قصة خبرية

محمود صوالحي.. قبر طفولة برصاص الاحتلال

مراسل البيان خلال زيارته الطفل صوالحي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن الطفل محمود صوالحي «11» عاماً، يدرك أنّ سلوك والده طريقاً بالخطأ، سيكلفه إصابة بالغة وخطيرة، كادت أن تودي بحياته!!. اصطحب الأب أشرف صوالحي، أبناءه للاعتصام السلمي في خيام العودةعلى الحدود مع بلدة خزاعة قرب خانيونس بقطاع غزة، حيث ساقه القدر لطريق خاطئ، ووجد نفسه وأطفاله وجهاً لوجه مع قوات الاحتلال والتي عاجلتهم بوابل من الرصاص، أصاب الوالد والطفل محمود، الذي انتشر خبر استشهاده، بينما كان على قيد الحياة. أصيب محمود برصاصة في الكتف على يد قناص من مسافة قريبة، اخترقت عينه وخرجت من رأسه، لينجو بأعجوبة من موت محقق، لكن، ووفق الأطباء في المستشفى الاستشاري برام الله، فإن حالته لن تكون سهلة، إذ سيحتاج إلى عين زجاجية مستقبلاً.

وتروي أم محمود لـ «البيان»، أنها علمت في بادئ الأمر باستشهاد ابنها، إذ أخبرها الجيران الذين شاهدوا محمود وهو يسبح في دمائه، وعندما تمّ نقله للمستشفى الاستشاري، لم تتمكن من مرافقته.

ضغوط

وتمضي أم محمود إلى القول، إنّ مجموعة من نشطاء حقوق الإنسان، وآخرين دبلوماسيين، مارسوا ضغوطاً على الاحتلال، حتى رضخ أخيراً واستجاب لطلبهم بإصدار تصريح يسمح لها بالتوجه إلى رام الله، كي تكون إلى جانب محمود، وتم ذلك بعد 20 يوماً، موضحة أن بعض أبناء العائلة في رام الله، تولوا الاعتناء به ومرافقته، قبل أن تتمكن من الوصول إلى هناك.

وتردف أم محمود: «اكتشف زوجي أنه سلك وأبنائي طريقاً خاطئاً لدى وصوله إلى السياج الحدودي قرب بلدة خزاعة، ووجد قناصة الاحتلال يطلقون النار عليهم، لم يكونوا يطلقون طلقات تحذيرية، كانوا يستهدفونهم بشكل مباشر، وكانوا يرون أن محمود مجرد طفل، عندما صوبوا نيرانهم تجاهه».

معجزة

وتطلق أم محمود تنهيدة حارة قبل أن تقول: «في اليوم الأول لوصولي المستشفى ودخولي غرفة محمود، كان مجرد جسم على السرير، لم يكن يتحرك، لكني أودعته لله، ودعوت له بالشفاء، وما أراه اليوم معجزة إلهية، كانت إصابة زوجي ما بين متوسط وطفيفة، أما محمود، فقد توقف قلبه عن العمل مرتين، حيث أطلق قناص إسرائيلي رصاصة على عينه، ما أدى إلى كسر جمجمته فوق العين، والآن، ليس لديه أي عظم مكان الإصابة، وبعد الفحص أبدى الأطباء استغرابهم من كون محمود ما زال على قيد الحياة»!!.

وتختم أم محمود: «لم يدرك زوجي أن محمود أصيب، ولم يعرف بذلك إلا بعد أن صرخ الناس فحمل محمود، وكان يظن أنه لفظ أنفاسه».

Email