تقارير «البيان»

آمال اليمنيين تتعلّق بلقاء جنيف

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع اشتداد الأزمة الإنسانية جراء الحرب التي سببها انقلاب ميليشيا الحوثي ورفضها تنفيذ القرارات الدولية الخاصة والالتزام بمرجعيات السلام، يعلق الملايين من اليمنيين الآمال على لقاء جنيف للسلام المقرر انعقاده في السادس من الشهر المقبل.

ولأن المواقف الصادرة عن قادة الميليشيا لا تترك مجالاً للتفاؤل بنجاح مهمة المبعوث الدولي الخاص باليمن مارتن غريفيث في إقناع هذه الميليشيا بالقبول بخطته للسلام فإن الملايين ممن دمرتهم الحرب يبنون آمالاً عريضة على المجتمع الدولي في ممارسة ضغوط حقيقية على طهران التي تتحكم بقرارات الميليشيا لإلزامها بقبول خطة السلام التي اقترحها المبعوث الدولي والتي تلتزم بمرجعيات السلام المتفق عليها من المجتمع الدولي.

وزاد من مساحة التفاؤل لقاء لندن الذي جمع 22 من السياسيين اليمنيين مع المبعوث الدولي والذين يمثلون مختلف التوجهات والفئات الاجتماعية والنقاشات التي استمرت يومين وتم خلالها مناقشة كافة الأفكار المتعلقة بإحلال السلام وإنهاء الحرب، إذ أظهر المشاركون تقارباً في وجهات النظر إزاء إحلال السلام وضرورة وضع حد لمعاناة الملايين ونزع أسلحة الميليشيا واستئناف المسار السياسي استنادًا إلى مخرجات الحوار الوطني.

إنجاز اتفاق

المبعوث الدولي من جهته أوضح أنه سيعمل على إنجاز اتفاق للسلام يمر بمرحلتين الأولى يتم من خلالها الاتفاق على وقف القتال وتشكيل حكومة وحدة وطنية ومجلس عسكري لنزع الأسلحة واستلام المدن والمرحلة الثانية هو استئناف المسار السياسي بمشاركة أوسع من مختلف أطياف المجتمع اليمني وصولاً إلى إقرار مسودة الدستور الاتحادي ومن بعده إجراء انتخابات عامة.

وبما أن لقاء جنيف المرتقب سيكرس لمناقشة خطة السلام المقترحة من المبعوث الدولي ويعتقد أن اللقاء في بدايته لن يشهد أي محادثات مباشرة بين ممثلي الحكومة وممثلي الميليشيا فإن نجاح اللقاء بقبول الميليشيا بخطة السلام القائمة على وضع ميناء ومدينة الحديدة تحت إشراف الأمم المتحدة باعتبار ذلك من خطوات بناء الثقة المطلوبة لإنجاح مساعي السلام ولتأكيد جدية الميليشيا في الذهاب نحو إحلال السلام.

وبموجب الخطة المقترحة من الأمم المتحدة فإن اللقاء سيقر أيضاً مقترحاً لتبادل الأسرى والمعتقلين لدى الطرفين لتعزيز بناء ثقة الأطراف في التوصل لاتفاق سياسي شامل للسلام. وفي هذا الإطار أكد وزير الخارجية اليمني خالد اليماني أن الجانب الحكومي وهو ذاهب إلى جنيف يتطلع إلى أن يبحث قضية الأسرى وأن يطلق سراحهم جميعاً.

حل قضايا

وشدد اليماني على أن ملف الأسرى قضية إنسانية ينبغي أن تحل، مشيراً إلى أنه قد طال أمد النظر فيها وتمنى على المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث أن يساعد في هذا الأمر. وعبر وزير الخارجية اليمني عن أمله في أن يتمكن غريفيث بطريقة تفكيره وأدائه وخبرته الطويلة فيما يتصل بالمفاوضات وحل النزاعات في إحداث فرق خلال مشاورات جنيف المرتقبة.

استكمال سير

وقال إن الرئيس عبد ربه منصور هادي حث غريفيث بأن يستكمل السير في طريق المفاوضات، لجمع المتمردين الحوثيين مع الحكومة، والاهتمام بقضايا بناء الثقة، المتمثلة بإطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين. وأعاد اليماني التذكير بأن ميليشيا الحوثي تستخدم المعتقلين والأسرى ورقة ضغط سياسية وتستمزج معاناة الناس بل واستخدمت المختطفين والمحتجزين كدروع بشرية.

Email