تقارير «البيان»

خطاب الحـوثـي اعتـراف بالهزيمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع قرب الإعلان النهائي عن تحرير مدينة الحديدة اليمنية ومينائها، بعد تحرير مطارها من قبضة ميليشيا الحوثي الإيرانية، ظهر عميل الملالي عبد الملك الحوثي من مخبئه ليطل عبر قناة ناطقة باسم الميليشيا الإرهابية، وبدت عليه أشد علامات الانهزامية منذ انقلابه على الحكومة الشرعية قبل أكثر من 3 سنوات، وهو ما فسّره المراقبون بأنه اعتراف بالهزيمة.

مؤشرات واضحة

ويرى خبراء سياسيون وعسكريون سعوديون تحدثوا لـ«البيان» أن تأكيد زعيم ميليشيا الحوثي أن حجم المعركة في الساحل الغربي يتطلب المزيد من التحشيد من جميع المحافظات يعطي مؤشرات واضحة بالاعتراف بالهزيمة، نتيجة سيطرة القوات اليمنية المشتركة وقوات التحالف العربي على الوضع، تحقيقاً لانتصارات متتالية وسريعة على مختلف الجبهات في المحافظة اليمنية الأكثر أهمية للحوثيين التي يعني تحريرها سقوطهم من عرش صنعاء.

ويرى المحلل العسكري العميد الركن متقاعد حسين بن عبد الله الزهراني أن الخطاب المتلفز لزعيم الحوثيين أعطى مؤشرات إلى ارتعاده من نهاية سيطرته على بعض المواقع اليمنية، لأن طلبه بعمليات انتحارية في اللغة العسكرية يعني اعترافاً بعدم قدرة قواته على المواجهة المباشرة، ما يعني قرب انتهاء معركة الساحل الغربي ومعركة الحديدة التي تعد هي آخر المدن الكبيرة التي يسيطر عليها الحوثيون.

وأضاف الزهراني أن عميل إيران في اليمن عبد الملك الحوثي قال كلاماً يفهمه العسكريون أكثر من غيرهم، عندما أشار إلى صعوبة المعركة، وناشد أنصاره، على قلتهم، الانخراط في القتال، على اعتبار أن معركة الساحل الغربي، على حد تعبيره، «تتطلب تحشيداً من كل المحافظات اليمنية، وليس من الحديدة وحدها».

وأوضح الزهراني أن الحوثي يعلم أن تحرير الحديدة يعني حرمان ميليشياته من إمدادات الأسلحة الإيرانية، ومن العوائد الاقتصادية للميناء التي تقدّر بآلاف الدولارات، على اعتبار أنهم يحصلون من كل سفينة ترسو على رسم يقدر بنحو 100 دولار، كما يعني حرمانهم من الإتاوات التي تفرضها على جميع التجار، وحتى المنظمات، فالحديدة، التي يطالب الحوثي بضرورة التمسك بها، تمثل البقرة الحلوب لميليشياته الإرهابية.

خطاب مرتبك

وفي السياق ذاته، اعتبر المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي د. حسين بن فهد الأهدل خطاب العميل الإيراني عبد الملك الحوثي خطاباً مرتبكاً، يحمل في طياته معاني الهزيمة وطعمها المر، مشيراً إلى أنه ربما ارتدى عمامة لأول مرة لتشتيت الانتباه إلى انهزاميته، بخسائره الفادحة في الساحل الغربي، ومقتل أحد كبار قادته الذي عيّنه محافظاً لعمران قبل أن يُقتل في معارك الحديدة. وقال الأهدل إن عبد الملك الحوثي عندما قال في خطابه المرتبك إنه «مهما حققوا من اختراقات في الساحل الغربي، فهذا لا يعني نهاية المعركة، فميدان الساحل الغربي واسع»، فإن ذلك يعني اعترافاً صريحاً بالاختراقات التي حققتها قوات الشرعية اليمنية، بدعم وإسناد من التحالف العربي.

اعتراف صريح

أما الباحث والمحلل السياسي فهد بن عبد الرحمن الشمري، فقد أشار إلى أن زعيم ميليشيا الحوثي عندما أكد، في خطابه، «أهمية التماسك أمام أي اختراق والسعي لاحتواء الاختراقات»، يعترف بوضوح بالانتصارات التي سماها «اختراقات» في الساحل الغربي، مشيراً إلى أن استعادة قوات الجيش اليمني المدعومة من التحالف أخيراً لمواقع عدة غربي محافظة الجوف الحدودية مع السعودية من قبضة الحوثيين، تطيح آمالهم بالتحشيد الذي دعا إليه زعيمهم للقتال في الساحل الغربي.

Email