أكد حرص بلاده على دعم الخرطوم إقليمياً ودولياً

السيسي: السودان لن يرى من مصر إلا الخير

السيسي والبشير خلال قمتهما في الخرطوم | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

وعد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ألا يرى السودان من مصر إلا الخير، مشدداً على أن أمن السودان جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومي، وأن مصلحة مصر والسودان فوق كل المصالح، مشيراً إلى حرص بلاده على استقرار السودان ودعم الخرطوم في محيطيها الإقليمي والدولي في ضوء ترابط الأمن القومي للبلدين والعلاقات التاريخية التي بين الشعبين الشقيقين، داعياً وسائل الإعلام السودانية والمصرية إلى العمل على تعزيز وتعضيد قيم الخير والسلام والاستقرار، وأن تكون منبراً لانطلاق علاقة البلدين إلى آفاق أرحب.

تعزيز تعاون

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الرئيس المصري بمقر إقامته في الخرطوم، أمس، لعدد من قيادات ورموز القوى السياسية والمفكرين والإعلاميين السودانيين في ختام زيارة للسودان استمرت يومين عقد خلالها جلسة مباحثات مع الرئيس السوداني عمر البشير في القصر الجمهوري، تناولت سبل تعزيز التعاون الاقتصادي في مجالات البنية التحتية والنقل والزراعة والإنتاج الحيواني، إضافة إلى استعراض مستجدات الأوضاع الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأبدى السيسي عدم رضاه عن بعض ما يكتب في وسائل الإعلام المصرية، مشيراً إلى أن ذلك لا يخدم مصالح البلدين والشعبين. وأكد مواصلة السعي لبناء شراكة استراتيجية مع السودان عبر العمل الدؤوب لتطوير التعاون والتنسيق والاستفادة من الفرص المتاحة والتشابه في البناء الاقتصادي للدولتين لتحقيق الأهداف المنشودة.

وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، إن الرئيسين وجّها بتشكيل لجنة تسيير برئاسة وزيري خارجية البلدين وعضوية الجهات المعنية المختلفة لبلورة مشروعات محددة بجداول زمنية يتم الالتزام بها، فضلاً عن تكثيف الجهود لوضع ما يتم الاتفاق عليه موضع التنفيذ، وذلك في ضوء توافر الإرادة السياسية والشعبية وضرورة انعكاس ذلك على المستوى التنفيذي.

جهود حثيثة

وشدّد السيسي على أن سياسة مصر الخارجية تقوم على مبادئ راسخة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين وعدم التآمر على أي دولة ومدّ روابط التعاون والتنمية وإرساء السلام في إطار ثابت من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة التي تسمو فوق أية اختلافات في وجهات النظر، مشيراً إلى أن الزيارات المتعاقبة بين مصر والسودان تؤكد حرص قيادتيهما على دفع العلاقات الثنائية وإجهاض أية محاولات لتعكير صفوها.

وأشاد الرئيس المصري بما يبذله البلدان حالياً من جهود حثيثة لدعم علاقات التعاون بينهما من خلال إنشاء لجان وآليات تعاون ثنائي وترفيع اللجنة المشتركة إلى المستوى الرئاسي وانعقادها بالخرطوم في أكتوبر المقبل، إلى جانب تشكيل لجنة التسيير بين البلدين لتحديد خطط واضحة بأهداف محددة وجداول زمنية لوضع ما يتم الاتفاق عليه موضع التنفيذ، مشيراً إلى الشروع في تنفيذ مشروعات قومية مشتركة منها الربط الكهربائي ومد خطوط السكك الحديدة.

وأكد أهمية تعزيز العلاقات الحزبية والشعبية بشكل متوازٍ مع العلاقات الرسمية بين البلدين، مشيراً إلى دورها المحوري في تعزيز العلاقات الثنائية بوجه عام لتجاوز أية قضايا عالقة بين الجانبين.

ونوّه إلى المسؤولية الكبرى التي تقع على عاتق الأجهزة الإعلامية في البلدين للقيام بدور إيجابي وبنّاء في توطيد العلاقات الثنائية، وأهمية قيام الجانبين باتخاذ خطوات متسارعة نحو توقيع ميثاق شرف إعلامي يضمن قيام إعلام الجانبين بإعلاء المصلحة الوطنية العليا والنأي عن أية محاولات لتعكير صفو العلاقات بين مصر والسودان.

منع التدخلات

وأثمرت الزيارة عن قطع الطريق أمام الأطماع في منطقة البحر الأحمر، حيث اتفق الرئيسان على التشاور والتنسيق المستمر بين بلديهما؛ منعاً للتدخلات الأجنبية السالبة والتسابق الإقليمي للسيطرة على المنطقة بما يتعارض مع مصالح شعوبها.

وأكد الزعيمان في ختام مباحثاتهما اهتمام الجانبين المصري والسوداني البالغ بأمن منطقة البحر الأحمر، واتفقا على استمرار التعاون وتبادل الدعم في المحافل الإقليمية والدولية، وتعهّدا بتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية بينهما، ودعم وتشجيع الاستثمارات المشتركة وتذليل كافة العقبات التي تواجهها وزيادة التبادل وتسهيل حركة التجارة بين البلدين.

ووفقاً لبيان مشترك صدر عن الجانبين أمس، فإن الرئيس السيسي والبشير تبادلا وجهات النظر حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وثمّنا التطورات الإيجابية في المنطقة والمتمثلة في تطبيع العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا، وأشارا إلى الأثر الإيجابي الذي ستحدثه على منطقة القرن الأفريقي، كما حضا أطراف النزاع في جنوب السودان على عدم تفويت الفرصة، والاستماع لصوت الحكمة والالتزام بالتوقيع على اتفاق سلام يعيد الأمن والاستقرار لجنوب السودان.

واتفق الجانبان على تفعيل كافة آليات العمل الثنائي بين البلدين، ومتابعة تنفيذ ما تم توقيعه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية، وأمن الطرفان على عقد أعمال الدورة القادمة للجنة الرئاسية العليا بين البلدين بالخرطوم خلال شهر أكتوبر من العام الجاري 2018.

نموذج للتعاون

أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أهمية واستراتيجية العلاقات بين مصر والسودان، وأشار خلال لقائه رئيس مجلس الوزراء السوداني بكري حسن صالح إلى أن مصر والسودان سيقدمان نموذجاً للتعاون والتكامل لخدمة الشعبين والمنطقة العربية والأفريقية، لا سيما في ظل الأحداث التي تمر بها المنطقة.

Email