قرقاش: الميليـيا تعيـق إيصــال المساعدات الإنسانية وتتخذ من المدنيين دروعاً بشرية

الإمارات: هــدفنا الآن تأمين مطار الحديدة لنقل المساعدات جواً

قافلة مساعدات اماراتية تصل الى المخا ــ أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أن الهدف الآن ينصب على تأمين مطار الحديدة بغرض إيصال المساعدات المطلوبة لسكان المدينة جواً، مشددة على أن ميليشيا الحوثي تعيق إيصال المساعدات مشيرة في هذا الصدد إلى أن الميليشيا تستخدم المدنيين دروعاً بشرية وتضع أسلحة ثقيلة في المناطق السكنية، وتزرع الألغام الأرضية، وتحاصر الطرق لوقف خروج المدنيين، في وقت أكد مسؤولون في الحكومة اليمنية لـ«البيان» أن دولة الإمارات لعبت وتلعب دورا إنسانيا فاعلا في التخفيف من الآثار الإنسانية المدمرة التي سببتها الحرب التي أشعلتها الميليشيا الإيرانية، لافتين إلى الخدمات الكبيرة التي قدمتها هيئة الهلال الأحمر في المناطق المحررة في الساحل الغربي والتي عانت من المجاعة ونقص الغذاء إبان سيطرة ميليشيا الحوثي عليها.

وأكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن مطار الحديدة يجب أن يكون آمنا، حتى نتمكن من بدء النقل الجوي للمساعدات الإنسانية من الغذاء والدواء لليمنيين. وقال قرقاش، في سلسلة تغريدات نشرها عبر حسابه على موقع «تويتر»، إن «القلق يساورنا إزاء التقارير عن استمرار انتهاكات الحوثيين في الحديدة. حيث يستخدم الحوثيون المدنيين دروعا بشرية، ويضعون أسلحة ثقيلة في المناطق السكنية، ويزرعون الألغام الأرضية، ويحاصرون الطرق لوقف خروج المدنيين».



إعاقة المساعدات

وأضاف: «نريد أن يكون مطار الحديدة آمناً، حتى نتمكن من بدء النقل الجوي للمساعدات الإنسانية من الغذاء والدواء».

وأشار وزير الدولة للشؤون الخارجية إلى أن «قناصة الحوثي والمدافع الرشاشة، التي تطلق النار من المناطق المدنية، تعيق تأمين المطار»، موضحا أن «الحوثيين يزرعون الألغام البحرية، مما يعرض توصيل المساعدات للخطر». ومضى قائلاً: «الحوثيون لم يُعاملوا مثل الميليشيا الإرهابية الأخرى، وحصلوا على فرصة الحوار مع الأمم المتحدة، والتفاوض على مسار سياسي، لكنهم ورغم ذلك يُهددون المدنيين مثل أية منظمة إرهابية أخرى، وعلى المجتمع الدولي محاسبتهم».


في الأثناء اكد مسؤولون في الحكومة اليمنية أن التحالف العربي عموما ودولة الإمارات لعبت وتلعب دورا إنسانيا فاعلا في التخفيف من الآثار الإنسانية المدمرة التي سببتها الحرب التي أشعلتها ميليشيا الانقلاب الحوثية، وثمن محافظ محافظة الحديدة الدكتور الحسن علي طاهر جهود دول التحالف العربي الإغاثية والإنسانية في مناطق الساحل الغربي.



استجابة سريعة

وقال محافظ الحديدة إن الهلال الأحمر الإماراتي لم يألُ جهدا في الاستجابة السريعة إلى نداءات أبناء اليمن ودعم مختلف القطاعات الخدمية وتقديم المساعدات الإغاثية وتنفيذ المشاريع التنموية، مشيرا إلى أن تأهيل القطاع الصحي ورفده بالأجهزة والمعدات الحديثة في كافة المديريات اليمنية المحررة بالساحل الغربي والقرى التابعة لها يمثل إنجازا مهما في التخفيف من آثار الدمار الذي خلفته ميليشيا الحوثي الإيرانية من على كاهل أبناء اليمن.

فيما قال وكيل وزارة شؤون المغتربين أحمد النسي إن الدور الإغاثي والإنساني للتحالف لا يقل أهمية عن الدور العسكري موضحا أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت السباقة ودائما ما يرافق أي عمل عسكري إمدادات إغاثية وقد شهدت العمليات العسكرية في الساحل الغربي نموذجا للتكامل بين العمل العسكري والإنساني فقدم من خلال ذلك نموذجاً للالتزام والحرص، الالتزام بتحرير ما تبقى من مناطق اليمن من سيطرة الميليشيا، والحرص على أبناء الشعب اليمني.

جهود مكثفة

من جهته أوضح عبد الحكيم الشعبي مستشار محافظة عدن أن التحالف العربي كان ولا يزال يتصدر قائمة الجهات المانحة والعاملة في المجال الإغاثي وتقديم العون للملايين من أبناء الشعب اليمني الذين تضرروا بفعل الانقلاب وتحمل التحالف عبء تمويل معظم احتياجات خطة الاستجابة الإنسانية التي وضعتها منظمات الأمم المتحدة.

وأضاف: قوافل الإغاثة الإنسانية لم تتوقف منذ بدء عملية تحرير الساحل الغربي بدءاً من ميناء المخا ووصولا إلى مدينة الحديدة حيث لازم الهلال الأحمر الإماراتي كل الانتصارات والأعمال العسكرية التي نفذتها القوات اليمنية والمسنودة بالقوات المسلحة الإماراتية ووصلت هذه المساعدات إلى كل سكان المناطق الساحل الغربي كما قدمت لهم الرعاية الطبية والى جانب ذلك تولت الفرق الهندسية مهمة نزع آلاف الألغام التي زرعتها الميليشيا في الطرق وفِي المزارع وفِي التجمعات السكنية.


