تقارير «البيان»

مصر تستعيد دورها المحوري في المصالحة الفلسطينية

ت + ت - الحجم الطبيعي

استعادت مصر دورها المحوري في تثبيت المصالحة الفلسطينية وجمع حركتي فتح حماس خلال الأيام الماضية، وذلك بدعوة حركة حماس إلى مصر والاجتماع مع المخابرات المصرية وطرح نقاط عدة على الحركة، وتسلم الرد، وتقديمه للرئيس محمود عباس، بانتظار الرد من حركة فتح على المقترحات.

وتوقفت المصالحة الأخيرة التي تعثرت منذ 13 مارس الماضي بعد تفجير موكب رئيس الوزراء رامي الحمدالله، وتعثر ملف تمكين الحكومة، وهو الأمر الذي رفضته حركة حماس، بدون اتفاق موسع على أن يكون على مبدأ الشراكة، لكن الحكومة المصرية قدمت هذه المرة مقترحات أقرب للطرفين بالقبول.

ودعت الحكومة المصرية حركتي فتح وحماس لزيارة القاهرة، لتجاوز العقبات والخلافات بين الحركتين، بعد نقل ملف فلسطين أخيراً الى اللواء احمد عبد الخالق بدلاً من اللواء سامح كامل، الذي أدار الملف خلال الفترة الماضية.

ويبدو أن جهاز المخابرات المصرية يريد البدء بخطوات عملية في المرحلة المقبلة، يتم من خلالها إنجاز بعض الملفات التي جرى تأجيل حلها خلال الأشهر الماضية، والمقترنة جميعها بملف التمكين.

وتكمن هذه القضايا المرتبطة بالتمكين في ملف استيعاب ملف موظفي غزة الذين عينتهم حماس بعد عام 2007، واعتمادهم بشكل كامل في وظائف السلطة الفلسطينية، وكذلك تحويل أموال الجباية من غزة إلى خزينة السلطة.

وقال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض، إن الحديث عن رؤية مصرية جديدة لحل عقبة التمكين الحكومي في قطاع غزة لتجاوز الانقسام، تأتي نتيجة لتوفر أرضية سياسية مشتركة الآن بين فتح وحماس والأشقاء في مصر، لاستئناف ملف المصالحة.

وأوضح العوض، إن الأرضية السياسية تبدو واضحة من خلال الرفض السياسي المشترك لـ«صفقة القرن»، خاصة بعد الموقف الأخير الذي قابلت به مصر المبعوث الأميركي للمنطقة جاريد كوشنر، برفضها القاطع للصفقة.

وشدد على أن الإشارات الإيجابية للأشقاء في مصر، تدلل على وجود خريطة طريق لديهم لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في 12 أكتوبر 2017، وذلك بالانطلاق من النقطة التي توقفت عندها، قبل تفجير موكب رئيس الوزراء.

وفي السياق، قال القيادي في حركة فتح د. عبدالله عبدالله، إن المباحثات المصرية مع حماس بخصوص ملف المصالحة، تشير إلى أن الأمور اكثر جدية وإيجابية، لكن الشيطان يكمن في التفاصيل، متأملاً أن تسير الأمور بسلاسة، وان ينتهي هذا الملف المدمر.

وبين أن اجتماعاً لمركزية فتح سيعقد للاجتماع لتقرير مباحثات القاهرة مع حماس بخصوص المصالحة، وسيتم إبلاغ القاهرة بنتائج الاجتماع، والإعلان عن الموقف الرسمي.

إلى ذلك، قال القيادي في حماس يحيى موسى، إن موقف حركته يتطابق مع الموقف المصري الإيجابي بشأن إتمام المصالحة، وان المحطة الرئيسية في المصالحة تبقى في موقف السلطة، والرئيس محمود عباس شخصياً، مضيفاً:«نحن نقدم كل ما نستطيع لتجاوز العقبات».

المحلل السياسي رامي مهدواي، يرى أن مصر هي الحاضنة للقضية الفلسطينية، حتى وان مرت بمد وجزر بعض الأوقات، ولكن القضية الأهم الآن مواجهة ما يسمى بصفقة القرن، وبالتالي عملية رص الصفوف في مواجهة ما يمكن طرحه في صفقة القرن سواء بالقبول او الرفض.

وأضاف إن «هناك ضغوطاً اكثر هذه المرة على كل الأطراف، لأن مصلحة حماس الآن في هذا الوقت تقديم كرت جديد على الطاولة، وخصوصاً ضمن التغييرات الدولية السريعة».

وأكد أن السلطة ممثلة بحركة فتح ستقدم أوراقاً جديدة أيضاً في كيفية إدارة الواقع الإنساني بغزة، والنظر للقضية ليس كملف إنساني فقط بل استعادة قطاع غزة، فالجميع لديه مصالح الآن بالتقدم خطوة إلى الأمام.

Email