تقارير «البيان»

ألغام الحوثيين في الساحل الغربي تفتك بالسكان وتحاصرهم في منازلهم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تضاعفت معاناة المواطنين اليمنيين في بعض مناطق الساحل الغربي التي لا تزال ميليشيا الحوثي تسيطر عليها، وأجبرت الميليشيا السكان على التزام منازلهم وحرمتهم من الذهاب إلى مزارعهم ورعي أغنامهم، وذلك بسبب حقول الألغام التي زرعتها الميليشيا في مزارعهم وطرقهم ومراعي أغنامهم بشكل عشوائي تسبب في مقتل عدد من سكان تلك المناطق.

وعلى الرغم من تحرير معظم مناطق الساحل الغربي من سيطرة الميليشيا الحوثية إلا أن مخلفاتهم من الألغام والمتفجرات التي زرعوها بكثافة في المزارع لا تزال تحصد مزيدا من الأرواح، وتسببت في حالة من الخوف والرعب لدى الأهالي، أجبرتهم على التزام منازلهم وعدم الخروج منها، لتتضاعف معاناتهم. مصادر طبية أكدت أن قرابة ألف قتيل وجريح سقطوا بسبب الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيا في الساحل الغربي منذ منتصف عام 2016 حتى الآن ومعظم الضحايا من المدنيين.

ألغام إيرانية

العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات المشتركة وبدعم من قوات التحالف العربي كشفت استمرار ميليشيا ايران بزراعة الألغام بكثافة وبشكل انتقامي وبدون خرائط، مما يصعب عملية إزالتها واستمرار الخطر على حياة المواطنين في هذه المناطق. كما كشفت هذه العمليات أنواعا جديدة من الألغام تم تهريبها من ايران لجماعة الحوثي، لتتفنن في زراعتها وسط الحقول الزراعية، وهي على شكل صخور او جذوع أشجار مما يصعب اكتشافها.

جهود الإزالة

«مروان دبيش» مهندس ألغام قال إن ميليشيا الحوثي كثفت زراعة الألغام واستخدمت أنواعا جديدة، استخدمت فيها تقنيات حديثة بحيث تنفجر بمجرد مرور المواطن او أي شيء متحرك على مقربة منها. وأضاف إن هذه العبوات تحوي على مادة السي فور شديدة الانفجار، وقامت الميليشيا بوضعها في الأسواق والمزارع حتى وصل بهم الأمر إلى تفخيخ المباني العامة والحكومية وهو ما تسبب في وقوع ضحايا كثر من المدنيين. وأكد أن الفرق الهندسية تعمل جاهدة بدعم من التحالف لنزع ما يمكن نزعه من هذه الألغام والعبوات، حتى تعود الحياة إلى مناطق الساحل ويعود المواطنون إلى مزارعهم.

حملات توعية

ونفذ فريق من الهندسة الميدانية التابعة للقوات المسلحة الإماراتية حملة توعية لأهالي المناطق والقرى المحررة بمحافظة الحديدة حول مخاطر الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها ميليشيا الحوثي في المناطق السكنية والقرى والطرقات بشكل عشوائي وبطرق خداعية لاستهداف حياة المدنيين الأبرياء. واستهدفت الحملة نشر التوعية بين صفوف الأطفال وعائلاتهم من مخاطر الألغام والعبوات المبتكرة وإرشادهم بطرق ووسائل الحماية من مخاطر الألغام الأرضية وتجنب العبوات الناسفة وعدم لمس الأجسام الغريبة أو الاقتراب منها حفاظا على سلامتهم من مخلفات ميليشيا الحوثي بكافة أنواعها وأشكالها.

ضحية

الشاب محمد احمد فقد ساقه اليمنى بعد تعرضه للغم ارضي بالقرب من ساحل مديرية التحيتا التابعة لمحافظة الحديدة غربي اليمن وهو ذات اللغم الذي أودى بحياة أبيه وأصاب عددا من أقاربه بينما هم يحاولون الوصول إلى البحر لصيد السمك، ليكون محمد وعائلته أحد ضحايا الألغام الحوثية التي ضاعفت معاناة المواطنين في مختلف المحافظات اليمنية.

Email