الأمم المتحدة تحذر من كارثة انسانية والجيش الأردني يدخل مساعدات إلى النازحين

شروط روسية تتسبّب بانهيار محادثات هدنة درعا

نازحون من درعا يفترشون الأرض بالقرب من مرتفعات الجولان ــ رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

حذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية في درعا التي فشلت مفاوضات لإقرار وقف إطلاق النار فيها بسبب شروط "مذلة" بحسب المعارضة في وقت أعلنت الحكومة الاردنية ان الجيش الاردني ادخل مساعدات انسانية الى النازحين في الداخل السوري وتحديدا في منطقة درعا جنوب سوريا، وبينما استعادت فصائل المعارضة عدة بلدات في الريف الجنوبي دخلت بلدات أخرى كانت خاضعة لسيطرتها تحت سيادة النظام فيما انهارت خطوط دفاع المقاتلين في مناطق من جنوب غرب البلاد تحت وطأة قصف مكثف تقول الأمم المتحدة إنه أجبر 160 ألفا على الفرار.

والتقى مقاتلون من المعارضة بمفاوضين روس أمس في محاولة للتوصل إلى سلام في محافظة درعا التي تقع فيها أغلب المناطق التي يسيطرون عليها في الجنوب الغربي لكنهم قالوا إن تلك المحادثات فشلت. وفي الأثناء تفاوضت مجموعات محلية في عدة بلدات يسيطر عليها الجيش في الأيام الماضية على اتفاقات استسلام بشكل مستقل عن غرف عمليات المعارضة الرئيسية بعد تعرض بلداتهم لغارات مكثفة.

معارك ضارية

وقال مقاتلون من المعارضة إن معارك ضارية ما زالت دائرة في المنطقة المحيطة بمدينة درعا قرب الحدود مع الأردن حيث يحاول الجيش السيطرة على قاعدة جوية غير مستخدمة فيما لا يزال الجزء الشمالي الغربي من محافظة درعا تحت سيطرة المعارضة.وقال المرصد إن الغارات الجوية اشتدت فيما تدفق نازحون إلى المناطق الحدودية التي لا يرجح استهدافها. وحذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية في المنطقة.

وذكر المرصد أن طائرات شنت موجة جديدة من الغارات على بصرى الشام والنعيمة ومناطق أخرى مما أدى إلى سقوط قتلى ومصابين وأضرار مادية. ويأتي هجوم الجيش في الجنوب الغربي بعد استسلام جيوب لمقاتلي المعارضة قرب حمص ودمشق، منها الغوطة الشرقية التي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها عقب هجوم اتبع أسلوب الأرض المحروقة وراح ضحيته أكثر من ألف مدني ودمر عددا من البلدات.

وقد يؤدي القتال في الجنوب الغربي لمزيد من التصعيد بسبب قرب المنطقة من إسرائيل التي استهدفت من قبل مقاتلين مدعومين من إيران يحاربون إلى جانب الأسد وتعهدت بإبقائهم بعيدا عن حدودها. ويركز هجوم القوات الحكومية حتى الآن على محافظة درعا التي تقع على الحدود مع الأردن ولا يشمل محافظة القنيطرة على الحدود مع مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.

انهيار محادثات

وعقد مفاوضون من المعارضة اجتماعات مع روسيا في محاولة للتوصل لاتفاق يشمل عودة محافظة درعا بأكملها لسيادة الحكومة لكن دون دخول الجيش أو الشرطة للمنطقة.لكن ناطقاً باسم المعارضة المسلحة قال إن المحادثات التي جرت في بصرى الشام انهارت أمس إذ رفض مقاتلو المعارضة شروط روسيا المطروحة. ويعكف الأردن الواقع على الحدود مع محافظة درعا على تسهيل المحادثات بين فصائل المعارضة وروسيا بشأن اتفاق يوقف العنف مقابل استعادة سيادة الدولة على المحافظة.

وقال إبراهيم الجباوي الناطق الرسمي باسم غرفة العمليات المركزية التي أسستها الجماعات الرئيسية التابعة للجيش السوري الحر في جنوب سوريا إن المفاوضين الروس طالبوا مقاتلي المعارضة بالقبول بشروط مثل تلك المتفق عليها في الغوطة الشرقية والتي تقضي بمغادرة المقاتلين مع أسرهم إلى أراض خاضعة للمعارضة في شمال غرب سوريا أو القبول بعودة سيادة الدولة.ولم يقبل مقاتلو المعارضة في الجنوب الغربي بذلك واقترحوا عودة مؤسسات الدولة المدنية في مناطق المعارضة ودخول الشرطة العسكرية الروسية وليس قوات الحكومة السورية.

إضاءة

جنوب غرب سوريا بأكمله جزء من «منطقة خفض التصعيد» التي اتفقت عليها روسيا والولايات المتحدة والأردن العام الماضي، ورغم تهديدات واشنطن بالرد على انتهاك هذا الاتفاق فإنها لم تبد إشارة على فعل ذلك واتهمها كبير مفاوضي المعارضة يوم الخميس بعقد «صفقة خبيثة» مع النظام حتى تلزم الصمت.

 

Email