خالد عبدالعال .. ارتقى شهيداً في يوم نجاحه

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يمكّن الاحتلال وآلة بطشه، الفتى اليافع خالد عبدالعال من الفرح وأسرته بنبأ نجاحه في امتحانات الثانوية العامة، لقد ارتقى شهيداً في نفس يوم إعلان نجاحه، وبدلاً أن تحتضنه أمّه التي تعبت على دراسته ليالي وشهورا، احتضنه التراب، وبدلاً من أن تستقبل أسرته الفرحة المهنئين، استقبلت أسرة مكلومة جموع المعزين ممن أتوا يخفّفون المصاب، لقد سمع أهله نبأ نجاحه واستشهاده في يوم واحد.

لقد نزلت الفجيعة على أسرة خالد عبدالعال مضاعفة، ففيما لم تستطع الفرح بنجاحه، لم تتمكّن كذلك من استلام جثمانه ومواراته الثرى بعد استشهاده، سالت دموع الأم المكلومة على رحيل ابنها شهيداً، لقد رحل دون أن يحقق حلمه في دراسة كلية الحقوق التي كان يأمل الالتحاق بها بعد اجتيازه امتحانات الثانوية العامة، لكن محتلاً لا يعرف معنى الحق والإنسانية أنهى حلمه برصاصة خلال مشاركته في مسيرات العودة الكبرى السلمية برفقة أصدقائه التي بدأت منذ في 30 مارس، ليرتقي شهيداً في الثاني من يوليو الجاري بعد وصوله الحدود بنحو ساعتين، وفق ما يروي والده ويحتجز الاحتلال جثمانه.

غائب حاضر

يروي والد الشهيد سمير عبد العال وملامح وجهه يكسوها الأسى: «لو كان خالد بيننا لاستطعنا الفرح هو أهم الحاضرين وأهم من غاب عنا، كان شاباً مهذباً ملتزما مواظبا على دروسه لا يخرج كثيراً من البيت، محبوبا من زملائه وأهل بيته، هادئ الطبع، نزل علينا خبر استشهاده كالصاعقة حينها، وحتى اليوم ونحن نتواصل مع المؤسسات الدولية والجهات المعنية من أجل الإفراج عن جثمان ابننا خالد لنتمكن من دفنه في غزة، هذا الجيل لن يفرّط في ذرة من تراب أرضه وسيواصل الدرب حتى التحرير، أبارك نجاح ابني وهو شهيد وأبارك لجميع الناجحين من أبناء وطننا في الضفة والقطاع، العلم ميزة الأمم وسر رفعتها أحض جميع الطلبة على الاجتهاد في دروسهم ومواصلة تعليمهم حتى تحقيق ما يتمنون».

استرجاع جثمان

بدورها، تتساءل والدته وصوتها يفتك به الحزن: «ماذا فعل ابني ذو الـ 18 عاماً هل يملك دبابة؟ هل يملك طائرة؟ ما الذي أخافهم كي يقتلوه؟ أنا أطالب كل إنسان حر وكل المنظمات الحقوقية والدولية لاسترجاع جثمان ابني، على العالم أن يسمع صوتنا ويرى كيف يتعمد الاحتلال قتل أبنائنا وأطفالنا وهم عزل دون مراعاة قوانين دولية أو مواثيق حقوق إنسان». انتظر خالد عبدالعال الشهادة فأتته على نحو آخر في مشهد أليم عاشته أسرته، في وقت لا تزال تنتظر جثة ابنها لتواريه ثرى بلاده عسى ولعل رؤيته شهيدا تخفّف عن أهله ألم فراقه ولو قليلاً.

Email