تقارير «البيان»

محللون: عرض الحوثي بخصوص الحديدة مناورة جديدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يجمع محللون أنّ عرض زعيم ميليشيا الحوثي عبد الملك الحوثي بتسليم إدارة ميناء الحديدة إلى الأمم المتحدة بشرط وقف التحالف العربي لعملياته ومساندته قوات الشرعية اليمنية مناورة جديدة في الوقت الذي يبذل به مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث جهوداً من أجل التوصل إلى حل سلمي.

المحللون يجدون في أنّ هذا العرض لم يكن الأول من نوعه فقد كانت هنالك تلميحات من قبل الحوثي بخصوص ذلك قبل شهور، إضافة الى أنّ هذا الطرح هو وسيلة لكسب التأييد العام بعدما تعرضت الميليشيا الى هزات وخسائر أثرت بشكل فعلي على مدى تأثيرهم وفعاليتهم على أرض الواقع. ولكن يبقى هذا العرض من دون جدوى خاصة أن الشرعية مسنودة بالتحالف حققت عدداً من الإنجازات.

وتشمل المبادرة التي يقودها المبعوث الأممي انسحاب الميليشيا الكامل وغير المشروط من مدينة وميناء الحديدة والصليف ورأس عيسى وبقية المناطق في الساحل الغربي، وتسليمها إلى قوات تتبع وزارة الداخلية للحكومة الشرعية.

وتدعم الحكومة اليمنية هذه المبادرة وتحاول منحها الفرصة للوصول الى تفاهمات، إلا ان الميليشيا تحاول الالتفاف على المبادرة عبر عرضها المزعزم بتسليم الميناء والمدينة إلى الأمم المتحدة وليس الشرعية، وهذا غير مدرج في بنود المبادرة.

عرض متأخر

الخبير الاستراتيجي، د. أيمن أبو رمان يجد في أنّ هذا الطرح الذي جاء به زعيم الحوثيين، هو وسيلة من وسائل كسب التأييد ومحاولة لاسترجاع الأصوات التي انقلبت مؤخراً وعرفت حقيقة التنظيم. ومن دون شك في أنّ وضع الشروط يعكس حالة التقهقر التي يعيشها التنظيم.

ويعتبر هذا العرض ليس له قيمة في ظل تقدم قوات الشرعية ومساندة قوات التحالف العربي لها. تحرير الميناء خطوة في غاية الأهمية فالميناء يقع في موقع استراتيجي ومن خلاله يتم الإشراف على الملاحة الدولية علاوة على اعتباره نافذة للحوثيين لتسلم الإمدادات المختلفة.

خسارات متتالية

الكاتب الصحافي، جهاد أبو بيدر، يوضح أن إعلان الحوثيين على موافقتهم بتسليم ميناء الحديدة ليصبح خاضعاً لإشراف وإدارة الأمم المتحدة هو إقرار في أنهم خسروا الكثير. هذا العرض تم طرحه كثيراً في الأشهر الماضية ولم يكن هنالك موافقة من قبلهم.

ووضعهم لشروط من أجل تسليم الميناء هو لإظهار أنهم مازالوا قادرين على المساومة وما زالوا محتفظين بنقاط القوة العسكرية. يردف أبو بيدر في أن جماعة الحوثي قد واجهت مصاعب عديدة أدت إلى ضعفهم. ومن أجل التمسك والخوف من المزيد من الهزات، يحاولون وضع شروطهم لحفظ صورتهم أمام مواليهم، والمنتمين لهم في ظل حدوث الكثير من الهزائم وتحقيق التحالف العربي نجاحات على أرض الواقع.

وأردف: «تسليم الميناء هو خطوة في غاية الأهمية وهذا يعني أن تحرير صنعاء قد اقترب». ومن جهة أخرى فإن إيران تعتبر تسليم ميناء الحديدة صفعة إضافية لها في الوقت التي تعاني فيه من ضغوطات خارجية لا يمكن الاستهانة بها.

Email