بالتناغم مع نهج الملالي في إيران

«تدويل الحج» وهم متجدّد لتنظيم الحمدين

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ بدء الأزمة القطرية لا ينفك تنظيم الحمدين يفتعل المشكلات وينشر الأكاذيب بحق المملكة العربية السعودية وإدارتها لشعائر فريضة الحج، في إطار نهج يرمي من خلاله متناغماً مع نظام الملالي في طهران، لتدويل الحج.

وفي السياق، أطلق تنظيم الحمدين أحد أبرز المقربين منه، المحلل السياسي القطري علي الهيل، عبر وسائل إعلامية - تابعة له إمّا من خلال تمويلها أو اتباع توجهاتها - للحديث عن تدويل الحج وبثّ المزيد من الإساءات تجاه الدول العربية الأربع المكافحة للإرهاب، وبخاصة المملكة العربية السعودية.

ونشرت وكالة الأنباء الإيرانية «تسنيم» حوارًا مطولًا مع «الهيل» أول من أمس، روج فيه لأكاذيب تنظيم الحمدين حول السعودية، مدّعيًا محاولاتها تسييس الحج، من خلال ما أسماه منع المواطنين القطريين من أداء مناسك الحج.

تصريحات الخبير السياسي القطري وكونها عبر وكالة إيرانية، تعكس التطابق التام في السياسات بين الدوحة وطهران، فطالما اعتاد النظام الإيراني في تاريخ خلافاته السياسية مع السعودية استخدام ورقة تسييس الحج ذاتها، فهي على ما يبدو كما يقال «حجة البليد» التي بها يحاول كل من النظام الإيراني والقطري تحسين صورته ووضع نفسه في موضع المظلومية، محاولًا كسب تأييد وتعاطف الرأي العام العالمي.

كما أنها كشفت الأغراض الحقيقية التي يهدف لها النظام القطري، حيث مطالبته المجتمع الدولي بالتدخل، والتعامل مع الحج كما في الفاتيكان بإيطاليا، مقللًا من شأن منظمة التعاون الإسلامي، متهمًا إياها بالتحيز.

نهج يتكرر

في السياق ذاته اقترح الهيل عبر مداخلة هاتفية على قناة إخوانية، بتشكيل لجنة إسلامية دولية لإدارة الحج والعمرة، مستمرًا في إساءته للسعودية، والدول المناهضة للإرهاب. بينما شاء القدر أن يعترف بالحقيقة عبر المداخلة ذاتها، عندما أجاب عن أحد أسئلة المذيعة بأن السعودية لم تمنع الحجاج القطريين من أداء الفريضة، وإنما فرضت بعض الشروط. وهو ما يكشف أكاذيب الحمدين وغرض النظام القطري الحقيقي الذي أصبح انعكاسًا لحليفه الإيراني.

عزلة

وفي تحد جديد لقائمة المطالب العربية التي قدمتها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) بعد إعلان مقاطعة الدوحة دبلوماسيًا وتجاريًا إثر ثبات دعمها وتمويلها للإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة في 5 يونيو من العام الماضي، أكد السياسي المقرب من تنظيم الحمدين على استمرار العلاقات القطرية الوطيدة مع إيران وتركيا، مع وصفهما بالحلفاء الواجب دعمهما، لافتًا إلى الدعم القطري لتركيا في أزمتها الاقتصادية وانهيار عملتها الوطنية (الليرة) إلى مستويات غير مسبوقة.

إضافة إلى مضمون حديثه الذي يعني أن الحلف القطري التركي الإيراني قرر الوقوف في مواجهة مع الدول الأربع، متناسيًا أن الدوحة بذلك تنأى بنفسها عن محيطها الخليجي، ما يعرضها لمزيد من العزلة وما ينتج عنها من السلبيات الاستراتيجية بالنسبة لقطر وشعبها على المدى البعيد.

وصول الحجاج

وكان عدد من الحجاج القطريين وصل، أول من أمس، إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج هذا العام، في مشهد يرد على أكاذيب تنظيم الحمدين.

ونشرت قناة الإخبارية السعودية، مقطع فيديو يُظهر وصول الحجاج القطريين في أحد المطارات، والانتهاء من إجراءات وصولهم من مكتب الجوازات، ما يُكذّب شائعات الدوحة بشأن منع الرياض للحجاج القطريين. وحجب بعض الحجاج وجوههم عن الكاميرات خوفاً من تنظيم الحمدين في حال عودتهم إلى الدوحة.

اقرأ أيضاً:

تونسي رفض إغراءات قطر لحذف تغريدة مؤيدة للسعودية

إرهاب «الحمدين» يشرّد الملايين في أربع دول عربية

بلحاج صناعة قطرية للسيطرة على ليبيا

الحكومة الليبية المؤقتة تنفي تلقي أضاحي العيد من قطر

Email