سهيل الخرباش قاده شوقه لأطفاله إلى زنازين الحوثي

ت + ت - الحجم الطبيعي

بين 25 يونيو 2017 و28 يونيو الماضي عام من المعاناة للمواطن اليمني سهيل الخرباش. تاريخان عاديان، لكن ما بينهما مبتدأ الألم ومفتتح الأمل للمعتقل الناطق باسم جبهة الأعروق للمقاومة، الخارج في صفقة تبادل للأسرى قبل أيام، من أقبية الحوثيين بعد فترة اعتقال أكثر من عام.

حمله الشوق للعائلة والأولاد بعد انقطاع عامين عنهم ليغامر بزيارة صنعاء، لكن أحد الوشاة قام بالإبلاغ عنه للحوثيين ليتم اختطافه وإخفاؤه وتغييبه في زنازين الميليشيا.

تم أخذ الخرباش إلى سجن الحميري، ليقضي فيه خمسة أيام وهناك تم التحقيق الأولي، ثم جرى نقله لسجن البحث الجنائي ليستأنف معه التحقيق من جديد في ظل استخدام أساليب التعذيب الجسدي والإرهاب النفسي، من ضمنها التهديد بإخفاء أبنائه، لمدة خمس ساعات يومياً، والإرغام في نهايته على توقيع المحاضر وهو معصوب العينين.

ولأكثر من شهرين ونصف، تم سجن الخرباش في زنزانة انفرادية لا تعرف الشمس دون السماح له بالاتصال بأهله، ليتم نقله في منتصف أغسطس الماضي إلى السجن المركزي.

طوال فترة اعتقال وإخفاء الخرباش في سجن البحث الجنائي ظلت عائلته تطوف السجون. وحتى عندما وصلت لسجن البحث الجنائي للسؤال عنه تم إنكار وجوده.

وفي السجن المركزي تبرز الغرابة الحوثية ممثلة بالطلب والمساومة مع الخرباش: «أعطنا أسماء خمسة أسرى لدى الجيش الوطني بتعز لنفرج عنك مقابلهم»!

قضية التبادل

يقول سهيل الخرباش: «قلت لهم أنا معتقل ولست أسيراً من جبهة حرب، ويستحيل أن يتم تبادلي مع أسراكم».

إزاء ذلك تم تهديد الخرباش بنقله إلى معتقل الأمن القومي إذا لم يبحث لهم عن أسرى بدلاً عنه، ورغماً عن ذلك استمر الرفض ليقضي فترة ستة أشهر أخرى رهن الاعتقال.

ولكن «ما باليد حيلة» مضطراً بدأ سهيل بالتواصل مع أصدقائه وبعض قيادات الجيش الوطني في تعز وقيادات مقاومة من جنوب اليمن، وهو ما لقي تجاوباً من قيادات المنطقة العسكرية الرابعة كي تشمله صفقة التبادل، ولمدة ثلاثة أشهر استمرت مفاوضات صفقة التبادل. وفي كل مرة باللحظات الأخيرة لتنفيذ الاتفاق كانت الميليشيا تنقضه ليعاد التفاوض من جديد.

أخيراً، خرج سهيل بعد أن مارس الحوثي كافة صنوف التعذيب الجسدي والإرهاب النفسي، لكن غير الخرباش لا يزال الآلاف مغيبون في سجون الحوثي لا يعلم أحد عنهم شيئاً.

Email