تقارير «البيان»

أطفال «داعش» في ليبيا.. جهود إنقاذ من إرث بغيض

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال قضية أطفال داعش من الجنسيات الأجنبية تؤرق السلطات الليبية. وأكد رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان (فرع ليبيا) عبد المنعم الزايدي، أنه لا يجب أن تتحمل بلاده لوحدها عواقب ملف الأطفال من أبناء التنظيم الإرهابي، مشيرا إلى أن الملف مهم جداً ويجب تحريكه، وأن على السلطات الليبية والتونسية تحمل المسؤولية تجاه ذلك، فيما يتوجب على الدول أن تستلم جثث رعاياها.

وأوضح أن الملف الذي تخشى الحكومات فتحه يضم جثث مقاتلي تنظيم داعش، إضافة إلى أطفال أبرياء من آباء دواعش. وأوضح الزايدي أن مدينة طرابلس بها 22 طفلاً من تونس تبلغ أعمارهم أقل من 11 سنة، أما في مصراتة فيوجد سبعة أطفال من السودان وتم ترحيل أربعة منهم في أغسطس الماضي، كما يوجد أيضاً ستة أطفال من تونس و15 طفلاً من مصر وطفلة من السنغال وأخرى والدتها بريطانية و5 أطفال مجهولي الجنسية.

تصنيفات

ولفت الزايدي إلى وجود ما لا يقل عن 780 جثة، موضحاً أنه تم ترقيم الأكياس وتصنيفها، وكل جثة لها ملف خاص بها، وعينات من الحمض النووي، ووثائق وعلامات أخرى تم جمعها مع كل جثة وقد تم تخزين الجثث في حاويات التبريد بعد تحرير مدينة سرت من عناصر التنظيم في ديسمبر من العام 2016، كما تم دفن ما بين 1500 و2000 جثة من عناصر داعش في مدينة سرت بعد انتهاء الحرب، علماً بأن معظم القتلى من تونس، مصر، السودان، المغرب وبعضهم من ليبيا.

وكان الهلال الأحمر الدولي الليبي قد أطلق بالتعاون مع السلطات الليبية في مدينة مصراتة برنامجا خاصا بأطفال تركهم متشددو تنظيم داعش، يعانون سوء التغذية والصدمات النفسية في ليبيا، يمنحهم فرصة للم شملهم مع أسرهم في دول المنطقة، وقالت مصادر من منظومة «البنيان المرصوص» التي شنت حملة ضد داعش، إنه تم إنقاذ حوالي 50 طفلاً بعد تحرير مدينة سرت من التنظيم الإرهابي.

تحديد الهوية

وينتمي هؤلاء الأطفال إلى مسلحي التنظيم الإرهابي وزوجاتهم، في حين أن آخرين أبناء مهاجرين أسرهم التنظيم مع آبائهم وأمهاتهم أثناء محاولتهم عبورهم ليبيا في طريقهم إلى أوروبا. وأمضى الناشطون شهرين لتحديد هوية كل طفل، بالتنسيق مع كل من نساء التنظيم ومهاجرين محتجزين حاليا في سجون مصراتة حيث عُرضت صورة لكل طفل على النساء لتحديد هويات الأطفال.

وقال الهلال الأحمر الليبي إن النساء استطعن تقديم معلومات مثل الاســـم الكــامل لكل طفل وأسماء آبائهم وأسماء أقاربهم المباشرة.

وفي هذا السياق، أعلن المستشار في الهلال الأحمر الليبي محمد أبوزقية أن مصر ستتسلم خلال أيام، 12 طفلاً من أبناء مسلحي تنظيم داعش الإرهابي الذين قتل آباؤهم في ليبيا. وأوضح أبوزقية أن مصر ستتسلم هؤلاء الأطفال الذين قُتل آباؤهم أثناء معركة تحرير سرت من قبضة التنظيم، وهم في رعاية الهلال الأحمر الليبي منذ نهاية عام 2016 وتلقوا علاجا نفسيا لإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع مجددا.

شروط ليبية

أما في تونس، فكشفت وزارة الشؤون الخارجية التونسية عن شروط السلطات الليبية للسماح بترحيل أطفال عناصر تابعة لتنظيم داعش الإرهابي من سجن معيتيقة ودار الرعاية بمصراتة، والذين تتراوح أعمارهم بين 3 أشهر إلى 13 سنة، معلنة في ذات السياق عن إيفاد فريق من المختصين قريباً لتحديد هويات الأطفال. وأوضحت الوزارة أن هؤلاء الأطفال هم أبناء لتونسيين متورطين في أعمال إرهابية قضوا في الغارة الأميركية على معسكر بمدينة صبراتة في 2016 أو خلال عمليات «البنيان المرصوص» أواخر 2016.

Email