السلطات ترفع حالة الاستنفار الأمني والعبادي يتوعد «المندسين»

قتيلان في الاحتجاجات المتواصلة جنوبي العراق

اعتصام متواصل أمام ميناء أم قصر في جنوب البصرة | أ ف ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتخذت الاحتجاجات المتواصلة في جنوبي العراق، منحى تصعيدياً خطيراً، بعدما قتل شخصان بإطلاق نار عشوائي في مدينة العمارة، وسط محافظة ميسان الجنوبية، بعدما امتد الغضب الشعبي في البصرة إلى إلى محافظات مجاورة، بينما رفعت السلطات حالة الاستنفار الأمني، وتوعدت بإجراءات رادعة ضد من وصفتهم بالمندسين.

وتجمع العشرات في تظاهرات متفرقة صباح أمس، بالقرب من حقلي غرب القرنة في شمالي مدينة البصرة، إضافة إلى اعتصام متواصل أمام ميناء أم قصر في جنوبي المدينة، وأمام مبنى المحافظة في وسط المدينة.

وقالت مصادر أمنية محلية، إن عشرات المحتجين تظاهروا، في معبر سفوان الحدودي مع الكويت، وفي مدخل حقل مجنون النفطي، وهو أحد أكبر الحقول في البلاد، ويقع على بعد 40 كيلومتراً شمالي البصرة، لكنهم أشاروا إلى أن المحتجين لم يدخلوا المنشأة.

اليوم السابع

وتتواصل التظاهرات في البصرة لليوم السابع على التوالي، احتجاجاً على البطالة ونقص الخدمات.

وارتفع عدد قتلى التظاهرات إلى ثلاثة، بعدما توفي متظاهران أمس متأثرين بجروحهما «نتيجة إطلاق نار عشوائي في مدينة العمارة»، وسط محافظة ميسان الجنوبية، وفق ما أفاد الناطق باسم دائرة صحة المحافظة، أحمد الكناني. ولم يعرف مصدر إطلاق النار.

وخرجت تظاهرات أمام مقار الأحزاب في ميسان، وأقدم متظاهرون على إضرام النيران في بعضها، منها مقر حزب «الدعوة»، الذي ينتمي إليه العبادي.

هدوء في النجف

وعاد الوضع إلى طبيعته في مطار النجف، أمس، بعدما اقتحم أول من أمس متظاهرون غاضبون المطار. وأقدم محتجون آخرون على إحراق مكاتب لبعض الأحزاب، ما أدى الى فرض حظر التجوال مجددا، فيما ساد الهدوء في مدينة الناصرية في محافظة ذي قار، أمس، بعد ليلة شهدت توتراً أسفر عن إصابة متظاهرين وأفراد من قوات الأمن بجروح، وفق مصدر طبي.

وخرجت تظاهرة بعد منتصف الليل في منطقة الشعلة في شمالي العاصمة بغداد، وسط إجراءات أمنية مشددة. وسرت شائعات كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، عن دعوات مجهولة المصدر، إلى التظاهر بكثافة في العاصمة أمس، في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين، حيث مقار الوزارات والسفارات. لكن لم يخرج أي احد، فيما أفاد مصدر أمني بخروج تظاهرات جديدة في قضاءي الحمزة الغربي، والقاسم، في محافظة بابل، وأضاف المصدر، أن «متظاهرين قطعوا جسر الهنود وشارع الإمام علي في مدينة الحلة مركز محافظة بابل».

حالة تأهب

وتم وضع قوات الأمن في حالة التأهب، بناء على توجيه أصدره رئيس الوزراء، والقائد العام للقوات المسلحة، بعدما ناقش المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي، في اجتماع طارئ ترأسه العبادي، تداعيات الاحتجاجات في بعض المناطق العراقية، لا سيما جنوبي البلاد.

وأكد المجلس أنه سيتم «اتخاد كافة الإجراءات الرادعة بحق هؤلاء المندسين، وملاحقتهم وفق القانون»، مضيفاً أن «الإساءة للقوات الأمنية، تعد إساءة بحق البلد وسيادته».

تحذير

نصحت وزارة الخارجية التركية، أمس مواطنيها في العراق بالابتعاد عن المناطق التي تشهد احتجاجات. وقالت الوزارة، عبر بيان: «نتابع عن كثب المظاهرات الشعبية التي بدأت في محافظة البصرة (جنوب)، احتجاجاً على الظروف المعيشية، ثم امتدت إلى محافظات ميسان وذي قار والنجف وكربلاء (جنوب) وبغداد (بغداد)».

وأضافت: «نرى أنه من المفيد أن يبتعد مواطنونا الذين يعيشون في تلك المحافظات عن مناطق الاحتجاجات، ومتابعة البيانات والتحذيرات التي تصدرها وزارتنا وسفارتنا في بغداد بشأن الوضع الأمني». أنقرة - وكالات

انقطاع

انقطعت خدمة الإنترنت أمس في أغلب المحافظات الوسطى والجنوبية من البلاد، عدا إقليم كردستان، على خلفية الاحتجاجات والتظاهرات المطالبة بتوفير الخدمات وإيجاد فرص عمل. وقالت مصادر محلية «تم قطع خدمة الإنترنت في أغلب المحافظات الوسطى والجنوبية بما فيها معظم أنحاء العاصمة بغداد، وذلك نتيجة تداول مقاطع فيديو للتظاهرات ووجود صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي داعمة للتظاهرات». وتشهد محافظات متفرقة في البلاد تظاهرات احتجاجية على الأوضاع الخدمية، وكذلك على ارتفاع نسب البطالة والنقص الحاصل في الخدمات، وتأتي موجة الاحتجاجات هذه فيما ينتظر الشارع العراقي انتهاء عملية إعادة الفرز اليدوي النسبي لأصوات الانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد في 12 مايو.

عملية

أعلن العراق عن بدء قيادة عمليات الجزيرة بعملية تفتيش لمناطق شمال نهر الفرات. وشرعت القوات الأمنية ضمن قيادة عمليات الجزيرة بعملية لتفتيش مناطق شمال نهر الفرات الممتدة من طريق حديثة - بيجي ولغاية الحدود الدولية باتجاه الحدود الفاصلة مع قيادتي عمليات نينوى وصلاح الدين، وأكدت مصادر أن «العملية أطلق عليها اسم أسود الجزيرة». يذكر أن القوات الأمنية تقوم بين فترة وأخرى بعمليات تفتيش في المناطق التي كانت خاضعة تحت سيطرة «داعش»، حيث تتمكن من اعتقال عناصر في التنظيم وضبط أسلحة ومعدات تفجير بحوزتهم. بغداد - وكالات

إفراج

أفاد مصدر مطلع في ذي قار، أمس، أن القوات الأمنية أفرجت عن المتظاهرين الذين اعتقلوا أول من أمس في المحافظة. وقال المصدر: إن «القوات الأمنية افرجت أمس عن المتظاهرين المعتقلين بسبب أعمال الشغب التي اندلعت قرب منزل محافظ ذي قار، بعد منعهم من الدخول». يذكر ان القوات الأمنية في ذي قار اعتقلت العشرات من المتظاهرين أول من أمس، الذين حاولوا اقتحام منزل المحافظ خلال التظاهرة التي شهدتها المحافظة للمطالبة بتوفير الخدمات وفرص العمل. بغداد-وكالات

Email