«الإدارة الذاتية».. هاجس الأكراد في محادثاتهم مع دمشق

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشكل الحفاظ على الإدارة الذاتية التي كرسوها في مناطق سيطرتهم خلال سنوات النزاع، الهاجس الأكبر لأكراد سوريا في محادثاتهم مع دمشق، فيما يرجح محللون أن ترفض الحكومة السورية القبول بأي شكل من الحكم الذاتي على أراضيها.

وبعدما تمكنوا من طرد داعش من مناطق واسعة في شمال وشمال شرق سوريا، يجد الأكراد أنفسهم اليوم مضطرين للتفاوض مع دمشق، مع تمكن القوات الحكومية من استعادة السيطرة على مساحات واسعة من البلاد، وبعد إبداء الأميركيين، أبرز داعميهم، رغبتهم بمغادرة سوريا.

ويقول القيادي الكردي البارز صالح مسلم: «نحاول الحفاظ على كل ما بنيناه من نظام الإدارة والديمقراطية والمؤسسات، لكن هناك ذهنية لن تقبل بالأمر مباشرة لذلك سيتم الأمر بالتدريج» عبر المفاوضات على مراحل.

ويؤكد مسلم «لن تعود سوريا كالسابق، بل يجب أن تكون لامركزية ديمقراطية»، موضحاً «لدينا مشروعنا الذي نعتقد أنه يُشكل مثالاً لكل سوريا، ونحن متمسكون به». وفيما لم تتطرق دمشق رسمياً إلى المفاوضات الجارية بين الطرفين، حدد مجلس سوريا الديمقراطية، الذراع السياسي لقوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية، هدف اللجان التي تم تشكيلها بـ«رسم خارطة طريق تقود إلى سوريا لامركزية».

ويرى الخبير في الشؤون الكردية موتلو جيفير أوغلو أنه مع بلوغ النزاع خواتيمه «ستبقى الحكومة وقوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد اللاعبين اللذين يسيطران على الغالبية الكبرى من مساحة سوريا».

ويضيف «بطريقة أو بأخرى، ستجد هذه القوى حلاً إن كان بالقتال أو بالسلم».

وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية على نحو 30% من مساحة البلاد، لتكون بذلك ثاني قوة مسيطرة على الأرض بعد الجيش السوري. ومع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب مراراً رغبته بسحب قواته من سوريا، باعتبار أن مهمتها «تقترب من نهايتها»، يقول جيفير أوغلو «لا أحد يعرف ماذا سيحصل، هذه الصورة الضبابية تدفع بالأكراد للتفاوض بجدية أكبر مع دمشق».

ويعول الأكراد بشكل أساسي في مفاوضاتهم مع دمشق على فكرة أنه لن يتم التعامل معهم مستقبلاً كما في الماضي.

Email