إجماع على أنها حقوق لا تسقط بالتقادم.. والمؤتمر يستعرض أقدم الوثائق التي تثبتها

مؤتمر المنامة: مناطق في قطر جزء أصيل من البحرين

الجلسة الافتتاحية لمؤتمر «حكم آل خليفة في شبه جزيرة قطر: التاريخ والسيادة » في المنامة | بنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

أجمع مشاركون في مؤتمر «حكم آل خليفة في شبه جزيرة قطر: التاريخ والسيادة» على أن حق مملكة البحرين في مدينة الزبارة والعديد من المناطق بشبه جزيرة قطر لا يسقط بالتقادم، مشيرين إلى أن الشاهد على ذلك أن البحرين لم تتخلَّ يوماً عن الزبارة، بل كانت ضمن المطالب الرئيسة أمام محكمة العدل الدولية، باعتبارها والمناطق الأخرى تشكّل جزءاً أصيلاً من أراضي البحرين، وهي حقوق تاريخية وشرعية موثقة من كيان البحرين السيادي، معتبرين أن الحدود الجديدة رُسمت جبراً بقوة إسناد أجنبية، للاستحواذ على منابع الطاقة.

ولفت المشاركون إلى أن مملكة البحرين تعرضت لسلسلة متواصلة من الأطماع والمؤامرات، وتحمّلت الكثير من أجل النأي بمجلس التعاون الخليجي عن الخلافات، وشدد المشاركون في المؤتمر الذي انعقد أمس في المنامة، بمشاركة واسعة من الخبراء والقانونيين، على أن الجرائم التي ارتكبها آل ثاني في الزبارة لن تسقط، باعتبارها جرائم تهجير قسري، وتدخل ضمن الجرائم ضد الإنسانية.

وقال الدكتور الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة، رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»، إن حكم «آل خليفة» قد جسّد على مر العصور مثالاً للانفتاح والتعددية تحت راية التوحيد.

وأشار الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة، لدى مشاركته، أمس، بالعاصمة البحرينية المنامة، في فعاليات المؤتمر، إلى أن حكم آل خليفة في «الزبارة» وشبه جزيرة قطر قد أسهم في جعل هذه المنطقة حاضرة سياسية، ومركزاً تجارياً مزدهراً، وواجهة رئيسة في الخليج العربي.

جانب من جلسات المؤتمر

 

مبادرات فاعلة

ولفت رئيس مجلس أمناء «دراسات» إلى أن انعقاد المؤتمر يؤكد العزم المشترك على الاستثمار في المعرفة، وإثراء الجهود في صهر الأفكار لإنتاج رؤى خلاقة ومبادرات فاعلة، من أجل تعزيز رفعة وريادة مملكة البحرين، وسيادة الأمن والسلام في ربوع منطقتنا.

وقال: «إن المؤتمر يتناول حقبة زمنية مهمة من تاريخ منطقة الخليج العربي، وهي حكم آل خليفة وسيادتهم على شبه جزيرة قطر، منذ بداية إنشاء دولة آل خليفة في الزبارة عام 1762م، ويعتبر هذا العام نقطة تحول محورية في تاريخ المنطقة الحديث».

وأضاف، حسبما ذكرت وكالة أنباء البحرين، أن حكام آل خليفة نهضوا بكل أعمال السيادة في تلك المنطقة في إطار حكم رشيد، وقدموا نموذجاً في الإدارة وحماية التجارة، وتأمين الملاحة البحرية، إلى جانب استتباب الأمن.

رمز الوحدة

وتابع أن الزبارة تحت حكم آل خليفة، هي رمز للوحدة الأزلية بين شبه جزيرة قطر وجزر البحرين، وهي حقيقة أكدها الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البحرين، في الوقت الحاضر، بالقول: «نحن أعرف بشعب قطر، هم أهلنا وأصدقاؤنا، وهم شعبنا قبل حكم آل ثاني».

وأكد أن البحرين لم تتخلَّ يوماً عن الزبارة، وكانت ضمن المطالب الرئيسة أمام محكمة العدل الدولية، باعتبارها والمناطق الأخرى تشكّل جزءاً أصيلاً من أراضي مملكة البحرين، وهي حقوق تاريخية وشرعية موثقة من كيان البحرين السيادي، حيث رُسمت الحدود الجديدة جبراً بقوة إسناد أجنبية، للاستحواذ على منابع الطاقة، مشيراً إلى أن البحرين تعرضت لسلسلة متواصلة من الأطماع والمؤامرات، وتحمّلت الكثير من أجل النأي بمجلس التعاون الخليجي عن الخلافات.

