«الحمدين» يسعى لشقِّ صف الأمة وجعلها لقمة سائغة للأعداء

قطر تواصل خيانتها للموقف العربي والخليجي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يواصل النظام القطري، كعادته، خيانته للموقف العربي بصفة عامة، وللموقف الخليجي بصفة خاصة، من خلال أعمال وتصريحات ومواقف صادمة على كافة المجالات تشق الصف العربي.

خيانة قطر للدول العربية جاءت عبر ما ذكرته وكالة الأنباء القطرية، نقلاً عن مسؤول بوزارة الخارجية القطرية، قوله «إن تصريحات الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني حول الأزمة الدبلوماسية الحالية بين السعودية وكندا، وما تضمنتها هذه التصريحات من تأييد تام للإجراءات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية في الأزمة، لا تعبّر عن رأي دولة قطر».

وواصل المسؤول القطري كشف عداءه الصريح لكل ما هو عربي، حيث قال «إن ما يجمع بين دولة قطر وكندا هو علاقات وطيدة تمتدّ لعقود».

وعلى الرغم مما أثاره الموقف القطري من استياءً واسع النطاق في المنطقة، باعتباره موقفاً معادياً وصريحاً للعرب، إلا أن الدوحة، بحسب مراقبين، تعودت دائماً على خيانة الدول العربية في الكثير من القضايا الهامة والحساسة، بل والتآمر والجلوس في خندق أعداء الأمة العربية.

خيانة للضمير العربي

ومن بين هذه القضايا، وفق ما تثبته الوقائع المتتالية، هو تجرُّد السلطات القطرية من أي وازعٍ ديني أو أخلاقي في ملف الحج وقيامها بوضع العراقيل أمام القطريين الراغبين في أداء الفريضة بهدف المطالبة بتدويل الحج على غرار ما طالبت به إيران من قبل، وهو تعامل يُفرّق ويهدم لا يجمع ويوحد الأمة العربية.

ويمكن القول إنه في الأزمات التي واجهت دول المنطقة كافة على مدار السنوات الماضية يجب أن «نفتّش عن قطر»، باعتبارها ضالعة بقوة وبالأدلة والبراهين الدامغة في دعم ومساندة الإرهاب، من خلال سياساتها التآمرية والعدائية التي فضحتها مقاطعة الرباعي العربي لها على مدار العام المنقضي، ولعل هذا بات واضحاً في الدماء العربية الزكية التي سالت على أراضي مصر وسوريا وليبيا واليمن والعراق، حيث اختارت الدوحة في التعامل مع هذه الأزمات طريق الخيانة للضمير العربي عبر تمويل ودعم التنظيمات الإرهابية بهدف شق الصف العربي.

ولعل أحد أهم الدلائل على خيانة تنظيم الحمدين لقضايا العرب والمحاولات المستميتة من جانب تنظيم الحمدين لشق الصف العربي الموحد، هو متاجرته بالقضية الفلسطينية لحساب إسرائيل، فسابقاً حرضت الدوحة حركة حماس على رفض المبادرة المصرية والمدعومة عربياً ودولياً لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وحديثاً -قبل أيام- ذكرت القناة الإسرائيلية الثانية أن مبعوثاً إسرائيلياً رسمياً زار الدوحة في الأيام الأخيرة، وذلك بهدف تجنيد أموال قطرية من أجل صفقة يجري العمل لإتمامها بين حماس وإسرائيل، دون إعطاء مزيد من التفاصيل، هذا بخلاف الدعم الذي تقدمه قطر للحوثيين في اليمن، في تآمر واضح على دول التحالف العربي.

وبالتزامن مع ذلك تواصل الدوحة شق الصف العربي وبث الفتنة عبر دعمها للإعلام الذي يغذي الإرهاب والتطرف، بالإضافة إلى استمرار تآمرها ضد الإجماع العربي، عبر دعمها للجماعات الإرهابية في المنطقة، وتطبيعها مع كل من إيران وتركيا، وتعاونها وتطبيعها مع إسرائيل، وكلها قضايا هامة وحسّاسة هدفها شقّ الصف العربي، لصالح أعداء الأمة.

