غارات جوية وقصف مدفعي على قرى قرب الجولان

النظام يهاجم القنيطرة والمعارضة تغادر درعا

مسلحو المعارضة يتأهبون لمغادرة درعا ـــ أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

وسّعت قوات النظام السوري هجومها في جنوب غربي البلاد ليشمل محافظة القنيطرة، ونفذت طائرات ما لا يقل عن 28 غارة على بلدات تقع بالقرب من الجولان المحتل، سبقها قصف مدفعي كثيف، في وقت بدأ فيه مسلحو المعارضة مغادرة محافظة درعا، باتجاه شمالي البلاد، بموجب اتفاق بين الجانبين.

وشن النظام حملة قصف مكثف على محافظة القنيطرة في جنوبي سوريا، حيث سيطرت على أولى البلدات في ريف المحافظة الاستراتيجية القريبة من الجولان المحتل، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن «قوات النظام والمسلحين الموالين لها بدأوا بتنفيذ هجوم عنيف على منطقة ريف القنيطرة، حيث تدور اشتباكات عنيفة مع الفصائل في المنطقة».

قصف مدفعي

وأضاف أن المنطقة «استُهدفت بأكثر من 800 قذيفة مدفعية وصاروخية، وعلم المرصد السوري أن قوات النظام تمكنت من التقدم والسيطرة على بلدة مسحرة، الواقعة في القطاع الأوسط من ريف القنيطرة، فيما لم ترد معلومات عن الخسائر البشرية حتى اللحظة». وقال إن القصف طال كذلك بلدات في محافظة درعا المجاورة للقنيطرة. وبدأت الفصائل المعارضة في مدينة درعا، السبت الماضي، تسليم سلاحها الثقيل للجيش السوري ما يمهّد لاستعادته السيطرة على كامل المدينة بموجب اتفاق أبرم مع روسيا.

وما زال المعارضون يسيطرون على قطاع يمتد في محافظتي درعا والقنيطرة، ويسيطر مسلحون على صلة بتنظيم «داعش» الإرهابي كذلك على جيب في المنطقة الواقعة على الحدود مع الأردن. ويستعد، في الوقت نفسه، بضع مئات من مسلحي المعارضة السورية لمغادرة مدينة درعا، مهد الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد، لنقلهم في حافلات إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة في الشمال بموجب اتفاق استسلام أبرم، الأسبوع الماضي. وقال المرصد إن طائرات مقاتلة يعتقد أنها روسية قصفت قرية في محافظة القنيطرة، في أول غارة جوية من نوعها منذ نحو عام، وأضاف أن القوات سيطرت على قرية مسحرة الواقعة على بعد 11 كيلومتراً من حدود الجولان، بعد قصف عنيف، وتحاول الآن السيطرة على أراضٍ جنوبي القرية بالقصف والغارات الجوية.

خط فاصل

وتقع أعمال العنف على مسافة 4 كيلومترات من الخط الذي يوضح بداية منطقة قوة الأمم المتحدة، لمراقبة فضّ الاشتباك، وهي منطقة تراقبها قوة الأمم المتحدة منذ عام 1974، في أعقاب حرب 1973. وأوضح المرصد أن القوات الحكومية قصفت أيضاً بلدة الحارة التي تسيطر عليها المعارضة في محافظة درعا المجاورة. وفي الأثناء يغادر المقاتلون حيّ درعا البلد في مدينة درعا، التي ظلت تحت سيطرة المعارضة المسلحة لسنوات، إلى أن جرى التوصل إلى اتفاق استسلام الأسبوع الماضي. وسيسلم المقاتلون بموجب الاتفاق أسلحتهم، وسيتم نقل من لا يريد البقاء منهم تحت حكم الدولة إلى خارج المنطقة.

وقال أبوبيان، وهو قائد عسكري في المعارضة، إن أغلب المقاتلين في درعا قرروا البقاء بدلاً من مواجهة مصير غامض في الشمال، الذي تسيطر عليه المعارضة، على أمل أن تفي روسيا بوعودها الخاصة، بحمايتهم من أي عمليات انتقامية من السلطات السورية.

إغاثة درعا

إلى ذلك استقبل الرئيس السوري بشار الأسد، حسين جابري أنصاري، كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية والوفد المرافق له. وأكد الأسد والمسؤول الإيراني، على أن «القضاء على الإرهاب في معظم الأراضي السورية حقق الأرضية الأنسب للتوصل إلى نتائج على المستوى السياسي تنهي الحرب». وبالتزامن وصلت 16 شاحنة تحمل ثلاثة آلاف عبوة غذائية إلى بلدتي نصيب وأم المياذن في محافظة درعا قرب معبر حدودي مع الأردن.

 

Email