قطر تحمي مشاريعها باتفاقية مع إسرائيل وتتجاهل أرواح مليوني فلسطيني

سفير «الحمدين» يرسم ملامح عدوان على غزّة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال قطر تلعب دوراً تخريبياً واضحاً في القضيّة الفلسطينية، بعد أن تجاهلت أرواح مليوني فلسطيني في قطاع غزّة بعد اتفقها مع إسرائيل على ألّا تكون مشاريعها هدفاً للطائرات.

واعلانها حن وساطتها بين حركة حماس وإسرائيل بعلم الأميركيين بزعم الأوضاع الانسانية في القطاع لتمرير صفقة القرن ما استفزّ الفلسطينيين، فيما حذّرت حركة فتح، من استغلال الوضع الإنساني من قبل قطر في قطاع غزة لتمرير هذه الصفقة.

واستفز السفير القطري، محمد العمادي، سكان قطاع غزة، بعد تصريحاته لوكالة أنباء صينية عن تدخلاته في الشأن السياسي الفلسطيني، بوصفه عراباً عن إسرائيل وأميركا، في محاولة وقف أي تدهور للأوضاع الأمنية في قطاع غزة. وقال العمادي في تصريحه المستفز، إنّه جلس مع «حماس» والطرف الإسرائيلي، وكلاهما ليسا معنياً بشن حرب.

إلا أنّه اتفق مع «حماس» والإسرائيليين أنّه، في حال نشوب حرب، لا تستهدف إسرائيل المشاريع القطرية، وألّا تكون هذه المشاريع هدفاً للطائرات، متجاهلاً حياة أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون داخل القطاع، ليتحدث عن مشاريع وحجارة ومبانٍ. وأثارت تصريحات العمادي استياء قيادات الشعب الفلسطيني بعد إعلان وجوده في غزة، عراباً ومندوباً عن أميركا وإسرائيل، في وساطته مع «حماس».
رفض
وبدا موقف الرئاسة الفلسطينية واضحاً للعيان في الرفض القاطع لكل بنود صفقة القرن، التي تتبنّاها قطر، وما يترتب عليها، إذ أكّد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أن أي خطة مصيرها الفشل ما دامت لا تحظى بالقبول الفلسطيني.

ولا تتوافق مع قرارات الشرعية الدولية، مضيفاً: «صنع السلام لا يحتاج صفقات أو طرح أفكار، بل إرادة حقيقية مؤمنة بالسلام، كطريق لإنهاء الصراع، ويتمثل بقيام دولة فلسطينية مستقلة، والقدس الشرقية عاصمتها، القدس هي البداية والنهاية لأي مشروع سلام». وحذّرت حركة فتح، أمس، من استغلال الوضع الإنساني في قطاع غزة لتمرير صفقة القرن.

وقال الناطق باسم فتح في غزة عاطف أبو سيف، إن قضية الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده هي قضية تحرر وعودة واستقلال، مضيفاً أنّ الانتقاص من هذه القضية عبر تحويلها إلى قضية إنسانية هنا أو هناك، ليس إلا انجراراً وراء رؤية دولة الاحتلال للصراع وقبول بمنطق سلطاتها من أن الحل الاقتصادي المرفوض وطنياً هو أساس الحل مع الفلسطينيين.

وأعرب عن القلق من تقارير تتحدث عن مباحثات بين حماس من جهة، وإسرائيل والإدارة الأميركية من جهة أخرى، حول الأوضاع الإنسانية في القطاع.

واعتبر أبو سيف أنّ مثل هذه المحادثات تمثّل خروجاً عن الصف الوطني الفلسطيني، في اللحظة التي تتكاتف فيها الجهود وتتعاظم من أجل إفشال صفقة القرن، التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، محذّراً من أن أي حوارات ومفاوضات حول الوضع الإنساني في قطاع غزة، ليست إلا تخاذلاً يسهم في تمرير المخطط الأميركي.
تآمر قطري
وفي سياق الرفض لجملة البنود التي تطرحها الصفقة، قال القيادي في حركة فتح، محمد أبو جاسر، في تصريحات لـ «البيان»:

«هذه الصفقة لن تمر، ما دام هناك فلسطيني واحد يرفضها، لن ننخدع بجملة التسهيلات الإنسانية والصفقات الفرعية التي تطرحها قطر برعاية إسرائيلية، وهذه التسهيلات تمهيد للقبول بصفقة القرن، التي باتت تعرف بصفقة غزة أيضاً، من خلال إنشاء حكم ذاتي فيها، مع إعطاء القدس للإسرائيليين، هذه الأفكار من شأنها القضاء على هوية ووجود الشعب الفلسطيني وإرثه الوطني والسياسي.

