تقارير «البيان»

سيناريو درعا الأقرب للتطبيق في إدلب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتجه الأنظار مجدداً نحو محافظة إدلب بعد سيطرة النظام السوري على محافظة درعا، حيث ما زال الحديث من قبل المحللين عن وجود أكثر من سيناريو فعلي من الممكن تطبيقه، على غرار ما تم تنفيذه في الجنوب السوري، إذ يجمع المحللون على أنّ سيناريو تنفيذ عملية واسعة النطاق سيشنها النظام السوري وحلفاؤه لتحقيق حسم عسكري هو الأقرب للحدوث.

لقد خرجت إدلب منذ نحو ثلاث سنوات من سيطرة النظام، ودخلت المحافظة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 2.5 مليون نسمة فيما بعد ضمن مناطق اتفاق خفض التصعيد الذي توصلت إليه روسيا وتركيا وإيران في أستانة، لتتولى تركيا مهمة مراقبة الاتفاق عبر نشر 12 نقطة مراقبة. ووفق مواقع المعارضة فإنّ الروس وجهوا رسالة للفصائل المسلحة جنوب البلاد، بعدم الخروج إلى إدلب، كون المعركة ستبدأ في سبتمبر المقبل وسيكون مصيرها مصير الجنوب.

ويشير محلّلون إلى أنّ تركيا في حالة قلق وترقب، إذ إنّ طي ملف الجنوب السوري سيعني بالضرورة التوجه نحو إدلب، لافتين إلى أن قلقها ينبع من اتباع النظام السوري وحلفائه نهج الاقتتال ومن ثمّ الدخول في تسويات كما حدث في الغوطة ودرعا، وهو نهج لا تحبذه تركيا، باعتبار أنّ الحسم العسكري سيؤدي إلى مقتل المئات، فضلاً عن خطر نزوح أعداد هائلة إلى الحدود التركية، على حد قولهم.

تقليل خسائر

ويرى عميد كلية الأمير حسين بن عبد الله الثاني للدراسات الدولية من الجامعة الأردنية، د. عبد الله نقرش، أنّ الأطراف المتصارعة ستلجأ إلى التوصّل إلى تسوية ما، تسمح بالمحافظة على أقل قدر من الخسائر، وفي الوقت ذاته طرح صيغة قائمة على خيارات إما إخراج المسلحين وإما نزع سلاحهم بالكامل وتسليمه للنظام على أن يُتفق على مصيرهم ما بين تركيا وأميركا من جهة، وروسيا وإيران من جهة أخرى.

ويردف نقرش: «الوجهة المقبلة سيصار لنوع من الإجراءات التي تحافظ على أكبر قدر ممكن من سلامة المدنيين، والنظام السوري لن يتوقف عن جهوده في إعادة إدلب وغيرها لسيطرته، الأولوية ستكون للتسوية السياسية وتقليص عدد المسلحين، وفي حال نجاح هذا الخيار سنشهد الحسم العسكري، فأنقرة تحاول مراعاة الالتزام بمسار أستانة وصولاً إلى حل سلمي».

صدامات حتمية

بدوره، يؤكّد الخبير الاستراتيجي، د. عامر السبايلة، أنّ إدلب وبمجرد خضوعها لاتفاق بأن تتحوّل لخزان للمقاتلين، فهذا يعني بداية للنهاية ومحاولة لإرجاء التوصّل لحل، مردفاً: «هذه المرحلة من المتوقع أن تأتي الآن بعد إنهاء ملف الجنوب السوري، حيث سيتم التركيز على اللاعبين المنخرطين في هذا الملف، بالنسبة للسلاح والمسلحين فالخيارات ضيقة أمامهم، حيث تتمثل إما في الانصياع للشروط التي ستُفرض وفقاً لتوافقات الجميع مستقبلاً أو خيار الإبادة من خلال معارك، فلا يمكن الإبقاء عليهم وفقاً لهذه التركيبة، خيار الصدام هو خيار حتمي وسيكون هناك فئات مرنة تريد حلولاً».

إلى ذلك، يشير المحلّل السياسي والعسكري د. محمد العبادي، إلى أنّ ما يحدث في سوريا يعكس نهاية الأزمة، متوقعاً أنّ يكون السيناريو الذي سيطبق في إدلب، مشابهاً لسيناريو الجنوب السوري، مضيفاً: «في ذات الوقت تبقى التفاهمات السياسية فاعلة بين الأطراف المختلفة، من المهم أيضاً التفكير في ملف المسلحين ومستقبلهم وكيفية التعاطي معهم».

Email