الطفل عبد المجيد.. لاحقته ألغام الحوثي حتى في المخيم

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان رفاق عبد المجيد على مقربة من العمارة المهدمة، وعندما دوى الانفجار ذهبوا لاستطلاع الأمر فهالهم منظر عبد المجيد وهو ملقى على الأرض، مضرجاً بدمائه، فشرعوا بالصراخ حتى تجمع حولهم المارة وأسعفوا الطفل المصاب إلى مستشفى المخا، حيث تلقى العلاج الأولي ونقل بعدها إلى عدن.

فَقَد عبد المجيد كف يده اليسرى وأصيب بجروح بليغة في قدمه اليمنى وبقية جسده وحالة نفسية سيئة، حيث لا يزال يتذكر اللحظات الأولى لانفجار العبوة الناسفة في يده ويعتقد أنه مات وعاد إلى الحياة من جديد.

يقول الطفل عبد المجيد في حديثه لـ«البيان»: كنت أبكي وأنادي أمي وأبي، وبعد فترة فقدت الوعي، وعندما صحوت بالمستشفى كانت كفي اليسرى غير موجودة، وكنت أشعر بالألم في كل جسدي.

جريمة الألغام

يحكي عبده زعتري، وهو والد الطفل عبد المجيد، لـ«البيان» مأساته مع النزوح وإصابة ابنه بألغام الميليشيا الحوثية، إذ اعتقد بعد خروجه من منزله أنه في مأمن من خطر قذائف ومتفجرات الانقلابيين، ولم يخطر بباله أنها ستلاحقهم في مكان نزوحهم، مضيفاً: «كنا نعيش بسلام في مزارعنا وقرانا، نرعى أغنامنا ونعيش على ما يوفره لنا عملنا في الأرض الزراعية، وحين جاءت الميليشيا إلينا أفسدت كل شيء وحولت حياتنا إلى جحيم ومأساة مستمرة، نحن الآن في حيرة من أمرنا فحتى بعد تحرير مديريتنا لا تزال ألغام الحوثيين مغروسة في كل شبر من قرانا. نزحنا إلى المخا حين شعرنا أن حياتنا في خطر ولم اعتقد أن الألغام تنتظرني هنا أيضاً».

وأضاف: «كنت خارج البيت عندما وصلني خبر إصابة عبد المجيد بانفجار عبوة حوثية، تلقيت الخبر كصاعقة وأظلمت الدنيا في وجهي، أسرعت إلى مستشفى المخا ورأيت عبد المجيد ممدداً في العناية المركزة وكفه مقطوعة وجسده غارق بالدم، كان المنظر صادماً، ولم أتوقع أن يشفى ويعود إلى الحياة».

ويلفت عبده زعتري إلى أن ميليشيا الحوثي حاصرت قريتهم في موزع بحقول الألغام ولم يكن أمامهم سوى النزوح والهروب من موت محقق، ويضيف: كارثة ألغام الميليشيا الإيرانية ستظل تسمم أرضنا وتحرمنا من العودة إلى بيوتنا، وهذا أسوأ ما فعله بنا الحوثيون، فقد تركونا، بعملهم الحاقد هذا، بين خيارين إما البقاء في التشرد والنزوح أو العودة المحفوفة بالمخاطر.

Email