تقارير «البيان»

حرارة تشكيل الحكومة اللبنانية «دون الصفر»

ت + ت - الحجم الطبيعي

انقضى الأسبوع الـ13 من تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، ولا تزال حرارة التأليف دون الصفر، في حين تردّدت معلومات مفادها أن مراجع سياسية ودبلوماسية غربية نقلت إلى مستويات رفيعة في الدولة عتباً على إيحاء بعض الجهات السياسية بدور لبعض الدول الغربية في تأخير تأليف الحكومة.

وتزامنت المعلومات الواردة من دول أوروبية، تعكس تشجيعاً للبنان على حفظ استقراره، والمضيّ بحياته السياسية بشكل طبيعي، مع أجواء سعودية مماثلة، نقلتها شخصيات لبنانية زارت الرياض في الآونة الأخيرة. وبحسب هؤلاء، فإنّ مسؤولين سعوديين أكدوا أنّ المملكة لطالما وقفت مع لبنان، وهي ما زالت على هذا المنحى الذي يرتكز بشكل أساسي على عدم التدخل في شؤون لبنان الداخلية، وهذه هي سياسة المملكة، ليس فقط مع لبنان بل سائر الدول الأخرى.

جمود.. واصطفافات

وعلى خطّ التأليف، شهدت الأيام القليلة الماضية جموداً في حركة الاتصالات الجدية، واستعيض عن ذلك بالتخاطب عبر وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، وهو أمر يلقي ظلالاً من الشكّ حول مستقبل هذا الاستحقاق، وكيفية ملء الفراغ الحكومي الذي دخل فيه البلد مع ولادة المجلس النيابي الحالي في شهر مايو الماضي.

الى ذلك، يترامى كلّ الأطراف المسؤولية وفق ما يلي: أولاً، يتهم البعض فريق الرئيس سعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط ورئيس حزب «القوات اللبنانية سمير جعجع» بمحاولة تعويض ما يسمّيه خسارة فريق ما كان يُعرف بـ«قوى 14 آذار» الانتخابات النيابية، عبر تكبير حجم هذه القوى وزارياً، وبإيحاء إقليمي.

ثانياً، يتّهم البعض الآخر فريق ما كان يُعرف بـ«قوى 8 آذار» بمحاولة السيطرة على الحكومة، وإعادة فتح باب التفاوض مع النظام السوري، عبر التمسّك بفكرة أن إعطاء فريق الحريري- جنبلاط- جعجع، جنبلاط 13 وزيراً هي «غير منطقية». ثالثاً، يتهم البعض وزير الخارجية جبران باسيل بعرقلة تشكيل الحكومة وفرض شروط قاسية على توزيع الحصص، كونه يريد فتح معركة الرئاسة الأولى باكراً.

ومهما كانت الأسباب، فإن النتيجة واحدة، إذ لا حكومة في المدى القريب، بل بوادر صور تعيد للّبنانيين الانقسام السياسي بين قوى «8 و14 آذار». ورغم بدء الحديث عن اصطفافات جديدة في البلد، تُذكّر باصطفافَي «8 و14 آذار»، إلا أن الرئيس نبيه بري، رفض أيّ اصطفاف لمحاور مقابل محاور، حتى إن «مجرّد التفكير بهذا التوجه لا يفيد، بل لا بدّ من الاصطفاف خلف البلد»، وفق قوله، مع تأكيده العمل بكل الطاقات للإسراع في تشكيل الحكومة، نظراً لدقّة الوضع، وإشارته، بشكل مباشر، إلى السبب الداخلي المعطّل، وخصوصاً حينما قال إنّ الظن بوجود عامل تعطيل خارجي للحكومة هو «ظنّ مشروع، إلّا أنه ليس هناك دليل يؤكده».

ولدقّة الوضع، احتفظ الرئيس بري بالحق الذي لا لبْس فيه للمجلس النيابي بالتشريع في ظلّ حكومة تصريف الأعمال، مفضّلاً اتباع سياسة التروّي «كي لا تُفسّر الأمور على غير محملها»، كما نقل عنه زواره.

الحريري: «3 لاءات»

وفي خضمّ غرق تأليف الحكومة بين أطواق من التعقيد، أشارت مصادر نيابية لـ«البيان» إلى أن رقعة التباينات بين الأطراف مرشحة لمزيد من التوسّع، مشيرة إلى أن هذا التعثر قد يدفع الرئيس الحريري إلى طرح حكومة من 24 أو حكومة تكنوقراط، وأنه الأخير سيواصل مساعيه للتأليف انطلاقا من 3 ثوابت: لا معيار إلا الدستور، لا أثلاث معطّلة، ولا حكومة أكثرية بل وحدة وطنية.

Email