خبراء يرصدون لـ «البيان» دوره التخريبي ويطالبون بتحرك عربي

«حزب الله» أداة طهران لنشر الـطائفـية وإثارة الفوضى في اليمن

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد مسؤولون وخبراء لـ «البيان»، أن الدور التخريبي لحزب الله في اليمن، بات معلوماً لدى الجميع باعتباره أداة للنظام الإيراني لزعزعة الاستقرار في المنطقة، والتدخل في شؤونها الداخلية وإثارة الصراعات الطائفية، مؤكدين أن أكذوبة العداء لإسرائيل انتهت، مع ثبوت أن هذا الحزب أصبح أداة بيد طهران وفِي خدمتها لضرب استقرار البلدان العربية.


ومنذ مطلع الثمانينيات، تولى الحرس الثوري الإيراني عملية تأهيل قادة مليشيا حزب الله في سياق مشروع زعزعة استقرار وأمن المنطقة العربية، تحت قناع مزيف، هو محاربة إسرائيل، وكانت البداية من الخاصرة الهشة في لبنان، حيث تم تأسيس حزب الله على يد الحرس الثوري الإيراني وتوجيهات قادة إيران.


كانت التجربة الإيرانية في لبنان، مثالاً حاول قادة طهران تعميمه على المنطقة العربية، وبالفعل، حاولت إيران استنساخ حزب الله العراقي والبحريني، وربما أحزاب إرهابية أخرى تسعى لتنفيذ الأجندة الإيرانية، والهدف الأساسي من هذه الأحزاب الإرهابية المسلحة، ضرب الأمن والاستقرار.


ويجمع الخبراء والمحللون على أن هذه الاستراتيجية الإيرانية، باتت مكشوفة للجميع، وخصوصاً في اليمن وسوريا، اللتين تحولتا إلى مستنقع يجمع كل المليشيات الإرهابية الطائفية، وربما كان حزب الله اللبناني، الأبرز بين هذه المليشيات الإرهابية.


ولم يخفِ قادة حزب الله اللبناني هذا التدخل في سوريا واليمن، بل إن الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، قال في أحد خطاباته إن أفضل المواقف التي اتخذها الحزب، هو تدخله في اليمن، وأكد للمرة الأولى في خطاب صريح، أن الوضع في اليمن هو الأولوية للحزب وللمنظومة الإيرانية، ما يدل على دوره الإرهابي المرتبط بالأجندة الإيرانية.


ويشير خبراء إلى أن كل الخطط التي أشرف عليها نصر الله بشأن اليمن، كانت تستهدف السيطرة عليه، عبر فرض سياسة الأمر الواقع، من خلال دعم إيران لمليشيا الحوثي بالخطط والمعلومات والتغطية الإعلامية، وتوفير السلاح والمال، وزيادة حركة الملاحة الجوية بين صنعاء وطهران من جهة، وصنعاء وبيروت من جهة أخرى، تمهيداً لوصول إيران إلى باب المندب ووضع اليد عليه، مؤكدين أن الحوثيين وحزب الله وإيران حولوا اليمن إلى جحيم.


مخطط دموي
وقاحة حزب الله اللبناني كانت في ذروتها في عام 2016، حين تم تسريب فيديو مصور في صعدة عن قيادي لبناني من حزب الله، يتولى تدريب العصابات الحوثية على العمليات التخريبية في دول المنطقة، بل إن القيادي من مليشيا حزب الله، قال إن العمليات التخريبية ستصل إلى مكة. إذن، المنطقة أمام مخطط إيراني دموي لزعزعة الاستقرار باستخدام الأذرع الإرهابية من الحوثيين إلى حزب الله اللبناني.


وقال سالم الغباري مستشار رئيس الوزراء اليمني في تصريح لـ «البيان»، إن دور حزب الله التخريبي في اليمن متعدد الأوجه، فهو ليس قوة إرهابية مقاتلة فحسب، بل لعب دوراً في صفقات السلاح وتطوير بعض الأسلحة، بالتعاون مع الخبراء الإيرانيين، فضلاً عن دوره في معسكرات التدريب وتجنيد الأطفال في اليمن، لافتاً إلى أن اليمن أصبح جحيماً مع هذه المليشيات.


وأكد الغباري أن إيران عملت منذ البداية على إنشاء خلايا طائفية إرهابية في اليمن، بذريعة المذهبية، ونجحت مع الحوثيين، ومن ثم دفعت بحزب الله لتحكم السيطرة على اليمن، لكن عملية عاصفة الحزم أوقفت هذا المخطط الإيراني، وأحبطت كل محاولات تقويض اليمن.


