خبراء وسياسيون مصريون لـ«البيان»:

قطر سبّاقة في نقض التعهدات.. وسياسة الاستجداء «تكنيك بائس»

ت + ت - الحجم الطبيعي

عن أي قوانين واتفاقيات تتحدث قطر؟ ما الالتزامات والتعهدات التي تدّعي أنها حافظت عليها؟ أي عهود لم تنقضها بعد؟

أسئلة تطرح نفسها في ظل محاولات النظام القطري البائسة لادّعاء مثالية زائفة يزعم من خلالها تمسكه بالعهود المُبرمة بين الدول العربية، على رغم تاريخ دوحة الإرهاب الأسود في حنث التعهدات وإدارة الظهر لمصلحة الأمة العربية، بموالاة ودعم الإرهاب والاحتماء بدول تحيك المؤامرات للمنطقة، بحثاً عن زعامة زائفة على جثث الأبرياء وعلى استقرار وأمن المنطقة.

ليس أدل من ذلك حنث النظام القطري بتعهداته أمام مجلس التعاون الخليجي في 2013 و2014، وأهم بنودها الممثلة في وقف دعم التنظيمات الإرهابية وفي القلب منها تنظيم الإخوان الإرهابي.

فضلاً عن عدم إيواء أي من العناصر الإرهابية، وكذا الالتزام بالتوجه السياسي الخارجي العام لمجلس التعاون الخليجي، غير أن الدوحة وكعادتها- أبت إلا أن تكون خنجراً مسموماً في ظهر الأمة العربية، وراحت تخالف تلك التعهدات، بينما يخرج رئيس وزراء قطر السابق وأحد قطبي تنظيم الحمدين حمد بن جاسم بن جبر، مدعياً الفضيلة ومرتدياً ثياب الواعظ الداعي للالتزام بالتعهدات.

خارج العباءة

خرجت قطر من العباءة العربية، وفق تعبير عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب المفكر السياسي المصري الدكتور عبدالمنعم سعيد الذي قال في تصريحات خاصة لـ«البيان» من العاصمة المصرية القاهرة، إن خروج قطر من العباءة العربية جعلها معزولة بين الدول العربية لا تجد من يساندها.

ومن ثمّ تسعى جاهدة إلى محاولة الخروج من عزلتها تلك من خلال العديد من الخطوات، من بينها اللجوء إلى منظمات دولية وغير ذلك، وكذا مواصلتها الهجوم على الرباعي، وهو «تكنيك بائس» لن تجني منه قطر شيئاً.

خطاب المظلومية الذي يسعى النظام القطري لتعميمه بتقديم نفسه على أنه الطرف الضحية وأنه يتعرض لممارسات جائرة وقرارات خارجة عما يكفله القانون الدولي من حقوق للدول للدفاع عن أمنها ومصالحها، مردود عليه بالأدلة الدامغة التي قدّمتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.

والتي كشفت بما لا يدع مجالاً للشك عن السياسات القطرية العدائية إزاء الدول العربية، وقد حصلت قطر على الفرصة في 2013 و2014 لتصحيح المسار والعودة إلى الحضن العربي والخليجي، إلا أنها وكعادتها آثرت السير في الطريق المعاكس.

ونقضت تعهداتها، ثم سعت عبر أذرعها الإعلامية وشبكة المنظمات المرتبطة بها إلى تصوير نفسها أنها الطرف المظلوم، وتهاجم الأطراف الأخرى وتنشر الشائعات بشأنها.

الطرف المستفيد

الخطاب القطري ومحاولات "تنظيم الحمدين" ارتداء ثوب الفضيلة لن تنطلي على المجتمع الدولي الذي بات يدرك تماماً –بعد الأدلة التي قدّمتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، والتي فضحت ممارسات قطر - حقيقة دعم قطر للإرهاب.

وبحسب مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور سعد الزنط، فإنه في المقابل هنالك بعض الأطراف الدولية –على رغم إدراك المجتمع الدولي لحقيقة دعم ومساندة قطر للإرهاب - لاتزال تدعم قطر باعتبارها أطرافاً مستفيدة من الأزمة وتحقق مكاسب خاصة من استمرارها، من بين تلك الدول تركيا وإيران.

ويشير الزنط في تصريحات لـ«البيان»، إلى أنه أمام ذلك الموقف الذي تعيشه قطر فليس أمامها سوى الاستجابة لمطالب الدول الأربع إن أرادت الخروج من الأزمة، باعتبارها الطرف الذي يواجه مشاكل عدة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وعلى الدوحة تغيير سياساتها.

خنجر مسموم

وتتحدث الدوحة الآن عن الاتفاقات والقوانين والتعهدات المبرمة بين الدول العربية والتي نقضتها هي نفسها، في حين أنها «ممولة وحاضنة للإرهاب»، بحسب ما يؤكده مؤسس المخابرات القطرية اللواء محمود منصور، والذي أشار في تصريحات لـ«البيان» إلى أن نظام قطر باع عروبته وأدار الظهر إلى مصلحة الأمة العربية لصالح أحلامه وطموحاته الخاصة وعلاقاته مع الدول الداعمة للإرهاب.

ويلفت منصور إلى أن قطر هي خنجر مسموم في ظهر المنطقة، من خلال دعمها ومساندتها للإرهاب، وحتى الإعلام الإرهابي الذي تسيره لخدمتها وخدمة التنظيمات والعناصر الإرهابية.مديرة ومؤسسة المركز المصري لدراسات الديمقراطية الحرة الناشطة الحقوقية داليا زيادة، تقول إن قطر التي تمثل سياساتها تهديداً لمصالح الدول العربية تزعم أنها تتعرض لانتهاكات.

وهو خطاب يعكس ازدواجية النظام القطري وحيله المختلفة من أجل الهروب من وطأة آثار المقاطعة ومن أجل الدفاع عن نفسه، وهو أيضاً في ذلك الصدد يقوم بمحاولة جر الرباعي العربي إلى الساحة الدولية، من خلال تقديم شكاوى لمنظمات دولية، استمراراً لمحاولات استفزاز الدول الداعية لمكافحة الإرهاب. وتعتقد زيادة أن الدوحة استنزفت أوراقها كافة ولم يعد أمامها سوى تلك المحاولات البائسة.

 

Email