للفن نصيب من القصف الإسرائيلي في غزة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبعثرت اللوحات الفنية في قرية الفنون والحرف وسط مدينة غزة، وانقلب حالها رأساً على عقب، بعد تدمير مقرها نتيجة قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي قبل أسبوع، وأصاب القرية بضرر كامل نتيجة التصاقها بالمبنى المستهدف، بالإضافة لمؤسسات أهلية أخرى ووزارات تضررت خلال القصف، والذي استشهد خلاله طفلان.

وأصرت إسرائيل أن تضع بصماتها العنجهية والتخريبية والتدميرية على الحجر والفن كما البشر، فردمت أقدم مقر للوحات الفنية والتراثية في قطاع غزة بالأرض، ودمرت لوحاته.

وتحولت قرية الفنون والحرف التراثية إلى مجموعة من الركام بعدما كانت تزخر باللوحات الفنية والتراثية، في قرية صغيرة بنيت بفن وحرفية عالية، لتكون البيت الجامع للفنانين في قطاع غزة، في الوقت الذي كان فيه الفنانون يجهزون للاحتفال بمرور عشرين عاماً على تأسيسها.

وبنيت قرية الفنون والحرف على شكل خمسة بيوت على مساحة 1000 متر مربع، لم يتبق منها إلا الأطلال، وبقايا مقتنيات تعود لآلاف السنين، ولوحات فنية قديمة، طالها القصف وشظايا الصواريخ، ودمر جمالها، وطمس التراث الفلسطيني، وحرمان الأجيال من التعرف والاستفادة من الخدمات التي تقدمها القرية.

وتأسست القرية عام 1998، واحتضنت أكثر من 250 معرضاً مختلفاً، وأصبحت مزاراً للطلاب والمواطنين والأجانب الذين يزورون قطاع غزة، لاحتواء القرية على التراث الفلسطيني.وقالت مديرة القرية نهاد شقلية، إن القرية تحتاج إلى إعادة بناء من جديد بتكلفة قد تصل إلى ربع مليون دولار، داعية المؤسسات المعنية إلى المساعدة في إعادة بنائها للحفاظ على التراث الوطني.وعلى ركام اللوحات والمقتنيات الخاصة بقرية الفنون، وقف الفنان الأربعيني محمد الحاج، يتفقد اللوحات المدمرة، محاولاً إزالة الغبار عنها واستصلاح اللوحات السليمة، ووضعها على جانب القرية، لإعادة ترتيبها في القرية بعد الإعمار.

وأوضح الحاج، أن القرية بنيت من الطين ومواد البناء، وتتكون من أربع ورش حرفية، وهي بيت البساط، وبيت السجاد، وبيت النحاس، وبين الخشبيات، بالإضافة إلى صالة عرض للأعمال الفنية بمساحة 250 متراً، تم اقتباس تصميمها من الطراز الإسلامي.ونظم الحاج وزملاؤه الفنانون وقفة احتجاجية على أنقاض القرية، كرسالة واضحة وصريحة من قبل الفنانين، على البقاء والإصرار على استمرارية دور القرية في العطاء الفني، وضرورة إعادة تأهيل المكان وترميمه من جديد، ليستقبل الفنانين كما كان في السابق.

Email