بن جاسم يتذاكى ويعتبر تدخلات طهران فرصة للتفاوض

عرّاب الإرهاب يبرّئ إيران ويجرّم العرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يواصل تنظيم الحمدين حملته الترويجية بخصوص إيران لدى الرأي العام العربي الرافض لتدخلاتها في شؤون الدول العربية ودعمها ميليشيا الإرهاب.

فقد حاول رئيس وزراء قطر السابق، حمد بن جاسم، تقديم إيران بصورة الدولة الجارة التي قد يكون معها خلاف «في بعض السياسات»، وهو بذلك يعمل على تشويش الصورة الحقيقية للنظام الإيراني في أذهان العرب، وهي دولة قامت بالمساهمة الرئيسية في تدمير عدد من الدول العربية، ورسخت فيها أذرعها الإرهابية، بما في ذلك الدول التي تزعم إيران أنها تقوم بدعم أنظمتها الحاكمة، مثل سوريا والعراق.

وانبرى حمد بن جاسم، أول من أمس، لانتشال إيران من فضائح دعم الإرهاب الذي تشترك فيه مع قطر، وكتب تغريدات على تويتر حاول من خلالها الإيحاء بأنه لا حل أمام دول الخليج إلا الانصياع لإيران.

ففي التغريدة الأولى عمل بن جاسم على الالتفاف على الخروقات الإيرانية للاتفاق النووي مع الدول الغربية، ملمحاً إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي أيدت الاتفاق في البداية ثم أيدت إلغاء الاتفاق من جانب الولايات المتحدة.

هذه المناورة من قبل عراب إيران في الخليج يتجاهل عمداً أن إيران لم تلتزم بروح الاتفاق الموقع، وواصلت دعمها ميليشيات إرهابية هدفها إطالة الحروب التي تشهدها المنطقة، سواء في اليمن أو سوريا أو العراق، وتواصل تدخلاتها في مملكة البحرين، وتدعم منظمات إرهابية مثل حزب الله اللبناني الذي يتدخل بشكل سافر في حربين بالمنطقة: سوريا واليمن.

ولم يذكر بن جاسم خروقات إيران عبر برنامج الصواريخ الباليستية التي تطورها طهران وتعلن من خلالها استعدادها لاستخدامها لضرب مواقع في الخليج، وكذلك تلويحها بإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة الدولية والتجارية.

الفكرة التي أراد بن جاسم التسويق لها وكأنه موظف علاقات عامة يعمل لدى إيران، هو تصوير النظام الإيراني وكأنه لا حل معه سوى الذهاب إليه. بعبارات مواربة طالب بن جاسم من دول الخليج أن تذهب إلى إيران وتقدم فروض الطاعة، كما تفعل قطر, وكتب حرفياً: «لا بد أن نقر بأن إيران جارة نختلف معها في بعض السياسات ولكن يجب أن لا نصل معها للعداء المطلق بل هي فرصتنا كمجلس تعاون أن نتفاوض في ظل هذه الضغوط لنصل إلى أرضيّة مشتركة للتعايش مع هذا الجار».

«فرصة» بن جاسم

ما زال بن جاسم يتحدث باسم «دول المجلس» وكأن قطر حريصة على مصالح الخليج. ويقوم بتصوير الوضع الحالي في المنطقة في ظل التهديدات الإيرانية وتدخلاتها في اليمن بشكل مباشر وتهديدها لأمن الخليج، كل هذا يرى فيها بن جاسم «فرصة» للتفاوض! مطلوب من دول الخليج - عدا قطر - أن تتناسى أمنها القومي تماماً، بل أن تنظر إلى التهديدات التي توجهها إيران لمنطقة الخليج على أنها «فرصة للحوار».

هذه هي الرؤية التي يقوم تنظيم الحمدين بتسويقها، وهي في مضمونها دعوة للاستسلام لإيران، والتي ستعني التراجع عن المطالب الـ13 التي حددتها الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب لقطر. وهذا الموقف الصادر من عراب تنظيم الحمدين دليل على فشل قطر في كسر عزلتها، وهي تدعو دول الخليج إلى الطريق الذي تسلكه قطر في التآمر على أمن دول المنطقة.

من حق الدول أن تقيم علاقاتها الخاصة ضمن قرارها السيادي، لكن ليس من حق أي دولة محسوبة في الأساس على دول التعاون الخليجي والعرب، أن تقيم علاقات هدفها ضرب أمن شعوب المنطقة، فهذه خيانة بكل ما تحمله الكلمة، لأنها علاقة مسعاها وهدفها التهديد المباشر للعالم العربي برمته.

صفقات تجارية

ويعكس موقف تنظيم الحمدين من إيران طبيعة علاقات التحالف التي تربط الجانبين. فأمس، أعلن رئيس غرفة التجارة الإيرانية القطرية المشتركة عدنان موسى بور عن استهداف رفع صادرات السلع إلى قطر حتى 900 مليون دولار في عام 2020، وذلك في إطار إجراءاتها لإنقاذ النظام القطري الحليف لها من السقوط أمام الاستياء الشعبي المتزايد في الداخل، فضلا عن إنعاش اقتصادها المتدهور.

وبحسب وكالة «فارس» الإيرانية، قال موسى بور إن صادرات إيران لقطر سجلت في الشهور الثمانية المنتهية بالسنة المالية المنصرمة التي انتهت 20 مارس الماضي بلغت 250 مليون دولار.

وأضاف إن الروابط التجارية بين طهران والدوحة شهدت تسهيلا خلال الفترة المذكورة، بحيث حلّت سلع إيرانية بدلا من السعودية فى السوق القطرية. وأكد أن الغرفة التجارية المشتركة صاغت برنامجا لتنمية التجارة البينية حتى عام 2022 موعد إقامة نهائيات كأس العالم.

وأوضح موسى بور أن إيران وقطر تستهدفان تبادل الاستثمارات، وفي حال وظفت طهران استثمارات فى الدوحة فان ذلك سيؤدى لزيادة صادرات الخدمات الفنية والهندسية للدوحة والعكس صحيح. وأشار إلى أن الحجم التجاري بين إيران وقطر كان يبلغ 70 مليون دولار قبل اندلاع الأزمة في يونيو 2017.

علاقة وثيقة

ليس غريباً أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والبحرين ومصر فرضت مقاطعتها على قطر، فالعلاقة الوثيقة بين قطر وإيران، وحقيقة أن الدوحة هي بمثابة الوكيل المصرفي والدبلوماسي لطهران، لا يساعد على حل الأزمة الناشبة بينها وبين دول الخليج. وفي حين أن السعودية وحلفاءها طرحت 13 مطلباً في البداية على قطر لكي تنفذها، من بينها العلاقات مع إيران.

Email