يوسف.. طفل أقعدته رصاصة قناص محتل

ت + ت - الحجم الطبيعي

تركت رصاصتان أطلقهما قناص إسرائيلي، ساقيّ الطفل الجريح، يوسف القطراوي (17) عاماً، أشلاء ممزقة في أكثر من موضع، ولطّختهما باللون الأحمر، فطمست معظم ملامحهما، ولم يعد بادياً منهما سوى أطراف باهتة، وسيقان مشروخة. الطفل القطراوي، الذي يقطن في مخيم النصيرات بقطاع غزة، كان أصيب في جمعة «الكاوتشوك» في السادس من نيسان الماضي، وتلقى العلاج لنحو عشرين يوماً في غزة، تنقل خلالها بين مستشفيي الأقصى في دير البلح والشفاء بغزة، قبل أن ينتقل إلى المستشفى الاستشاري بمدينة رام الله، إثر مناشدة أطلقها والده للرئيس الفلسطيني، بعدما قرر الأطباء في غزة بتر إحدى ساقيه.

رصاص

ويؤكد الأطباء في المستشفى الاستشاري، أن الطفل القطراوي عانى من إصابة بالرصاص الحي في ساقيه، أدت إلى تهتك في العظام وتقطيع بعض الأوردة والشرايين، ومنذ بدء رحلة علاجه في رام الله، لم يلتق بأي من أفراد عائلته، إذ لم تسمح سلطات الاحتلال سوى لجدّه بمرافقته، كونه متقدماً في السن.

ورغم صعوبة وضعه الصحي، إلا أن يوسف بدا منتشياً، على الأقل بعد أن نجح الأطباء في المستشفى الاستشاري بعلاجه، وتفادي بتر ساقه، وعن ذلك قال: «أخي يحيى (11) عاماً، فقد عينه نتيجة لإصابته برصاص الاحتلال قبل عامين، وكدت أن أفقد ساقي، وعندما أخبرني الأطباء بقرار بترها، أصبحت أتخيل نفسي دون ساق، ولم أستوعب الأمر، خصوصاً وأني لاعب مبدع بكرة القدم، ولكن مناشدة أطلقها والدي عبر مؤسسات حقوق الإنسان، أثمرت نقلي إلى رام الله، وإجراء عملية ناجحة والحمد لله».

ويروي القطراوي لـ«البيان» كيف عالجته المسعفة الشهيدة رزان النجار «استشهدت في الأول من حزيران الجاري» لحظة إصابته، وكيف كتبت له الحياة، بعد أن أعلن بداية عن استشهاده، حيث دخل في غيبوبة، لافتاً إلى أن أعداد الجرحى يوم إصابته كانت بالمئات، حيث غصّت المستشفيات والمراكز الطبية في القطاع، بالجرحى، وحتى «المعرّشات» أي الخيام، التي أقيمت على مقربة من أماكن المواجهات، لم تفلح في استيعاب الأعداد الكبيرة للجرحى، ولهذا السبب ارتفع معدل بتر الأطراف للمصابين في قطاع غزة، علاوة على نقص الأدوية والمعدات، وهذا يعود للحصار المفروض على القطاع، منذ (11) عاماً.

ويؤكد القطراوي، الذي خضع لـ(20) عملية جراحية في غزة، أن دوافع مشاركته في التظاهرات السلمية، بالقرب من الحدود مع قطاع غزة، لا تخرج عن إيصال رسالة للعالم، بضرورة الالتفات إلى أهالي القطاع، الذين يواجهون الضغط والحصار.

Email