روسيا تواجه «تحديات ملغومة» في سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

ألقى التوتر الروسي الأميركي بشأن سوريا، على خلفية التصريحات التي أكد خلالها مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، أن روسيا عالقة في سوريا، الضوء على التحديات التي تواجها روسيا داخل الأراضي السورية.

ونقلت «24» عن موقع «ستراتفور» الأميركي، أن موسكو تواجه عدداً من التحديات الخطيرة، من بينها تأمين تمويل إعادة إعمار سوريا للحفاظ على بقاء الأسد في السلطة بصورة سلمية على الأمد الطويل وضمان استقرار البلاد، فضلاً عن تعزيز النفوذ الروسي داخل سوريا وترسيخ شرعية نظام الأسد بما يكفي لتشجيع الغرب على رفع العقوبات المفروضة على دمشق.

وبحسب «ستراتفور»، تشير التقديرات إلى أن كلفة إعادة الإعمار تصل إلى قرابة 400 مليار دولار، وليس بإمكان روسيا أن تتحملها بمفردها ولذلك تطلب المساعدة من الولايات المتحدة والصين والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

ويرى التقرير أن روسيا التي حققت بالفعل هدفها الأساسي في تعزيز مكانتها داخل سوريا وإنقاذ نظام الأسد، تتطلع إلى إنهاء الحرب وتحقيق الاستقرار بغية جني ثمار مشاركتها في الصراع، ولذلك وضعت روسيا خطة طموحة متعددة الجوانب ولكنها محفوفة بالمخاطر ولا يزال نجاحها غير مؤكد.

وأوضح أنه بحسب خطة روسيا، يقضي ضمان استمرارية نظام الأسد البحث عن طرق لمنع تصعيد الصراع بين الدول المتورطة في سوريا، وبخاصة إيران وإسرائيل، إذ عمدت الأخيرة إلى تكثيف هجماتها ضد القوات الإيرانية في سوريا خلال العام الماضي في محاولة لمنع طهران من ترسيخ نفوذها داخل البلاد.

وإذا استمرت تلك الهجمات من دون ضوابط، فإن هذا النزاع المحتمل بين إيران وإسرائيل من شأنه أن يتسبب بحدوث أضرار بالغة لقدرات نظام الأسد، وربما تتورط روسيا أيضاً. ولتجنب المزيد من التصعيد أقنعت روسيا إيران بسحب وحداتها الثقيلة من جنوب غرب سوريا في الوقت الراهن، إلى جانب تكثيف اتصالاتها مع إسرائيل لتجنب وقوع صدامات غير مقصودة بين القوات الروسية والإسرائيلية.

ويصف التقرير إدلب بأنها القضية الأكثر إلحاحاً التي يتعين على موسكو التعامل معها، وربما تكون الأكثر صعوبة في خطتها، حيث يخضع معقل المعارضة في إدلب لاتفاق «خفض التصعيد» الذي توصلت إليه روسيا وتركيا وإيران خلال محادثات السلام في كازاخستان العام الماضي.

وعلى الرغم من أن مطالبات الصفقة بوقف التصعيد كانت صورية، فإنها مهدت الطريق لتركيا لإرسال قوات لإنشاء اثنتي عشرة نقطة مراقبة على طول الحدود الإقليمية مع إدلب. ولكن بعد استعادة نظام الأسد سيطرته على جنوب غرب سوريا، فإن دمشق تتطلع إلى شن هجوم على إدلب لاستعادة المزيد من الأراضي، وبالفعل تحركت القوات الموالية لنظام الأسد شمالاً نحو المقاطعة خلال الأسابيع الماضية استعداداً لشن الهجوم، الأمر الذي يضع روسيا في مأزق.

ويوضح تحليل «ستراتفور» أن موسكو من ناحية ترغب في إضعاف قوات المعارضة في إدلب للتأكد من أنهم لن يشكلوا تهديداً آخر لنظام الأسد في المستقبل. ولكن من ناحية أخرى يمكن أن يسفر ذلك عن دخول روسيا في صراع مباشر مع تركيا.

Email