خنجر مسموم

بدوره، أكد مساعد وزير خارجية مصر سابقاً، الذي شغل منصب سفير القاهرة لدى الدوحة، محمد المنيسي، أنه بإظهار النظام القطري عداءه بشكل واضح للسعودية في أزمتها الدبلوماسية مع كندا بل وتضامنه مع الأخيرة على حساب جارته الخليجية، صار واضحاً تآمر نظام الحمدين على الدول الخليجية خاصة والعربية بصفة عامة، فضلاً عن المؤامرات التي نسجها النظام القطري مع قوى إقليمية ليس لها مصلحة في استقرار المنطقة، وعلى رأسها إيران.

وأوضح أن المقاطعة العربية لقطر على مدار أكثر من عام مضي، أثبتت أنها ليست إلا «خنجراً مسموماً» في ظهر المنطقة العربية، سواء بدعمها الواضح للإرهاب أو احتمائها بإسرائيل وإيران، في إشارة إلى كون قطر تنفذ الأجندات الإسرائيلية والإيرانية في المنطقة، ويتم استخدامها كأداة لتخريب المنطقة.

وأكد السفير المصري لدى الدوحة سابقاً لـ«البيان» أن تمويل قطر للإرهاب في المنطقة لزعزعة الاستقرار بها لا يقتصر على تزويد الجماعات الإرهابية بالأسلحة والذخائر والمعدات فقط، بل إنه يتجاوز حد تمويل القنوات التلفزيونية التي تبث من تركيا، من أجل إثارة الرأي العام ونشر الأكاذيب الملفقة ضد دول الجوار، مضيفاً أن الدوحة كانت سبباً رئيسياً وراء ما شهدته المنطقة العربية خلال السنوات الأخيرة.

وأضاف أن المتابع لكل المصائب التي يعيشها عالمنا العربي في كل من العراق وليبيا وسوريا ومصر والعدوان الإسرائيلي على فلسطين، يجد أن قطر هي القاسم المشترك في كل هذه المصائب من خلال أموالها التي تنفقها بغير حساب على تمويل الإرهابيين وتجار الدم والدين أو من خلال إعلامها بالتحريض على الفتنة والقتل.

وعلى الرغم من أن هناك أخطاراً كبيرة تهدد الوطن العربي والخليجي بشكل خاص، جراء هذه السياسات القطرية المعادية، فإنه -والكلام للسفير السابق- يبقي التكاتف والتعاون الواضحين بين الدول الأربع (السعودية والإمارات ومصر البحرين) بمثابة صمام الأمان في مواجهة سياسات الدوحة العدائية.

رأي الكبار لا الصغار

وفي سياق تعليقه على قول الخارجية القطرية بأن تصريحات الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بشأن طرد سفير كندا من السعودية لا تعبر عن رأي الدوحة، قال الخبير الإعلامي أمجد طه: «هو طبعاً لا يعبر عن رأي الدوحة، لكونه رأياً يعبر عن الكبار لا الصغار جداً.. وهو رأي يدافع عن السيادة وليست السيادة القطرية المخترقة من إيران والجماعات الإرهابية».

وأضاف طه أن قطر تهاجم مجلس التعاون لوقوفه مع السعودية ضد تدخل كندا في شوؤن المملكة، متابعاً: «هل يعتقد نظام الدوحة أن ما يربطه بكندا أكثر من ما يربطه بالرياض؟ في الوقت التي تحتفل الأمة بالموقف التاريخي العظيم لطرد السعودية لسفير كندا.. نظام قطر يعزل نفسه عن العرب».

سلطان بن سحيم: نظام خانع

في تعقيبه على الخيانة القطرية للدول العربية وتضامن نظام الحمدين مع كندا على حساب السعودية، قال المعارض القطري سلطان بن سحيم آل ثاني في تغريدات له على «تويتر»: «بينما الشقيقة الكبرى تحفظ سيادتها بطرد السفير الكندي.. يخنع النظام القطري للفرس والترك، ويسمح لهم بانتهاك سيادة قطر.. متى يتعلمون كيف تحافظ الدول على مصالحها وسيادتها؟».

وأضاف المعارض القطري في تغريدة أخرى: «لا يعرفون من السيادة سوى دعم الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية لجيرانهم.. أما مع التركي والإيراني فالأبواب مفتوحة والحدود منتهكة والحرمات مستباحة.. سيادتكم المزعومة قتلتموها ودفنتموها منذ أن تركتم أشقاءكم واستعنتم بالغرباء».

Email