من ناحيته، اكد عبد الرقيب فتح وزير الإدارة المحلية مسؤول العمل الإغاثي في اليمن أن تحرير محافظة الحديدة وتخليصها من الميليشيا الحوثية المسلحة عمل إنساني وإغاثي وفقا لكل المعايير الدولية والإنسانية. وقال: في الحديدة كل عشر دقائق يموت طفل وفيها أعلى نسبة سوء تغذية وفقر، وفي الحديدة اعلى نسبة لنهب المساعدات الإغاثية. كل ذلك بسبب وجود الميليشيا المسلحة الحوثية..وأكد خلال استقباله طائرات الجسر الجوي الإغاثي القادم من خلال مركز سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أن العالم مطالب بإلزام الميليشيا المسلحة الحوثية الخروج من الميناء.

سرعة استجابة

الإعلامي محمد مساعد صالح قال إن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي كانت أول المنظمات الإنسانية التي وصلت إلى مناطق المجاعة في الساحل الغربي وتحديداً مديرية التحيتا والمناطق القريبة منها، حيث أوصلت الهيئة المساعدات الطبية والإنسانية إلى هذه المناطق رغم صعوبة الأوضاع في هذه المناطق. وأضاف إن ذلك كان له الأثر الكبير في مساعدة السكان بعد سنوات من المجاعة والحصار فرضتها عليهم الميليشيا.

ولفت متابعون للشأن الإنساني في اليمن إلى الصور المفزعة التي ظهرت للإعلام المحلي والدولي إبان المجاعة التي ضربت مناطق واسعة في الساحل الغربي أثناء سيطرة ميليشيا الحوثي عليها. حيث ظل سكان مديريات التحيتا وزبيد والجراحي والخوخة يعانون ظروفا صعبة بسبب حصار الميليشيا وتحويل مناطقهم إلى ثكنات عسكرية، وحرمتهم من الصيد في البحر أو العمل في مزارعهم مما ضاعف معاناتهم، وبسبب التصرفات العنجهية للميليشيا الحوثية ظهرت المجاعة في وادٍ من افضل الوديان الزراعية في اليمن وهو وادي تهامة.

بطش الحوثي

مؤكدين بحسب العديد من التقارير التي نشرت عن الأوضاع الإنسانية في اليمن أن دول التحالف العربي بذلت جهوداً مضاعفة لإنقاذ السكان من بطش الميليشيا، وساهمت بعد تحرير هذه المناطق في تحسين وضع المواطنين، من خلال إرسال المساعدات الإغاثية والطبية، والاهتمام بالخدمات الأساسية من تعليم وصحة. وأشارت التقارير إلى أن جهود دول التحالف كان لها الأثر الكبير في حياة السكان في هذه المناطق، إذ ساهم تحرير مناطقهم في عودتهم إلى ممارسة أعمالهم في الصيد والزراعة وهو ما خفف من معاناتهم، وساعدهم على الخروج من الوضع المأساوي الذي فرضته ميليشيا الحوثي عليهم طوال ثلاث سنوات.

وطبقاً لتلك التقارير التي نشرت في العديد من وسائل الإعلام اليمنية ورصيفتها الخارجية أن هيئة الهلال الأحمر ما أن اعلن عن تحرير مناطق الساحل الغربي ابتداءً من باب المندب، عززت الهيئة تواجدها في المنطقة، وأرسلت مندوبيها للاطلاع على احتياجات السكان تباعاً في كل المناطق التي تحررت. ولم يقتصر دور الهيئة على توزيع المساعدات الإنسانية بشكل دوري، بل امتد إلى تقديم الخدمات الطبية والتعليمية للسكان في هذه المناطق. حيث تم إعادة تأهيل أكبر مستشفيات الساحل الغربي في مدينة المخا، ورفده بطاقم طبي وتكفل الهلال الأحمر الإماراتي بكافة مصاريفه ودفع رواتب الموظفين، ليستقبل المستشفى الآلاف من أبناء الساحل ويقدم لهم الخدمات الصحية، كما تم تأهيل المركز الصحي في مدينة الخوخة ليقدم الخدمات الطبية للنازحين والسكان في المنطقة.

نشاط مكثف

ومع اقتراب قوات العمالقة والمقاومة اليمنية من تحرير مدينة الحديدة، كثفت هيئة الهلال الأحمر نشاطها في كافة مناطق الساحل الغربي، واستحدثت معسكرات نزوح للنازحين في الخوخة، وزودت هذه المعسكرات بما تحتاجه من خيام وفرش وبطانيات وتغذية. كما وصلت طائرات وسفن إغاثة إلى عدن تم نقلها على الفور إلى مناطق الساحل الغربي لتساهم في رفع المعاناة التي خلفتها الميليشيا في هذه المناطق طوال ثلاث سنوات. بدوره واصل مركز الملك سلمان تقديم المساعدات الإنسانية للنازحين وأبناء الساحل الغربي من خلال تسيير عشرات القوافل الإنسانية والطبية وبشكل مستمر على هذه المناطق، وذلك ضمن جهود دول التحالف العربي التخفيف من معاناة سكان محافظة الحديدة التي تتعرض للحصار من قبل الميليشيا الحوثية.

قام مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أمس، بتوزيع سلال غذائية في حارة الفخري والإرشاد بمديرية الخوخة بمحافظة الحديدة، يستفيد منها 720 فرداً، وهي من إجمالي المخصص للمحافظة البالغ 22273 سلة غذائية.

ويأتي التوزيع في إطار المشروعات الإنسانية المقدمة من المملكة ممثلة بالمركز للشعب اليمني التي بلغت حتى الآن 262 مشروعًا.

Email