إجراءات أمنية مشدّدة في كربلاء .. وتعزيزات لحماية السجون من اقتحامات الغاضبين

احتجاجات جنوب العراق مستمرة والمتظاهرون يقطعون طرقاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

استمرت التظاهرات في محافظات جنوب العراق، والتي انطلقت شرارتها الأولى من البصرة، إذ أقدمت عشائر خفاجة في محافظة ذي قار، أمس، على قطع الطريق الرئيس المؤدي إلى بغداد، ومحافظة واسط. وقال مصدر أمني، إنّ المئات من أبناء القبيلة انتشروا على الطريق وأضرموا النيران في الإطارات، مرددين هتافات مندّدة بالإجراءات التعسفية التي اتخذتها الحكومة الاتحادية ضد المتظاهرين.

إلى ذلك، أفاد مصدر محلي من محافظة البصرة، أمس، بأنّ المتظاهرين قطعوا ثلاث طرق رئيسية في المحافظة، إحداهما طريق حقل نفطي. وقال المصدر، إنّ متظاهري البصرة، قطعوا الطريق المؤدي لحقل سيبة النفطي في المحافظة، فضلاً عن قطع طريق منطقة البرجسية وسط مركز محافظة البصرة، وطريق منطقة أبي الخصيب، جنوبي البصرة.

وقالت الشرطة العراقية، إن نحو 200 متظاهر تجمعوا عند المدخل الرئيسي لحقل السيبة للغاز الطبيعي. وأكّد مسؤولون في حقل السيبة، أنّ الاحتجاج لم يؤثر على العمليات في الحقل. وقال أحد المحتجين من العاطلين عن العمل: «نتظاهر قرب الحقل للضغط على الشركة لتوفير وظائف لنا، نحن نسكن قريباً من هنا ونشاهد يومياً مئات العمال الجالسين هنا دون وظائف، وليست لديهم القدرة على شراء الطعام لأبنائهم».

إجراءات مشدّدة

شهدت كربلاء، أمس، إجراءات أمنية مشددة في مناطق وشوارع رئيسية وفرعية، تحسباً من تجدّد انطلاق تظاهرات. وقال شهود عيان، إن قوات أمنية معززة بالعجلات والعسكرية انتشرت قرب الأبنية الخدمية ومقار الحكومة المحلية، تحسباً من انطلاق تظاهرات شعبية في كربلاء، مشيرين إلى أنّ مروحيات الجيش العراقي تحلق بين الحين والآخر في سماء المحافظة ، فيما تقوم القوات العراقية بحملات دهم وتفتيش لتعقب رموز المتظاهرين والتحقيق معهم.

تعزيزات

في السياق، ذكرت مصادر إعلامية، أنّ تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت جنوب العراق لحماية السجون خشية اقتحامها من قبل المتظاهرين، مشيرة إلى أنّ أمن السجون في خطر، وقد يقدم المتظاهرون على اقتحامها وإطلاق السجناء، ما قد يتسبب بحدوث حالة فوضى خطيرة، وأنّ التعزيزات الكبيرة تركزت على السجنين المركزيين في البصرة وذي قار.

رؤى حكومة

على صعيد متصل، شدّد الناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، على أنّ حل مشاكل المحافظات الجنوبية ليس مرتبطاً بإرادة الحكومة، ولا يمكن حلها وإنجازها خلال أشهر. وقال سعد الحديثي: «التظاهر حق كفله الدستور، والحكومة تتعامل بإيجابية مع مطالب المتظاهرين وتوفير أفضل الخدمات وتأهيل البنى التحتية وإعمار المدن، وكانت لدى الحكومة خلال الفترة السابقة أولويات، إلّا أنّ الأولوية كانت الحرب على الإرهاب، ونجحت القوات الأمنية والقوات المسلحة في تحقيق النصر، وبعدها بدأ العمل الحكومي باتجاه توفير الخدمات وتوفير البنى التحتية، وتحسين الواقع المعيشي للمواطن العراقي في كل المحافظات».

وأضاف أنّه وبرغم التحديات عملت الحكومة في إطار الإمكانيات المتاحة بالسعي للقيام بمشاريع من خلال قروض ميسرة، وتمّ تخصيص حوالي 50 في المئة من القرض الياباني لمشاريع في البصرة وحصة الأسد من القرض البريطاني كانت لمشاريع في محافظة البصرة، وأنّ هذه المشاريع لا يمكن أن تنجز خلال أشهر بل تحتاج سنوات لحل مشاكل البصرة وغيرها التي تحتاج حلولاً استراتيجية طويلة الأمد.

تعهّد رئاسي

بدوره، أكّد الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، على ضرورة معالجة نقص الخدمات الذي تعاني منه محافظة البصرة، والمتمثلة بالكهرباء، والمياه الصالحة للشرب، والصحة، مع إيجاد فرص عمل.

وذكر بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، أمس، أنّ معصوم استقبل وفداً من رؤساء عشائر ووجهاء محافظة البصرة وبحث معهم تطورات الأزمة التي تمر بها المحافظة، وسبل معالجة مشاكلها، بما يضمن حماية حقوق ومصالح المواطنين، وتعزيز الأمن والاستقرار في المحافظة وكل العراق، فضلاً عن وقف تصاعد الأزمة الراهنة وتفاقم تبعاتها.

وأضاف البيان أنّ معصوم أكّد خلال اللقاء على ضرورة الحلول العاجلة للمشاكل الأساسية في المحافظة كالبطالة أو الكهرباء ومياه الشرب والخدمات الصحية والاجتماعية التي يعانيمنها أبناء المحافظة والمناطق المجاورة.

Email