عشائر الأنبار تتبرأ ممن يعتدون على المتظاهرين

إجراءات عسكرية مشدّدة جنوب العراق

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتخذت السلطات العراقية إجراءات عسكرية مشددة في مناطق عدة بمدن جنوب العراق، أبرزها البصرة وكربلاء والنجف وميسان وذي قار، فيما شهدت مدن الجنوب عمليات اختطاف واسعة خلال الأيام الماضية، لاسيما بالبصرة، نفذتها قوات بملابس مدنية، يؤكد ناشطون وسكان محليون أنها تابعة لميليشيات موالية لإيران.

وقال مصدر في الشرطة إن وحدات من الجيش والشرطة انتشرت قرب حقول النفط الجنوبية والشمالية بالبصرة، وتركز انتشار القوات ذاتها في المدن الأخرى قرب المباني الحكومية ومكاتب الأحزاب تحسباً من تظاهرات جديدة.

وأضاف المصدر أن تلك القوات نصبت نقاط تفتيش إضافية، وسيّرت دوريات داخل الأحياء السكنية، بعد ليلة طويلة من الاعتقالات شهدتها مدن الجنوب، ونفذتها قوات من الشرطة وأخرى بملابس مدنية، يؤكد ناشطون وسكان محليون أنها تابعة لفصائل في ميليشيا الحشد الشعبي.

تبرؤ

إلى ذلك، أعلن مجلس شيوخ عشائر الأنبار، أمس، عن براءته من أبنائه في القوات الأمنية ممن يعتدون على المتظاهرين خلال الاحتجاجات التي تشهدها محافظات وسط وجنوب البلاد، منتقداً بشدة الحكومة الاتحادية.

وقال المجلس في بيان وقعه أكثر من 40 من شيوخ العشائر: «لقد انطلق أهلنا في جنوب العراق في تظاهراتهم السلمية مطالبين بأبسط حقوقهم، ولقد بنوا تظاهراتهم على قواعد منهجية صحيحة أكدوا فيها أنهم طلاب حق بعد المعاناة التي لحقتهم من تردي الأوضاع الأمنية والصحية والخدمات وتغلب الفساد الإداري والمالي في جميع أجهزة الدولة، مؤكدين المحافظة على وحدة العراق واستقلاله وأمنه وسيادته، حصراً بيد العراقيين دون تدخل لا إيران ولا من جاء مع أميركا».

وشدّد المجلس على ضرورة استمرار التظاهرات حتى تحقيق المصالح الوطنية كاملة غير منقوصة، مضيفاً: «لا ينطلي عليكم زيف وخداع وتخدير أعصابكم من قبل ساسة اليوم ومحاولاتهم لتضليلكم وطمس الحقائق وخلط الأوراق، ظناً منهم بأن هذا الشعب كأنه خارج ساحة الصراع ولا يعنيه شيء».

دعوات تأجيل

في السياق، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي فازت كتلته بالانتخابات العراقية في 12 مايو، جميع الساسة إلى التوقف عن جهود تشكيل الحكومة الجديدة، لحين الاستجابة لكل مطالب المحتجين بتحسين الخدمات في الجنوب.

وقال الصدر على «تويتر» في أول تعليق علني له على الاضطرابات التي تجتاح الجنوب: «على كل الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات الحالية تعليق كل الحوارات السياسية من أجل التحالفات وغيرها، إلى حين إتمام تلبية مطالب المتظاهرين الحقة».

كما دعا الصدر الأمم المتحدة إلى تكثيف جهودها من أجل دعم العراق واستقراره. وشدّد الصدر عقب اجتماع، أمس، مع يان كوبيتش الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، على ضرورة تلبية مطالب المواطنين المشروعة في توفير الخدمات.

دعم تغيير

في الأثناء، أعلن نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي، أمس، دعمه لاختيار رئيس وزراء عراقي جديد منفتح على المجتمع الدولي، ويخدم مصالح العراقيين ويبعدهم عن الأزمات.

وقال النجيفي، خلال استقباله جوي هود نائب السفير الأميركي في العراق: «نحن ندعم رئيس وزراء منفتح على المجتمع الدولي، ويحقق أفضل العلاقات مع دول الجوار، بما يخدم مصالح العراقيين ويبعدهم عن الأزمات»، مشيراً إلى أن هذه التظاهرات ينبغي ألا تعيق المفاوضات البينية بين الكتل السياسية للإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، والاتفاق على برنامج حكومي يستجيب للتحديات ويحقق تطلعات الشعب.

وذكر النجيفي أن هناك تقصيراً واضحاً وهو ما أدى إلى الغضب الشعبي المعبر عنه في التظاهرات، ولابد من الاستجابة إلى المطالب العادلة للمتظاهرين والإسراع في تقديم الخدمات واتخاذ الإجراءات الفورية لإقناع المتظاهرين بأن رسالتهم موضع عناية واهتمام.

إحباط

أعلنت الشرطة العراقية، أمس، عن إحباط عملية انتحارية يقودها أربعة من عناصر تنظيم «داعش» لاستهداف منظومة خطوط نفطية في منطقة الصينية التابعة لقضاء بيجي شمالي بغداد.

وقالت مصادر في قيادة شرطة صلاح الدين لوكالة الأنباء الألمانية، إن أربعة انتحاريين من تنظيم «داعش» حاولوا الاقتراب من منظومة أنابيب لنقل النفط الخام العراقي لأغراض التصدير وتغذية المنشآت.

خسائر

وصل حجم خسائر الشركات العامة والقطاع الخاص، بعد القرار الحكومي الخاص بإيقاف خدمات الإنترنت خلال الأيام الأولى من الاحتجاجات، إلى نحو 40 مليون دولار يومياً، وفق المختصين.

وقال الأستاذ في كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة بغداد، أمير الموسوي، إن الحكومة ارتكبت خطأ فادحاً بقطعها لخدمات الإنترنت.

Email