لانا نسيبة لمجلس الأمن: الدبلوماسية ستظل السبيل الأساسي لحل أزمات المنطقة

الإمارات تدعو إلى رفض أي نظام يقوم على الفكر المتطرف

ت + ت - الحجم الطبيعي

شددت دولة الإمارات العربية المتحدة في الأمم المتحدة على أن الدبلوماسية ستظل دائماً السبيل الأساسي لحل أزمات المنطقة، داعية المجتمع الدولي إلى رفض أي نظام دولة يقوم على الفكر المتطرف، مشددة على أهمية إنهاء إيران لوجودها غير المسؤول على الأرض في شكل ميليشيا وجماعات إرهابية، مؤكدة أنه لولا تدخل التحالف العربي في اليمن، لكان العالم اليوم يتعامل مع دولة خارجة عن القانون تسيطر عليها ميليشيا غير شرعية تمثل 3% من سكان اليمن تسعى للتحكم في 27 مليون يمني، وعزت التدابير الدبلوماسية المتخذة ضد قطر كون دول المنطقة باتت غير قادرة على تحمل سياساتها ودعمها للجماعات التي تقوض الاستقرار في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم، مشددة على أن الاستقرار الحقيقي في الشرق الأوسط يتطلب اتخاذ قرار ودوراً قيادياً عربياً.

وقالت لانا زكي نسيبة المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة - في البيان الذي أدلت به أمام جلسة المناقشة التي عقدها مجلس الأمن الدولي برئاسة نائب وزير خارجية روسيا سيرغي فيرشينين حول الوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا - إنه يتعين على المجتمع الدولي تجديد الإلتزام بالمبادئ والمفاهيم الرئيسية التي أدت إلى إنشاء النظام العالمي الحالي ووضع المفهوم المشترك للسياق التاريخي كأساس في صنع السياسات.. مؤكدة أنه يتعين على جميع الجهات الفاعلة أن تقبل بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

وذكرت بأن إيران بشكل خاص تنتهك باستمرار هذه القواعد.. مشددة على أهمية إنهاء ايران لتواجدها غير المسؤول على الأرض في شكل ميليشيات وجماعات إرهابية.. داعمة في هذا الخصوص ما جاء على لسان ممثل الولايات المتحدة في اجتماع المجلس «في كل ساحة حرب وفي كل عمل إرهابي نجد إيران وحزب الله هما سبب في العنف في الشرق الأوسط».

الاستقرار والتنمية

ودعت الدول الأعضاء إلى تقديم الدعم إلى الدول المتشابهة الفكر في «العالم العربي» المعتدل الذي يعمل على تحويل مسار منطقة الشرق الأوسط نحو الاستقرار والتنمية، ورفض أي نظام دولة يقوم على الفكر المتطرف. وأضافت «أن الاستقرار الحقيقي في الشرق الأوسط يتطلب اتخاذ قرار ودور قيادي عربي، إذ يجب علينا ألا نكرر أخطاء القوى الكبرى بعد الحرب العالمية الأولى التي اعتقدت أن لديها معرفة أفضل من سكان المنطقة الذين عانوا من تبعات هذا النهج».

انهيار نظام الدولة

وذكرت السفيرة نسيبه مجلس الأمن بأن قبل أن تصل الأوضاع إلى ما عليه الآن في اليمن، كانت حكومته الشرعية تقود اليمن كدولة قادرة على أداء وظائفها، وذات عملية واضحة للانتقال السياسي. ونوهت إلى أنه كان حرياً بمجلس الأمن اتخاذ قرار أكثر حسماً عندما استولى الحوثيون على صنعاء في سبتمبر 2014 وتسببوا في انهيار نظام الدولة اليمني والانزلاق إلى حرب أهلية. وأضافت «لولا تدخل التحالف بناء على طلب الحكومة الشرعية ووفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2216، لكنا اليوم نتعامل مع دولة خارجة على القانون تسيطر عليها ميليشيات غير شرعية تمثل 3 في المئة من سكان اليمن ولكنها تسعى للتحكم في 27 مليون يمني».

دور عربي فاعل

وحول الوضع في سوريا أكدت السفيرة نسيبة أن القيام بدور عربي بارز أساسي لحل الصراع في سوريا.. مضيفة «يكمن مستقبل سوريا كدولة عربية من خلال حل عربي إقليمي بدعم من المجتمع الدولي والأمم المتحدة». وأكدت أنه لا يمكن التصدي للنزاعات الناشئة دون حل النزاعات القديمة أولا.. معتبرة في هذا الإطار الدعوة لإنشاء دولة فلسطينية بأنها ستظل القضية ذات الصدى المدوي التي تستنفر وتجتذب مناصري الفكر المتطرف، وأحد الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار الإقليمي.. وقالت «لن تحصل إسرائيل على مكان آمن إذا ظلت هذه القضية أحد الأسباب الجذرية».

وتطرقت سعادتها إلى بعض الإتجاهات الإيجابية في المنطقة.. مشيدة بالجهود التي بذلها العراق لهزيمة تنظيم داعش، وأشارت إلى أن الجهود الدبلوماسية في منطقتنا لن يكتب لها النجاح إلا في إطار استعادة الثقة.. وقالت «لتحقيق ذلك، نحن بحاجة إلى شركاء يتسمون بالصدق ».

رفض الفكر المتطرف

وعزت سعادتها التدابير الدبلوماسية التي اتخذتها دولة الإمارات منذ أكثر من عام ضد قطر كون دول المنطقة باتت غير قادرة على تحمل سياساتها ودعمها للجماعات التي تقوض الاستقرار في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم.

وأكدت أن دولة الإمارات ستكون على الدوام ضمن مجموعة مشتركة تضم من يرفضون الفكر الإيديولوجي المتطرف بجميع أشكاله، كما أنها ستسعى نحو المشاركة السلمية في رؤية إيجابية ومعتدلة وشاملة، وأيضا نحو التعاون مع حلفائها بنشاط لتحقيق الاستقرار ودفع التقدم بالمنطقة.

Email