«الحمدين» يدفع إلى هجوم جديد على «الهلال النفطي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يزال النظام القطري مصراً على تنفيذ مخططه التخريبي في ليبيا، بينما أكدت مصادر عسكرية في شرق البلاد، أنها توصلت إلى معطيات سرية مؤكدة حول استعدادات ميليشيات إرهابية تخضع لأوامر الدوحة، لتنفيذ هجوم جديد على منطقة الهلال النفطي عشية عيد الأضحى تزامناً مع الذكرى الثالثة لعملية «البرق الخاطف».

وأوضحت المصادر أن السلطات القطرية مصرة على ضرب الأمن والاستقرار في الأراضي الليبية، وخاصة في المنطقتين الوسطى والشرقية، وعلى استهداف الحقول والمنشآت النفطية التي نجح الجيش الوطني في تحريرها في ثلاث مناسبات، في سبتمبر 2016 ومارس 2017 ويونيو 2018، وتابعت أنه تم رصد اجتماعات عقدت بين عناصر من المخابرات القطرية وبعض قادة الميليشيات الإرهابية، آخرها كان خلال الأسبوع الماضي في أحد فنادق ضاحية قمرت شمالي العاصمة التونسية.

وأردفت المصادر أن نظام الدوحة أبلغ حلفاءه في ليبيا بضرورة السيطرة على منابع الثروة النفطية قبل أي استحقاق انتخابي، وأكد لهم أن العالم لا يهمه من ليبيا سوى النفط والغاز، ومن يضع عليهما يده يكون المؤهل لفرض مواقفه في أية مقاوضات أو مساومات مع عواصم القرار الدولي.

الهجوم المرتقب

في الأثناء، كشفت «قناة 218» الليبية، عن اجتماع لعدة كتائب في الجيش الوطني، استعداداً لما سمته المصادر «الهجوم المرتقب» لمجموعات إبراهيم الجضران المدعومة من قطر على الموانئ النفطية.

ونقلت القناة عن مصادرها الخاصة، أن الاجتماع ضم غرفة عمليات أجدابيا، وكتيبة سبل السلام من الكفرة، والكتيبة 21 صاعقة، والكتيبة 116 بسبها، وذلك بأمر مباشر من القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر.

وبحسب المصادر ستتحرك الغرفة إلى جانب الكتائب المذكورة، في غضون يومين في دوريات منتظمة بالقرب من الهلال النفطي في خطة أمنية جديدة ترتكز على المجموعات المهاجمة قبل الوصول إلى منطقة الهلال النفطي.

ويأتي هذا بعد أن شوهد مطلع الأسبوع الماضي آليات عسكرية، يشتبه بانتمائها لمجموعة الجضران، وهي تدخل حقل المبروك النفطي المهجور منذ سنوات، وتتحرك بأريحية حتى المنطقة المتاخمة لأودية السدادة، وفقاً للقناة الليبية.

دعم الإرهاب

وأكد الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري أن قطر وقفت وراء الهجومين السابقين على الهلال النفطي في مارس 2017 ويونيو 2018، بعد أن فوجئت بعملية «البرق الخاطف» التي حرر الجيش من خلالها المنطقة في سبتمبر 2016، مشيراً إلى أن حكام الدوحة يرفضون أن تكون ليبيا دولة ذات سياسة لها مؤسساتها الأمنية والعسكرية وقرارها الوطني المستقل.

ولاحظ المسماري أن قطر لا تزال تدعم الجماعات الإرهابية والميليشيات المتطرفة الخارجة عن القانون في المنطقة الغربية، وكذلك في جنوب البلاد، حيث تتمركز عصابات المرتزقة من المتمردين التشاديين وغيرهم ممن يتحركون وفق أجندات تنظيم الحمدين الإرهابي.

وفسّرت مصادر عسكرية ليبية، الموقف القطري المعادي للجيش الوطني الليبي، وللجيوش العربية عموما، وهو ما يتطابق مع مواقف الجماعة الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان.

والأسبوع الماضي، تحدث القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، تمويل دول لهجمات إرهابية ضد قوات الجيش الوطني الليبي، وقال: «فيما يتعلق بتواطؤ أجهزة مخابرات بعض الدول الإقليمية في التخطيط لتلك الهجمات، فإننا نعي حقيقة العلاقة بين هذه الأطراف وتلك التنظيمات الإرهابية ليس في ليبيا وحسب، بل في المنطقة. وسواءً كانت تلك الدول متورطة في التخطيط لتلك الهجمات أم لا؛ فإن علاقتها بتلك التنظيمات من خلال التمويل والدعم قائمة، وهذا ما يكفي لاتهام تلك الدول بعمليات زعزعة الأمن والاستقرار».

كره قطري للجيوش العربية

أعربت قطر، في أكثر من مناسبة، عن رفضها قيام جيش وطني ليبي يحفظ سيادة الدولة ويحمي حدودها ومقدراتها واستقرارها الأمني والاجتماعي. وخلال الشهر الماضي كشف المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي،عن تلقيه أوامر قطرية من أمير قطر السابق، حمد بن خليفة، بضرورة تأسيس قوة موازية للجيش الليبي.

وقال عبد الجليل إن الشيخ حمد أمير قطر السابق ورئيس أركانه عرضا عليه صراحة، إنشاء جسم عسكري تحت مسمى الحرس الوطني كقوة موازية للجيش ولكن المجلس الانتقالي رفضه. من جانبه، أكد رئيس الوزراء الليبي الأسبق الدكتور محمود جبريل، رئيس تحالف القوى الوطنية الليبية، أن النظام القطري سعى بعد الإطاحة بالقذافي، إلى تشكيل قوة للحرس الوطني لأن الجيش الوطني لم يكن مرغوباً فيه، كما أن الدوحة رفضت قرار حل الميليشيات المسلحة.

Email