهم دون حرمة للأراضي المقدسة».

وتساءل العواري عن الجهة التي تنظر وتفتي وتؤصل للحوثي لكي يرتكب هذه الجرائم، واصفا الحوثيين بأنهم فئة بغيضة لا يريدون الخير للأمة الإسلامية والعربية.

الأمر نفسه أيده عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف الذي أدان إطلاق جماعة الحوثي للصواريخ الباليستية على الأراضي المقدسة، قائلاً: هذا الفعل لا يرضي الله ورسوله والمؤمنين.. كيف لمؤمن مسلم أن يعتدي على هذه البقعة الشريفة من بقاع الأرض، بل كيف تسول له نفسه أن يعتدي على أرض الحرمين.

ومع فقدان الحوثي كثيراً من مخططاتها لعزل الشعب اليمني وتجويعه، لجأت الميليشيا إلى استغلال المساجد والفتاوى الدينية لتضليل الناس، وكان أبرز تلك الفتاوى المضللة فتوى منع المواد الإغاثية التي تصل للسكان.

وبخلاف الفتاوى المضللة، تمتلك ميليشيا الحوثي سجلاً أسود في عرقلة الأعمال الإنسانية التي تقوم بها المنظمات الدولية، إلى جانب محاولات ابتزازها باختطاف موظفيها، بهدف حرف مسار المساعدات عن المستفيدين إلى عناصرها في جبهات القتال.

واستنكر علماء الأزهر، محاولات الحوثي منع المواد الإغاثية خاصة من خلال الفتاوى المضللة، مشددين على أنها لا تمت للإسلام بصلة.

عبد الفتاح العواري، العالم الأزهري، قال إن جماعة الحوثي تأتي بفتاوى لا يقرها عقل فكيف يعترف بها الإسلام؟! فهي بالطبع لا تمت للدين بصلة، متسائلاً كيف تمنع المساعدات عن هؤلاء الذين هدمت بيوتهم وشردوا وأصبحوا في العراء وكيف تمنع الأدوية ويتم الاعتداء على الشحنات؟!

ووصف العواري جماعة الحوثي بأنها «جماعة مارقة شاذة مرتمية في أحضان الدولة الفارسية التي تريد إعادة إمبراطوريتها على حساب شعوبنا العربية»، مشدداً على أهمية تكاتف الأمة الإسلامية في مواجهة هذه الفئة الضالة.

تجنيد الأطفال

جابر طايع وكيل وزارة الأوقاف المصرية قال إن محاولات الحوثي تجنيد الأطفال اليمنيين من خلال استخدام منابر المساجد في فتاوى مضللة، ليس بها شرف خصومة؛ لأن الأطفال أبعد ما يكونون عن الحرب.

ومنتصف الشهر الحالي، أطلق من يسمى «مفتي الديار» الحوثية، شمس الدين بن شرف الدين، فتوى تصف الآباء والأمهات الذين لا يدفعون أبناءهم لجبهات القتال بـ«المتخاذلين عن نصرة دين الله»، على حد زعمه.

واستشهد طايع بأفعال النبي وأوامره في حربه مع الكفار حينما قال لا تقطعوا شجرة ولا تقتلوا طفلاً أو امرأة أو شيخاً، قائلاً: هؤلاء لا يمكن أبداً أن ينطلقوا من دين وسطي صحيح ولكنهم ينطلقون من أيديولوجيات سياسية يلبسون بها لباس الدين.

الإسلام الصحيح

أكد العالمان شومان والعواري أن تجنيد الأطفال أمر لا يقبله دين، ولم يأتِ في الإسلام مثله، مطالبين الأمة الإسلامية للتصدي لمثل هذه المحاولات من خلال نشر صحيح الإسلام، ووسطيته وهي أمور من شأنها هدم هذه الأفكار المتطرفة. أيضاً، قال الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى ومدير إدارة الفتاوى الشفوية، إن إقدام ميليشيا الحوثي على تجنيد الأطفال، أمر لا يقبله أي دين، ولا يمكن أن يمرره عقل مسلم، مشدداً في الوقت نفسه على أهمية ظهور تصدي العلماء لهذه الفتاوى التي تبعد عن التضليل والغلو، وتخدم المآرب السياسية.

وفقاً لآخر إحصاء حقوقي، قتل أكثر من 2000 طفل يمني بنيران الميليشيا الحوثية منذ بداية الأزمة، فيما تعرض المئات من الأطفال لإعاقات دائمة جراء الألغام أو استهدافهم بشكل مباشر من قبل قناصة الانقلابيين بمحافظات متفرقة.

Email