وأضاف أن هذه المليشيا التي عاثت فساداً باليمن، تترنح تحت ضربات المقاومة الوطنية وضربات التحالف العربي، مؤكداً فشل المشروع الإيراني في القريب العاجل، واندحار هذه المليشيا.


تراكمات الدعم
دعم حزب الله للحوثيين وتعزيزه للفوضى، ليس وليد اللحظة، بل نتيجة تراكمات طويلة، حيث تلقى الحوثيون من حزب الله، الدعم المباشر منذ التأسيس (تسعينيات القرن الماضي)، ليشمل كل الجوانب السياسية والأيديولوجية والإعلامية، نقلت «فاينانشيال تايمز» البريطانية عن مصادر في حزب الله ودبلوماسية ومخابراتية قوله: إن حزب الله المدعوم من إيران، قد يكون يوفر الدعم المباشر لحلفائه اليمنيين، وهذه علامة أخرى على التدخل الإيراني في اليمن.


وقال مسؤول من الحوثيين، التقته صحيفة "فاينانشال تايمز" في بيروت، إن العلاقات مع الحركة اللبنانية تمتد إلى أكثر من عقد من الزمن، وأضاف: "هذه ليست علاقة يكون فيها جانب واحد في السيطرة، والآخر يتبعه بدون إدراك، نحن نتبادل الخبرات والأيديولوجيا، لدينا الشخصية الخاصة بنا، وطريقتنا في إنجاز أمورنا، ليس الهدف بناء نموذج لحزب الله في اليمن"، وهو ما أكده قائد في حزب الله، حجب اسمه، لأنه لا يسمح لأفراد الحزب بالتحدث إلى وسائل الإعلام، بالقول: "إن الحوثيين وحزب الله تدربوا معاً على مدى السنوات العشر الماضية".


وبدوره، قال رئيس تحرير صحيفة المشهد اليمنية، عبد الرحمن البيل، في تصريح لـ "البيان" إن دور حزب الله اللبناني في اليمن، تجاوز كل الحدود، فلم يعد يقتصر على الدعم العسكري والمشاركة في العمليات الإرهابية على الحدود مع السعودية، بل تجاوز إلى البعد الإعلامي، من خلال تدريب الكوادر الحوثية، وكذلك احتضان عائلات العديد من الشخصيات الحوثية في بيروت. وأضاف أن حزب الله هو أكثر خطورة من الحوثي، باعتباره قوة احتلال للأراضي اليمنية، ويحصل على توجيهاته من إيران، الأمر الذي يجعل اليمن بيد قوى خارجية وقوى إرهابية عابرة للحدود، مؤكداً أن الوضع الحالي في اليمن لن يقبل باستمرار هذه المليشيات.


خبراء التخريب
من جهته، قال مستشار محافظة عدن، عبد الحكيم الشعبي، إن الدور التخريبي لحزب الله في اليمن وغيرها من البلدان، كشف حقيقة تكوين هذا الحزب، والأهداف التي وجد من أجلها، خدمة للمشروع الإيراني في المنطقة، خاصة وقد تجلى هذا الدور في اليمن وسوريا والبحرين وغيرها.


وأضاف: "لعب هذا الحزب دوراً أساسياً في تدريب مليشيا الحوثي على الأعمال العسكرية والاستخباراتية، وبناء شبكة اتصالات عسكرية، واستمر هذا الدور لسنوات طويلة منذ مطلع التسعينيات، وحتى اتضح هذا الدور بشكل جلي من خلال القبض على خبراء الحزب قبل الانقلاب، وما تبع ذلك من إطلاق سراح هؤلاء الخبراء بعد سيطرة مليشيا الحوثي على العاصمة صنعاء".

في السياق، أشار وكيل وزارة شؤون المغتربين، أحمد دوشل النسي، إلى أن إلقاء القبض على خبراء من هذا الحزب، وأيضاً مقتل آخرين في اليمن، والتسجيلات المرئية التي ضبطت لمدربين من الحزب وهم يتولون تدريب المليشيا الحوثية على قتال أبناء بلدهم لأسباب طائفية بحتة، كلها أمور لا تدع مجالاً للشك في طبيعية الدور التخريبي الذي يؤديه الحزب، ليس من أجل السعي للسيطرة على اليمن فحسب، بل وتحويل موطن العرب الأول إلى مركز للمؤامرات، واستهداف المملكة العربية السعودية وكل دول المنطقة، خدمة للمشروع الإيراني.


وبين النسي أن مواجهة هذا المخطط وإيقاف الدور التخريبي لهذا الحزب، يكون عبر أمرين، الأول فضح هذا المشروع والدور الذي يؤديه الحزب في المنطقة خدمة للمشروع الطائفي الذي تسوقه طهران في المنطقة من أجل خلق صراعات داخلية في المجتمعات والدول العربية، كما أن مواجهة هذا المشروع يأتي من خلال تكاتف البلدان العربية جميعها في مواجهة المخططات والمشاريع التخريبية.