فجملة التسهيلات الإنسانية التي تروج لها قطر، باعتبار غزة سجناً يكتظ بالمآسي، كان وما زال من الممكن تخليص القطاع من ذلك، عبر تسليم حماس قطاع غزة بالكامل للسلطة الفلسطينية، وإجراء انتخابات تشريعية تهيئ لمرحلة جديدة للحالة الفلسطينية في إطار قانوني، دون أن ننخدع بتسهيلات، ربما تقود قضيتنا للهاوية».


وأخرجت تصريحات العمادي، القيادي في حزب الشعب وليد العوض، عن صمته، إذ تساءل: «ألا توجد وسيلة لوقف عبث المندوب السامي القطري محمد العمادي، الذي يرسم حدود عدوان لاحق على غزة، بالحفاظ على مشاريعه، ويلوح لصفقة مع إسرائيل؟». وأكّد العوض أنّ العمادي تجاوز كل الحدود في تصريحاته، وأنّ الأوان قد آن ليسمع جملة واحدة، أنّه شخص غير مرغوب فيه، وأضاف في تصريحات لـ «البيان»:

«تصريحات العمادي تحمل مخاطر كبيرة، ويحاول أن يعالج قضايا قطاع غزة من زاوية إنسانية، مستغلاً الأوضاع الصعبة في القطاع، على حساب الحل السياسي للموضوع الفلسطيني برمته، المتمثل بإقامة دولة فلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف، على كل الأراضي المحتلة».

وأشار إلى أنّ توقيت تصريحات العمادي جاء بعد فشل الإدارة الأميركية في تسويق صفقة القرن سياسياً، لا سيّما أنّ الموقف العربي واضح تجاه الصفقة، برفضها والتمسك بالمطلب الفلسطيني بدولة عاصمتها القدس الشريف.
مخاطر كبرى
وأضاف أنّ تصريحات العمادي تحمل مخاطر كبرى، بتجاوز الدول العربية والموقف الفلسطيني، والاتجاه لمعالجة قضايا قطاع غزة على حساب الحل السياسي، ورسم خطوط العدوان الجديد على قطاع غزة، ويحافظ على مشاريعه، ويطلق العنان للاحتلال بأن يمارس العدوان على الشعب الفلسطيني وفصائله، مردفاً:

«هذا أمر خطير، وهو يتجاوز الصلاحيات الممنوحة له بوصفه سفيراً، لتصل إلى تدخل في الشأن الداخلي، والقيام بدور العراب، بعد أن اصطدمت أميركا وإسرائيل بالموقف الفلسطيني الرافض صفقة القرن». في السياق، قال المحلل السياسي حسام الدجني، إنّه بات من الواضح أنّ السفير القطري محمد العمادي بات يتعامل مع غزة من منطق بعيد كل البعد عن اللباقة الدبلوماسية، وتجاوز كل الحدود والخطوط الحمراء، وكأنه اشترى البعض ببعض من المشاريع القطرية، استفادت قطر منهم أكثر ما استفادت غزة.
ذل ومهانة
أكّد المعارض القطري الشيخ سلطان بن سحيم، أنّ تنظيم الحمدين لا يستحق أن يحكم قطر وشعبها، مشيراً إلى احتفالهم بفوز رئيس أجنبي بالانتخابات في بلاده، في إشارة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وكتب سلطان بن سحيم في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «من يحتفلون بفوز رئيس أجنبي بالانتخابات وكأنه زعيمهم، لا يستحقون أن يحكموا شعبنا وبلادنا، أي ذلة ومهانة أكثر من هذه؟!».

Email