صدام روسي إيراني وشيك في سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشير المعطيات في سوريا إلى حالة من الخلاف اعترت العلاقات الإيرانية الروسية، بعد ما جرى في الغوطة ودرعا، وقبلها الضربات الأميركية والإسرائيلية على المواقع الإيرانية، فيما تشير زيارة علي ولايتي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، إلى موسكو الأسبوع الماضي، إلى بلوغ العلاقة مستويات متدهورة أكثر من أي وقت مضى.

وتوقّع خبراء في تصريحات لـ «البيان»، صداماً وشيكاً بين روسيا وإيران في سوريا، بسبب الخلاف العميق في الأجندة، فضلاً عن تداخل الكثير من القضايا السياسية والتضارب الاستراتيجي، وعوامل سياسية وأمنية إقليمية زعزعت العلاقات.

ويرى المحلل العسكري أحمد حمادة، أنّ إيران اليوم في أضعف حالاتها، إذ باتت دولة منبوذة في المنطقة، وليس من مصلحة موسكو الاستمرار في التحالف معها، لافتاً إلى أن الأسد نفسه بات يريد التخلّص من العبء الإيراني، إلّا أن القرار النهائي يبقى بيد روسيا.

تنافس

وأضاف حمادة أنّه لم يعد من الممكن استمرار العلاقات الروسية الإيرانية في سوريا، في ظل استمرار قصف الطيران الإسرائيلي المواقع الإيرانية في سوريا بعلم النظام والروس أيضاً، مشيراً إلى أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو بالتزامن مع زيارة ولايتي دلالة على تنافس إيراني إسرائيلي لكسب ود روسيا.

وأوضح أنّ الخلاف الإيراني الروسي بدأ في سوريا منذ سقوط حل نهاية العام 2015، حين قررت روسيا إخراج الميليشيات الإيرانية من حلب، وتولي إدارتها عن طريق الشرطة العسكرية، الأمر الذي جعل إيران تخرج بشكل تدريجي من قلب المدينة.

سيناريو تقسيم

إلى ذلك، قال مدير مركز الدراسات الإسلامية بمعهد التنمية الابتكارية، خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية، كيريل سيمونوف، لـ «نيزافيسيمايا غازيتا»، معلقاً على نفوذ إيران القادم في سوريا: «ستنتهي المسألة بتقسيم سوريا، حيث ستكون هناك مناطق خالية من الوجود العسكري الإيراني، ومناطق خاضعة لسيطرة الإيرانيين».

وأضاف: «هناك محمية تركية في شمال سوريا، ستكون هناك مناطق سيطرة إيرانية، وبالمثل، ستكون هناك مناطق بلا نفوذ إيراني، هذا هو السيناريو الوحيد الممكن بطبيعة الحال، يمكن إخراج إيران من سوريا بالضغط على طهران نفسها، كما يفعل الأميركيون، فعندما لا يمتلك الإيرانيون الموارد اللازمة لدعم الموالين لهم، فإن ذلك سيجبرهم على الرحيل، ليس هناك قنوات أخرى، لاسيّما لدى روسيا، موسكو يمكنها القيام بذلك بشكل غير مباشر فقط، من خلال التأثير على دمشق الرسمية».

استراتيجية

في المقابل، يرى محلّلون أن سيناريو التقسيم في سوريا مستبعد كونه يفقد أهمية سوريا الاستراتيجية، لاسيّما بالنسبة لروسيا التي تريد أن تستحوذ على كل سوريا. وقال الكاتب أحمد زكريا إنّ إيران اليوم باتت تشكل خطراً على المصالح الروسية والسورية على حدٍ سواء، خصوصاً بعد أن باتت في الزاوية نتيجة الضغوط الأميركية بعد تمزيق الاتفاق النووي، لافتاً إلى أنّ إيران لن تكون لقمة سهلة، وتحتاج إلى استراتيجية متينة لإخراجها من سوريا.

وأضاف في تصريحات لـ «البيان»، أنّ الحل يكمن في تحرّك إقليمي دولي لإخراج إيران من سوريا عبر آليات مراقبة دولية، مشيراً إلى أنّ ذلك لن يكون إلا بالتوافق الأميركي الروسي، لافتاً إلى أنّ اللقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين سيتطرق إلى هذا الأمر.

Email