موقف موحد
من جهته، أكد المحلل السياسي بليغ المخلافي، أن العلاقة بين حزب الله والمليشيا الحوثية، تعود إلى فترة مبكرة من التسعينيات، حيث بدأ الحزب باستقبال العشرات والمئات من عناصر هذه المليشيات، وتولى تدريبهم سياسياً وعسكرياً واستخباراتياً وإعلامياً، كما تولى نقل أعداد من هؤلاء إلى إيران عبر دمشق، وبدون وضع تأشيرات على جوازاتهم، لإخفاء الجهة التي ذهبوا إليها.


وشدد على أن وقف هذا الدور يتطلب موقفاً عربياً موحداً على مستوى الحكومات، وأيضاً على المستوى الاجتماعي والإعلامي لفضح هذا الدور ومواجهة إيران، باعتبارها صاحبة القرار في أمر هذا الحزب ودوره التخريبي في المنطقة، وأشار إلى العقوبات الاقتصادية التي استهدفت الحزب وقياداته، كما أن الموقف الدولي المناهض للدور التخريبي لإيران ومليشياتها في المنطقة.


هزيمة الميليشيا
بدوره، أكد وزير الإعلام الأردني الأسبق، نصوح المجالي، أن حزب الله هو أداة من أدوات إيران، ولإنهاء وجودهم ودورهم في اليمن، يجب تضييق الخناق على إيران من خلال الحسم العسكري، ما دامت إيران تبعث الأسلحة، وتقوم بتدريب الحوثيين من خلال الخبراء، سيستمر وجد حزب الله.


وأضاف المجالي في تصريح لـ "البيان": في البداية يجب أن يكون الحسم عسكرياً، ومن ثم يتم التوصل إلى تسوية مع زيدين إلى حصة في الحكم تحت مظلة الشرعية. في اليوم الذي يطرد فيه الحوثيون من صنعاء، يبدأ العد العكسي لنهاية حزب الله وإيران في المنطقة. وهذا يحتاج إلى وقت وجهد ليس بالقليل، وخاصة من دول الخليج لقطع رأس الأفعى "إيران"، وتخليص المنطقة من تدخلاتها.


جهد حثيث
المحلل السياسي كمال زكارنة، يؤكد أنّ دور حزب الله لا يمكن أن يتوقف في اليمن، إلا بعودة الحكومة الشرعية، كما كانت قبل انقلاب الحوثيين، بمعنى أدق، يجب إلحاق الهزيمة العسكرية الكاملة والشاملة بالحوثيين، وسيطرة الحكومة الشرعية، برئاسة عبد ربه منصور هادي، المدعومة من التحالف العربي، وإخراج إيران من اليمن، كونها الحاضنة الرئيسة لحزب الله، ووقف التدخل الإيراني سياسياً ومالياً في الشأن الداخلي اليمني، وهذا سيكون له أثر كبير في وجود ونفوذ حزب الله.= يردف قائلاً: إذا نجحت القوى الوطنية في اليمن، بالتعاون مع التحالف العربي، في طرد قوات حزب الله والقوات الإيرانية في اليمن، فإن على الحكومة الشرعية ودول التحالف العربي والدول الإقليمية في المنطقة محاربة، أيضاً الفكر المتطرف الذي تتبناه إيران وحزب الله وجماعة الحوثي، وتعمل على نشره في اليمن ودول أخرى، واجتثاثه جذرياً من تلك الدول. فهذا الفكر لا يقل خطورة عن العمل العسكري.

وثائق
كانت الحكومة اليمنية السباقة في التحذير من الدور الذي يلعبه حزب الله في دعم ومساندة ميليشيا الحوثي، وأكدت أن لديها وثائق تثبت تورط الحزب في تجنيد وتدريب ميليشيا الحوثي، وإدارة موقفها السياسي والعسكري والأمني بشكل مستمر.

وفي 26 يوليو 2009 نشرت وثائق «ويكيليكس»، لقاء دار بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح مع الجنرال الأميركي بتريوس، قال فيه صالح لـ«بتريوس»، إن جهاز الأمن القومي لديه أشرطة فيديو توضح أن المتمردين الحوثيين يتلقون تدريباً على القتال والتكتيك على أيدي عناصر من حزب الله.

ومثّل ذلك أول اتهام واضح من قبل الحكومة اليمنية لحزب الله، بإرسال خبراء عسكريين لتدريب الحوثيين وتورطه في اليمن. أما سياسياً، فتولى القيادي في حزب الله «أبو مصطفى» الملف اليمني ويشرف على أداء الميليشيا السياسي والعسكري.

Email