خارجيتها تغلف دورها المشبوه بلباس «إنساني»

قطر عرّاب «صفقة القرن» لتصفية القضية الفلسطينية

حمد بن جاسم وإيهود أولمرت بحضور حمد بن خليفة ـــ أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تترك وسائل إعلام قطر وأبواقها خبراً مشبوهاً في صحيفة أو قناة إسرائيلية عن اتصال طرف عربي بإسرائيل إلا وتبني عليه تقارير وتحليلات مسمومة، فيما تجري هي اتصالات أكثر من مشبوهة مع زعماء إسرائيليين، بعضها فوق الطاولة ومعظمها تحت الطاولة والأروقة المظلمة والظلامية.

وهذا ما أشار إليه معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، حين غرّد على تويتر قائلاً إن قطر تنشر الشائعات عن تطبيع من بعض جيرانها مع إسرائيل فيما تطبيعها مكشوف ومفضوح ضمن منافع متبادلة مع إسرائيل.

جاء ذلك، فيما كانت وسائل إعلام إسرائيلية تنشر خفايا لقاء سري جرى في قبرص بين وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ووزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نهاية يونيو الماضي.

قطر التي لم تستطع نفي الخبر الإسرائيلي خشية الكشف عما هو هو أعظم من المخفي، ألبست اللقاء ثوباً إنسانياً، زاعمة أنها «نعم» تجري اتصالات وساطة مع إسرائيل، لكن لـ«أغراض إنسانية» و«برضا الطرفين» الفلسطيني والإسرائيلي، مطلقة شعارات تضليلية مفضوحة عن «موقفها الثابت من الاحتلال الإسرائيلي وحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية».

معايير الوسيط

من نافل القول أن «الوسيط» ينبغي حتى يكون مقبولاً من الطرفين المعنيين أن يكون في الوقت ذاته على علاقة جيّدة ومتساوية معهما، فهل يقر تنظيم الحمدين بأنه يقيم هذه العلاقة الجيّدة مع إسرائيل؟ ثم إن الوسيط القطري في حالة غزة ينبغي أن يكون مستعداً لانتزاع الثمن الذي تطلبه إسرائيل من الفلسطينيين مقابل ما يطلبونه من قبيل حلحلة الحصار ودخول المواد الغذائية وتسهيل سفر مرضى وطلبة خارج القطاع. وفي هذه الحالة ما الثمن الذي تطلبه إسرائيل وتعمل عليه الدوحة؟

هذا يقود إلى منفذ وحيد للاستنتاجات، وهو ما يجري الحديث عنه أميركياً بالنيابة عن إسرائيل، وهو صفقة القرن التي يراد لها أن تنهي الصراع الفلسطيني مع إخراج القدس تماماً من الدائرة الفلسطينية، وهو ما صرّح به الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل ثلاثة أيام.

وما من شك أن قطر تعزف على وتر هذه الصفقة خدمة لإسرائيل وليس لغزة أو فلسطين. وإلا ما معنى الحديث عن «رضا الطرفين»؟ وزارة الخارجية القطرية تعني حركة حماس كأحد الطرفين، فهل من دولة في العالم غير قطر تعتبر أن «حماس» هي الطرف الذي يمثّل الفلسطينيين؟ العالم كلّه تقريباً يعتبر القيادة الفلسطينية (منظمة التحرير والسلطة)، بما لها وعليها، ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني، وليس هذا الفصيل أو ذاك.

فشل حتمي

ومثلما كانت الدوحة أول مكان يصدر فيه مصطلح «يهودية الدولة» على لسان وزيرة الخارجية الإسرائيلية في حينه تسيبي ليفني، فإن الدوحة تلعب دور العرّاب لصفقة القرن وصولاً لتصفية القضية الفلسطينية، ولكي يمر هذا الدور المشبوه والخطير فإن تنظيم الحمدين يمرره من بوابة «الوضع الإنساني» في غزة.

لكن الحقيقة التي تتجاهلها الدوحة، جهلاً أو خبثاً، أن دورها بات مكشوفاً لغالبية الشعب الفلسطيني وقواه السياسية، ومثلما فشلت لعبتها الدموية في غير مكان عربي، فإن صفقة القرن وأي «قرن» فشلها حتمي ولن تمر على الشعب الفلسطيني.

Email