وقال، حسبما ذكرت وكالة أنباء البحرين: «في المقابل، شكّل حكام آل ثاني على الدوام، عنواناً للتمرد والتآمر، ومصدراً للفتن والفرقة، لتحقيق أغراض السيطرة والتوسع، وبكل الوسائل غير المشروعة، ومنها اللجوء إلى القوة المسلحة الغاشمة والتهجير القسري، كما حدث في العدوان العسكري على إقليم الزبارة في عام 1937م، وتكرر في الديبل عام 1986م، وصولاً إلى التدخلات القطرية في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين عبر دعم جماعات الإرهاب».

وأضاف أن هناك العديد من الأضرار البالغة، تمثلت في شهداء الواجب الأبرار، وتأثر البنى التحتية، والنهب المنظم لثروات البحرين في أراضيها التاريخية، فضلاً عن معارضة حكام الدوحة للإصلاحات الرائدة والكبيرة في المملكة التي يقودها بحكمة واقتدار عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة. واستعرض رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة موجزاً عن نسب آل خليفة وارتحالهم.

تحالفات معروفة

وتابع: «التحالفات القبلية معروفة في شبه الجزيرة العربية منذ ما قبل الإسلام، ومن عشائر العتوب من ينتمي إلى قبيلة عنزة كآل خليفة والصباح والجلاهمة والفاضل، وهم ينتمون إلى جميلة بن وائل، ومنهم من ينتمي إلى قبيلتي تميم وسُليم كآل بن علي، وكانت عزوتهم واحدة، وهي أولاد سالم، وظلت كذلك إلى أن سكنوا الكويت، فزالت هذه العزوة أو الشهرة، وصار كل منهم من يلقب باسم عشيرته».

وذكرت وكالة أنباء البحرين «بنا» أن الوثائق والمصادر تؤكد تسلسل نسب آل خليفة في القرن الثامن عشر الميلادي/‏الثاني عشر الهجري الذي يعود إلى خليفة الكبير، وهو الشيخ خليفة بن محمد بن فيصل العتبي المؤسس لهذه العشيرة في الهدار بالأفلاج في جنوب شرقي نجد بشبه الجزيرة العربية، وهذا النسب لشيخ بني عتبة من آل خليفة هو الذي تواتر عند المؤرخين بعد ذلك، سواء عن شيوخهم وشخصياتهم في الكويت أو في الزبارة والبحرين، سواء في المصادر العربية، أو في المصادر الأجنبية، مما لا يدع مجالاً للشك في أنَّ لقب العتبي هو الأساس الذي كانوا يرجعون إليه.

نشأة الزبارة

من جانبه، قال الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي، إن اشتهار شبه جزيرة قطر جاء مقترناً بازدهار الزبارة كمدينة علمية تجارية إبان عهد آل خليفة وحكمهم في قطر.

واستعرض الشيخ خالد بن خليفة، لدى مشاركته في المؤتمر، عدداً من الخرائط والوثائق التاريخية التي تثبت حكم آل خليفة في شبه جزيرة قطر.

وفي ورقته المعنونة بـ«تأسيس الدولة: نشأة الزبارة وتوسع الدولة لتشمل فتح البحرين»، التي قدمها في المؤتمر، استعرض الشيخ خالد بن خليفة مخطوطة تثبت نشأة الزبارة في عهد الشيخ خليفة بن محمد آل خليفة، إضافة إلى عدد من العلماء والأدباء الذين استقروا في الزبارة، مبيناً فيها انتماءاتهم العقائدية والمناطقية وتنوع معارفهم ومهاراتهم.

وأكد الدكتور خالد بن خليفة أن سياسات آل خليفة في الزبارة اعتمدت بشكل رئيس على الانفتاح والتسامح المذهبي والقبول والتعددية. وناقش المؤتمر عدداً من أوراق العمل التي استعرضت تاريخ مملكة البحرين وفترة سيادتها الزبارة، وعدداً من المناطق في شبه جزيرة قطر.

عدوان

قدم المستشار في مركز البحرين للدارسات استراتيجية والدولية والطاقة محمد الهاجري ورقة تحت عنوان (قراءة في العدوان العسكري على الديبل) تناول فيها أحداث ووقائع العدوان القطري على ضحال الديبل عام 1986م، وهي من الوقائع التي تكشف سلوك النظام القطري تجاه جيرانه، ورغبته المستمرة في انتهاج سلوكيات وممارسات لا تؤدي إلا إلى النزاع والفرقة.

Email