تقارير «البيان»

لبنان على أبواب تشكيل الحكومة الجديدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

اجتاحت رياح التفاؤل المشهد السياسي في لبنان، خلال الساعات الماضية، بعد تسريب معلومات مفادها أنّ المقاربات شارفت على حل كل العُقد التي أعاقت تشكيل الحكومة، فيما أوحت صورة التشكيل بإيجابية وجدية وقرار رئيس الوزراء المكلّف سعد الحريري بتفعيل حركة اتصالاته وتوسيع دائرتها في الاتجاه الذي يخدم ولادة الحكومة قبل نهاية أغسطس الجاري.

ولعل اللافت في الأمر الكتمان الشديد الذي يحيط به الحريري اتصالاته، باعتباره الوصفة الملائمة لحماية ما هو مطروح من صيغ علها تقرّب المسافات نحو توافق يؤدي إلى ولادة الحكومة، مع الإقرار بأن الوصول لمرحلة متقدّمة يحتاج اتصالات مكثفة تبلور التفاهمات، وذلك وسط معطيات تتحدث عن إمكان إحراز تقدّم جدّي في اختراق شبكة التعقيدات اعتباراً من مطلع الأسبوع المقبل.

وباتت الرؤية واضحة بشأن الحصص الوزارية، غير أنّ توزيع الحقائب لا يزال ينتظر نتائج الاتصالات واللقاءات التي بدأها الحريري والتي أطلقت رياحاً إيجابية في المسار السياسي الداخلي. وأكّدت مصادر مطلعة لـ«البيان» أن ما يجري أعاد بناء الثقة بين الأطراف، بعيداً عن محاولات التشويش أو الحديث عن اصطفافات سياسية، مشيرة إلى أنّ البلاد تحتاج حكومة وحدة وطنية، وفي أسرع وقت ممكن، لمواجهة التحديات على المستويات السياسية والاقتصادية.

تفاؤل

وبعد جمود عملية التشكيل، طرأت أجواء جديدة يؤمل أن يتمّ إرساؤها وفق سلم أولى درجاته حجم الحكومة وعدد الوزراء وتوزيع الحصص، لإسقاط أسماء الوزراء على الحقائب. وفيما أوحت

نتائج الاتصالات بحدوث تقدم، من دون الكشف عن كل تفاصيله، يرى مراقبون أنّ العبرة في زيارة الحريري قصر بعبدا وتقديم تشكيلة حكومته للرئيس عون، ليشرع في إعداد مراسيم التوقيع حال حازت موافقته.

ويشير المراقبون إلى أنّها المرّة الأولى التي يرتفع فيها منسوب التفاؤل منذ نحو شهرين ونصف الشهر، موضحين أنّ الأهم يبقى ترجمة هذا التفاؤل، ولا سيّما أنّ استحقاقات كثيرة باتت مرتبطة بتشكيل الحكومة وفي مقدمتها ترجمة مقررات مؤتمر «سيدر».

وإذا كانت المحاولة المتقدّمة للرئيس المكلف، لدفع عملية تأليف الحكومة الجديدة قدماً، تُقاس بكلام الإيجابيات الذي عمِّم خلال اليومين الماضيين، فإن هذا المقياس يُفترض أن يقود إلى توقّع ولادة الحكومة قريباً جداً.

وعلى طريقة تحديد المحطات، استبعدت مصادر نيابية أن يخرج «الدخان الأبيض» قبل عيد انتقال السيدة العذراء في 15 من الجاري، أو حتى قبل عيد الأضحى المبارك، مع إشارتها إلى أن الوقائع السياسية الجادّة تعكس استمرار مثول التعقيدات التي تحول دون تحقيق هذه التقديرات في شكل جازم، من غير أن يعني ذلك أن التحرّك الجديد للرئيس الحريري لم يؤدِّ إلى كسر جليد الجمود الذي أحكم قبضته على عملية تأليف الحكومة خلال الفترة السابقة.

رصد رئاسي

إلى ذلك، يواصل رئيس مجلس النواب، نبيه بري، رصد حركة الاتصالات المستجدّة، مع التشديد مجدّداً على وجوب مواجهة الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد بحكومة سريعة، فيما أعرب الرئيس عون عن ارتياحه لانطلاق الاتصالات بهذه الوتيرة، ويشعر بارتياح بالغ لهذه الحيوية على أمل أن يتبلور شيء ملموس خلال الأيام المقبلة، إذ يفترض في ضوء ذلك أن يقدّم الرئيس المكلّف صيغة حكومية لرئيس الجمهورية، ويؤمل أن يتمّ ذلك الأسبوع المقبل.

من جهتها، أشارت أوساط مقربّة من الحريري لـ«البيان»، إلى أن مسألة الحصص باتت واضحة، بإيحاء أنّ النقطة الثانية في الملف تتعلق بكيفية إسقاط الحقائب على الحصص، بعدما حسِم أمر الحقائب السيادية الأربع وفق ما يلي: «المال» لحركة «أمل»، «الداخلية» لتيار «المستقبل»، «الدفاع» لرئيس الجمهورية و«الخارجية» لـ«التيار الوطني الحرّ»، أما «القوات اللبنانية»، فلها أربع حقائب.

وكشفت الأوساط نفسها، عن أنّ الحريري يسعى لإنضاج اتفاق لا يشمل فقط الحصص والأحجام، بل أيضاً توزيع الحقائب على القوى السياسية، والبيان الوزاري وعنوانه الأساس النأي بالنفس، من ضمن «سلّة» واحدة متكاملة، تفادياً لسيناريو تذليل عقدة وظهور أخرى.

Email