«فوربس»: أموال قطر لتركيا ثمن للحماية العسكرية والدعم الدبلوماسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف تقرير نشرته مجلة «فوربس» الأميركية عن أن قطر دفعت 15 مليار دولار لتركيا كـ«ثمن للحماية العسكرية والدعم الدبلوماسي».

وقال التقرير إن «الخطوة تعكس من ناحية أخرى قلقاً قطرياً كبيراً على استثماراتها السابقة في تركيا إذا ما تعرض الاقتصاد التركي لانهيار، وقد نفت الكويت ما أشيع عن تقديمها دعماً مالياً لتركيا».

وأضاف أن «من غير المحتمل أن يكون المال القطري، حتى لو تم توفيره في الوقت المناسب، كافياً لحل مشكلات تركيا، فهناك بعض نقاط الضعف الأساسية في الاقتصاد التركي التي لا يمكن معالجتها ببساطة عن طريق الدفع بالأموال القطرية».

وأردف التقرير: «أزمة العملة في تركيا يمكن أن تتحول إلى أزمة ديون في البلاد، وفقاً لمذكرة بحثية حديثة من قِبل ستيوارت كلفرهاوس، وحسنين مالكن من بنك إكزوتكس كابيتال».

وتابع: «مذكرة الباحثين أشارت إلى أن الدَّين العام المنخفض لتركيا (28% من الناتج المحلي الإجمالي) قد يكون متنفساً للبلاد التي تمتلك ذخيرة في صورة 98 مليار دولار احتياطيات رسمية، لكن بالنظر إلى اعتماد تركيا على التمويل الخارجي، يمكن لأزمة العملة أن تتحول إلى أزمة ديون، خاصة بالنسبة إلى الشركات التي تتمتع بقدرة مالية كبيرة».

غضب

من جهتها، أعربت وسائل إعلام مغاربية عن غضبها من توجيه قطر دعمها غير المحدود إلى تركيا، في حين تكتفي بدعم دول أخرى باللغة الخشبية أو بـ«البقشيش».

وفي هذا السياق، قال موقع «أنفاس» المغربي، أمس، تحت عنوان «الدولارات لتركيا والخشب للمغرب»، إن «المتأمل في حجم الاستثمارات التي أغدقت بها قطر على تركيا، والتي تقدّر بـ15 مليار دولار لدعم رجب أردوغان، يكتشف أن هذا الدعم السخي دليل إثبات على أن الرئيس التركي ينظر إلى الدوحة كحصّالة نقود أو «رضّاعة» لإسكات جوع الإخوان المسلمين «المرابطين» بأنقرة، في حين لم نلحظ هذا الدعم وكل هذه الاستثمارات، ولم تقدّم إلى المغرب حتى مليار دولار على الرغم من أزمته الحالية». وتابع الموقع: «أن قطر بسياستها الانتقائية تكيل بمكيالين، تقدّم لتركيا المليارات بينما المغرب لا يربح منها سوى لغة الخشب».

بقشيشوفي تونس، نشرت صحيفة «الصحافة اليوم» اليومية العمومية (تمويلها حكومي) مقالاً تحت عنوان «الدولارات لتركيا والبقشيش لتونس»، جاء فيه أنه «فيما لم تتوقف السلطات القطرية وأذرعها الإعلامية في تونس وخارجها عن التبجح بدعم الدوحة اللامحدود للسلطات التونسية للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد بعد أن قدمت وديعة بـ500 مليون دولار تحولت فيما بعد إلى قرض فوائده مشطة للغاية، تعهدت الدوحة بدعم اقتصاد تركيا المضطرب من خلال ضخ استثمارات مباشرة بقيمة 15 مليار دولار، وهو ما أكده في وقت لاحق مكتب أردوغان»

وقال القيادي السابق في حركة نداء تونس والناشط مهدي عبد الجواد، في تدوينة على صفحته بـ«فيسبوك»: «أعلن أمير قطر أن بلاده ستضخ 15 مليار دولار استثمارات مباشرة في تركيا، هذا يعني 45 مليار دينار تونسي، أي ميزانية تونس مرة ونصف، لو منحتنا مثلها أو نصفها أو ثلثها أو حتى ربعها، لخرجنا من كل مآزقنا، وحللنا كل مشكلاتنا، وتحولنا إلى جنة تونس.... ولكن».

ويرى المراقبون أن ما سمي بـ«فزعة» قطر لإنقاذ النظام التركي، كشف عن حقيقة مهمة، وهي أن نظام الدوحة لا يولي أي اهتمام للدول العربية، وإنما يكتفي في تلك الدول بدعم أتباعه من جماعات الإسلام السياسي، وفي مقدمتهم التيارات الإخوانية، في حين تبقى وعوده للحكومات مجرد حبر على ورق، بعكس وقوفه القوي إلى جانب كل من إيران وتركيا.

Email